اصول امازيغ بني يلمان المسيلة الجزائر
شيدت منطقة بني يلمان -أو قصبة بني يلمان- كما جاء في بعض المخطوطات، على قمة جبل من الجبال التي تنتمي ﻹقليم ونوغة وتعتبر عاصمة له، يحدها شماﻻ بلدية بن داود من وﻻية برج بوعريريج، أما شرقا فبلدية مسدور من وﻻية البويرة، ومن الجهة الغربية نجد بلدية ونوغة وسيدي هجرس التابعة لوﻻية المسيلة بمساحة قدرها )24292 م²(
ذكر عبد الرحمان ابن خلدون بني يلومي التالي: “الخبر عن بني وامانوا وبني يلومي من الطبقة الأولى من زناتة…وبني يلومي بالعدوة الغربية منه بالجعبات والبطحاء وسيق وسيرات وجبل هوارة وبني راشد""
نلاحظ ان ابن خلدون سماهم بني يلومي وهي قريبة جدا من الاسم بني يلمان واغلب المحققين والمؤرخين يتفقون على ان بني يلمان في المسيلة هم جزء من امازيغ بني يلومي التي ذكرها ابن خلدون وغيره
و نلاحظ انه ذكرهم اول مرة في المغرب الاقصى ناحية فاس ويلومي جد بني يلومي الذين ذكرهم ابن خلدون وفي كتب التاريخ هو عم مرين بن ماخوخ جد بني مرين حكام فاس فيلومي وماخوخ أخوان موطنهم الاول هو فاس ثم نزحوا للغرب الجزائري بعيدا عن المسيلة وسط الجزائر للتذكير:
حين سقوط دولة الأدارسة في فاس ودولة بني عمومتهم السليمانيين في تلمسان في أواخر القرن الرابع الهجري، ضربتهم فتنة موسى بن أبي العافية المكناسي، فقتلهم وحاصرهم وشردهم، مما اضطر اتباعهم واغلبهم من الامازيغ للخروج فرادى وجماعات ناحية الجزائر الحالية
من جهة اخرى يزعم بعض النسابة ان بني يلمان في شمال المسيلة هم من الاشراف الادارسة العلويين نزحوا من فاس في المغرب الاقصى
وللتنبيه قد ورد هذا النسب في زمن متاخر ذكره تاجر الانساب العشماوي ونقله عنه اخرون
قال العشماوي في كتابه"كتاب السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت المطهر أهله بنص الكتاب صفحة 283 و 284 " و أما بنو يلمان و يقال لهم بنو لومي و هم أهل مدينة فاس و منهم فرقة في الصحراء و منهم فرقة في ونوغة ( أي الذين في منطقتنا و الذين ذكروا في مخطوط ابن تريعة) و منهم فرقة في فليتتة و منهم فرقة في البرجية (فليتتة و البرجية قريبة من تيزي وزو الحالية بالجزائر) و كلهم صرخة واحدة يعني إخواننا فجدهم اسمه يلمان بن امحمد بن إسماعيل بن علي بن عبد العزيز بن محمد بن سالم بن سليمان بن خليفة بن محمد بن خليفة بن هاشم بن مزوار و يقال مروان محمد الشمس بن هلال بن عمران بن إدريس بن إدريس......."
أنظر: العشماوي )أحمد بن محمد(،السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت المطهر أهله ،) د.ت(، ص2
و بالعودة إلى كتاب العشماوي الصفحات 298 و 299 و 300 نجد انه يذكر انتقال احد المنحدرين من يلمان او كما سماهم بن يلومي الى منطقة ونوغة وهي تقع شمال غرب المسيلة قال العشماوي :
و أما سيدي سليمان بن عبد الله بن محمد المكنى بابي راس رضي الله عنه المعروف ضريحه ببلاد أغمات بإزاء مدينة مراكش اصله من الساقية الحمراء خلف ستة أولاد وهم محمد و احمد و اعمر و عثمان و علي و سليمان فأما محمد و احمد انتقلا إلى واد الساورة بإزاء تافلالت و أما عمر انتقل إلى حبل البرابر بإزاء مدينة فاس و خلف أربعة أولاد و هم عثمان و اسعيد و عبد الله و عبد الرحمان و يقال لهم بالعجمية آيت شيقري و منهم فرقة يقال لهم آيت يوسي منهم الولي الصالح و النور الواضح سيدس الحسن اليوسي رضي الله عنه و أما علي انتقل بإزاء جبل التوسل و خلف ذريته يقال لهم أولاد علي الشريف ابن سليمان و أما سيدي عثمان المكنى بو اكرارة انتقل بإزاء غريس الشرقي و أما سيدي سليمان انتقل إلى قبائل بني عامر بإزاء الزفيزف و خلف سبعة أولاد و هم يوسف و عبد الله و عبد الرحمان و عبد العظيم و عبد الجبار و عثمان و محمد فأما يوسف و عبد الله انتقلا إلى ونوغة و أما عبد الرحمان و عبد العظيم انتقلا إلى قلعية و أما عثمان و عبد الجبار انتقلا إلى فجيج و أما سيدي الهواري الخوان انتقل إلى مدينة تلمسان...
