الثلاثاء، 23 مايو 2023

قبيلة اعراب الثعالبة هل فعلا حكمت العاصمة الجزائر ؟

 

قبيلة  اعراب الثعالبة  فعلا  حكمت العاصمة الجزائر ؟

قبل ان نتكلم عن قبيلة اعراب  الثعالبة و كشف كذبة حكمهم لمدينة الجزائر العاصمة وجب علينا التذكير ان العاصمة الجزائر من قديم عهدها وخاصة في الفترة الاسلامية كانت تسمى جزائر بني مزغنة وهي  احدى قبائل صنهاجة الامازيغية بالضبط من شعب بنو تلكاتة الذين اسسوا دولة صنهاجة  كانت تسكن المنطقة و كل المراجع التاريخية القديمة تاكد ان بنو مزغنة هم من أسسوا مدينة الجزائر الحالية تحت قيادة الامير بلكين او بولوغين بأمر من والده الملك زيري بن مناد الصنهاجي سنة 960م 

و بنو مزغنة هم من أسسوا مدينة الجزائر الحالية تحت قيادة الامير بلكين او بولوغين بأمر من والده الملك زيري بن مناد الصنهاجي سنة 960م و تعود اصولهم القديمة الى جبال تابلاط جنوب  شرق العاصمة حيث نجد ليومنا هذا قبيلة بني مزغنة التي تعد النواة الأولى لحلف بني سليمان الجبالة او الشراقة او بني خليفة

انظر كتاب ابن خلدون الجزء السادس

( وثيقة A . B)  





اما  الرحالة ابن حوقل الكوردي في القرن العاشر ميلادي  اكد كذلك  على كون سكان مدينة الجزائر هم أساسا قبيلة بنو مزغنة  الامازيغية الصنهاجية , ثم ذكر انه هناك امازيغ كثر يسكنون الجبال التي تحيط بمدينة الجزائر دون التعريف بانتمائهم القبلي للأسف أي هل هم من مزغنة او من غيرها ؟ 

( وثيقة C) 

و هذا نفس كلام الرحالة الاصطخري الفارسي في القرن 10م الذي قال ان سكان مدينة الجزائر هم بنو مزغنة و حولهم امازيغ كثر ثم أضاف شيء مهم و هو كون مدينة الجزائر تشبه مدينة ناكور المغربية و كلاهما مجموعة مدن و قرى قريبة من بعضها البعض ( وثيقة D) 

و نجد نفس الكلام عند الرحالة الادريسي في القرن 12م حين يصف لنا ضواحي و جبال مدينة الجزائر بحيث يقول انها مسكونة بقبائل امازيغية كثيرة تتسم بالقوة و الحرمة 

اما اسم مدينة الجزائر الحقيقي و المعروف لدى عامة الشعب هو " ادزاير" البعيد عن كلمة " الجزائر "  فكلمة  ادزيري يقصد بها المنتمي لدولة زيري ابن مناد الصنهاجي فلا يخدعنكم احد و اغلب النازحين الى هذه المنطقة  في الوقت الحالي هم أساسا من منطقة القبائل و قلة من باقي الوطن ( إطارات الدولة)

بعد ان تاكدتم ان مدينة الجزائر كان ولا يزال اغلب سكانها من الامازيغ و بعضهم الان اصبح يتكلم العامية الجزائري لكن بعض دعاة القومية العروبية في الجزائر لا يستحون في تسميتها باسم جزائر الثعالبة نسبة الى قبيلة اعراب الثعالبة التي ابيدت و اندثرت منذ القرن 15 ميلادي كما سنكتشفه في هذا البحث 

مع التنبيه ان قبيلة اعراب الثعالبة لم تسكن ولم تستقر ابدا مدينة الجزائر بل كانوا بدو رحل يتنقلون منطقة متيجة كانت تحت سيادة قبيلة مليكش الامازيغية و هؤلاء الثعالبة هم احد فروع قبيلة بنو يزيد من المعقل 

لكن اليوم اصبحنا نسمع هنا وهناك في مواقع القومجيين المستعربين ان الجزائر العاصمة هي مدينة اعراب الثعالبة وان حاكمها كان اسمه سليم التومي و يزعمون انه من الثعالبة فاصبحت جزائر بني مزغنة عند العروبيين هي جزائر اعراب الثعالبة على سبيل المثال ما يروجه الشاعر محمد جربوعة  احد دعاة القومية العربية في الجزائر من خلال التدليس على المراجع و التاريخ بقوله ان مدينة الجزائر حكمها اعراب الثعالبة وهذا ما دفعنا الى الرد العلمي الاكاديمي على مثل هذه الاكاذيب من اشباه المؤرخين 


كذبة او خرافة سيطرت قبيلة الثعالبة البائدة على الحكم في العاصمة الجزائر هي من اختراع القومجيين العروبيين و قد اعتمدوا في ترويجها على كلام ابن خلدون  في جملة ضخم فيها من شان الاعراب الهلاليين و كررها أربعة  مرات متناقضا مع اقواله و مع الواقع و هي نفس الجملة التي يعتبرها صناع خرافة بنوهلال مثل البنزين الذي يستعمل في صناعة خرافتهم بل و يكررونها مثلما يكرر القرآن لذر الرماد في اعين قرائهم من اجل تضليلهم و هذه الجملة هي "  هبت ريح العز للعرب و فشل ريح زناتة "  وابن خلدون في هذه الجملة كان يتكلم عن احداث سنة 760 هجري  1358 ميلادي بعد وفاة السلطان  الامازيغي ابوعنان المريني سنة 759 هجري , و بصيغة أخرى قال " هبت من يومئذ ريح العرب و جاش مرجلهم على زناتة

عذه الجملة في  كتاب ابن خلدون  غريبة وغير صحيحة بالمرة حيث زعم "كاتب تلك الجملة"  ان الثعالبة استبدوا بمتيجة بعد ذهاب ملك قبيلة مليكش  الامازيغية على يد بنومرين

و لكن  مهلا لا نظلم ابن خلدون , ستتأكدوا ان أعداء تاريخ الجزائر  من القومجيين العروبيين يختارون فقط ما يعجبهم من الجمل الواقعة في كتاب هذا الأخير دون قراءة كاملة لكل النصوص الخلدونية  لإظهار الحقيقة  كرونلوجيا الاحداث و الاكثر من ذلك لا يتحققون من صحة تلك المعلومات في كتاب ابن