ذكر العشماوي "فأما يوسف و عبد الله انتقلا إلى ونوغة" و هي ارض بني يلمان الحالية في المسيلة
ايضا يقول النسابة ابن تريعة في مخطوط تحت عنوان ""النسب الشريف ليلمان بن أمحمد ""
فيلمان بن محمد الشريف في طريق هجرته من فاس إلى ونوغة سكن معسكر و بقيت ذريته هنالك من نسل ابنه عبد العظيم
وبعد التحقيق في سلسلة النسب تبين انه نسب منقطع وغير صحيح كما سنبينه لاحقا
حيث ذكر النسب العلوي المزعوم عند العشماوي كما يلي:
و أما بنو يلمان : (نسبة إلى يلمان بن أمحمد الشريف وأصولهم من مدينة فاس ، انتقل جدهم من فاس لأرض ونوغة المسماة القصبة ، ثم انتشرت ذريته في الأوطان ، ومنهم من كان في قبلة أولاد جعد ، و يقال لهم أولاد يلمان ، ومنهم من كان في أرض حزمة وهم أهل المطمورة الذين قتلوا سبعة من أولاد ماضي ( المعتدين ) وانتقلوا من القصبة في ثلاثة وأولادهم
ايضا من الزاعمين بالنسب العلوي قول "النسابة ابن فرحون" في "كتاب الإعتبار وتواريخ الأخبار" أن "بني يلمان أصلهم من مدينة فاس استقر جدهم في قبيلة ونوغة"
هو يلمان بن امحمد بن اسماعيل بن علي بن عبد العزيز بن محمد بن سالم بن سليمان بن خليفة بن محمد بن خليفة بن هاشم بن مزوار (ويقال مروان) بن محمد الشمس بن هلال بن عمران بن [يحي] بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
للتنبيه :يلماين/ بلدية تابعة لدائرة الجعافرة ولاية برج بوعريريج تبعد عن البرج بحولي 65 كلم طريق مجانة ثنية ناصر يلماين ، قال الشيخ الحسين الورتيلاني
كتاب الرحمانية المنسوب إلى السيد الحسين الورتيلاني .: ( أهل يلماين على ما تقرر من رسم الأشراف شرفاء من شرفاء يلمان الونوغي كذا رأيته مزبورا فيها فإنه نص على أولاد عنان وهم يلماين والحمد لله لا يخلون من أهل الخير رجالا ونساء فقد شاهدنا ذلك منهم نفعنا الله بهم ) اه
وبالتخقيق في اصل او مصدر خرافة النسب العلوي لقبيلة بني يلمان نجد ان
في مخطوط مؤرخ عام (1330ه/1913م) نسخه قاضي بجاية "السيد الشريف بن علي"، والذي بدوره نقله عن مشجرة نسخها الشيخ "الحاج محمد العربي" محررة على يد الشيخ "عبد الله بن محمد البجائي" عام (1071ه/1661م)، وهو كذلك نقلها عن المشجر الأصلي المؤرخ عام (790ه/1388م) لصاحبه وناسخه "أحمد بن يحي بن السعيد بن يوسف الفاسي نسبا والمراكشي دارا". ذُكر فيه مايلي:
"وأما بنو يلمان فأصلهم من مدينة فاس ثم استقر جدهم في ونوغة، ومنهم فرقة في بلاد بني يحفد يقال لهم بنو يلمان ومنهم فرقة في مسيسنا وبعضهم في بني جناد وجدهم اسمه "يلمان" بن امحمد بن اسماعيل بن صالح بن عيسى بن يعلا بن عبد العزيز بن سلامة بن خليفة بن هاشم بن هلال بن مروان بن شمر بن هلال بن عمران بن إدريس بن أدريس، إلخ. وأما بني عطاء والقناواة وونوغة وأولاد مهدي بأرض نغوت فهم القاطنون في كاف يقال له عفرون في جبل عمال ومنهم فرقة في جبل أغمات واسم جدهم مسعود بن موسى من نسل أحمد بن إدريس" أهـ
ومن خلال ما ذكرناه سابقا نستنتج ان بني يلمان في ونوغة المسيلة هم فرقة من بني يلمان الذين كانوا بمنطقة فاس بالمغرب الاقصى ثم دخلوا الى وسط الجزائر شمال غرب المسيلة وان بني يلمان هم نفسهم بني يلومي الامازيغ الزناتيين
ولدينا نتيجة الفحص الجيني لقبيلة امازيغ بني يلمان المسيلة لممثليها السيد عزوز من الشرفة ( قصبة بني يلمان) وهم من اصح العائلات المنحدرين من صرحاء بني يلمان و صاحب العينة رقم 421337 على FT.DNA ، و المنتمي لفرع داود بن يلمان صاحب العينة رقم : 421334 على FT.DNA , بحيث ظهر كلاهما على السلالة الجينية E-M35 المتفرعة من السلالة E1b1b الأمازيغية في شمال أفريقية .
من الناحية التاريخية جد هذه القبيلة حسب موروثهم الشفوي هو رجل مصلح اسمه يلمان بن أمحمد جاء منذ 10 قرون تقريبا من مدينة فاس المغربية و أستقر بالمكان الذي أسس فيه قصبة بني يلمان التي هي اليوم بلدية تقع شمال المسيلة.
و حسب الروايات المتداولة بين ابناء هذه القبيلة، فقد خلف يلمان بن أمحمد كل من : إبراهيم ، وعمران ، والأبيض ، و بلقاسم ، و الأفطح ، و داوود ، وموسى ، و عيسى المزوار، و عمر ، ويخلف ، وإسماعيل ، وسعيد ، وعلي.
و نتشرت هذه الذرية في كل من : في بني مليكش غرب بلاد زواوة، المزاورة بالبليدة، اولاد عثمان المسعي بابن سرور ، في يلماين ببرج بوعريريج،مسيسنا ببجاية، عند بني أجناد بإزاء افليسة و بعض منهم في الغروبة جبل الزواوة، عند بني عيسي بتيزي وزو، في جبل بوطالب، أولاد الحاج علي بالبويرة ...و مركزهم بلدية بني يلمان ولاية المسيلة
تكلمنا في منشورات سابقة عن بعض الاحداث التي ذكرها ابن خلدون و كانت منطقة المسيلة و منطقة الزيبان مسرحا لها , و بسبب مرور شرذمة من قطاع الطرق الهلاليين من الاثبج و الذواودة من رياح الفانيتان ( لا وجود لقبيلة جزائرية اليوم بسم الاثبج او الذواودة) بهذه المناطق استغل أعداء الشعب الجزائري من فضلات و مخلفات الاستعمار الفرنسي المختبئين وراء عمامة العروبة و الإسلام ذكر هذه الشرذمة من الاعراب الهلاليين بمنطقة الزيبان والمسيلة لتعريب كامل سكانها ةالتي تعد من اكبر ضحايا تزوير التاريخ و الانساب في بلادنا من طرف من لا اصل و لا اخلاق له .
وسنحصص هذا البحث لمعرفة اصول قبيلة بني يلمان شمال ولاية المسيلة حيث ذكر ابن خلدون شعبين عريقين كانوا في السهول ناحية معسكر الى غاية غيليزان و التي عمروها لقرون و هما بنو ومانو الذين موطنهم يقع شرق واد مينا ثم ذكر قبيلة بنو يلومي الذين موطنهم يقع غرب واد مينا بالجعبات و البطحاء و سيك و سيرات و جبل هوارة و بني راشد ( وثيقة 06 ) ,
و بلاد بني يلومي آو بني لومة حاليا و هم نفسهم بني يلمان في ولاية المسيلة التي نزحوا إليها .
أما ابن الخطيب القرشي التلمساني يؤكد على كون بني ومانو و بني يلومان أو بني لومة من زناتة لديهم فرقة في البرجية و أخرى في ونوغة و يقصد بهم بني يلمان شمال ولاية المسيلة ( وثيقة 09 )
قول "ابن فرحون" في "كتاب الإعتبار وتواريخ الأخبار" أن "بني يلمان(1) أصلهم من مدينة فاس استقر جدهم في قبيلة ونوغة"، وهو ما أكده "أحمد بن محمد العشماوي" في مخطوط "التحقيق في النسب الوثيق" من أن "بني يلمان" توجد فرقة منهم في ونوغة. وأيضا ما جاء في عدّة مصادر مخطوطة ومكتوبة.
يقول الإمام العشماوي في كتابه "السلسلة الوافية والياقوتة الصافية": وأما أهل ونوغة فهم أهل زواوة، فجدهم اسمه "ونوغ" ويقال له "ونوغة" ثم جاء كتاب السلسلة الوافية لأحمد العشماوي الذي تم فيه تزوير نسب هؤلاء و غيرهم بجعلهم من آل البيت لكن فيه تأكيد على كون بني يلمان في ونوغة شمال ولاية المسيلة هم نفسهم بني لومى أو بني لومة و الموجودين أيضا في كنفدرالية فليتة و البرجية و مدينة فاس ( نقلهم إليها بنو مرين ) و فرقة في الصحراء ( وثيقة 10 )
ثم ياكد لنا ابن خلدون ان امازيغ بني راشد ناحية معسكر استولوا على مناطق بني يلومي وطردوهم منها و تفرقوا في الاصقاع و يضيف لنا الشيخ أبي عمر بن عثمان القلعي في مخطوط قلعة بني راشد حقائق مسكوت عنها عمدا تتمثل في الأراضي التي استولت عليها قبيلة بني راشد الزناتية حليفة بنو عبد ألواد بحيث يقول أن بنو راشد استولوا على عدة أراضي في الغرب الجزائري والتي كانت ملك لبني يلومي من بينها ارض عكرمة و أراضي سيرات موطن البرجية بحيث شكلوا معهم أربعة قبائل بعدما كان البرجية قبيلة واحدة و هم الحسيان و بني يحي و الصفافحة و الصحاورية , كذلك استولوا على ارض عبيد الشراقة و ارض عتبة ( وثيقة 11 ) .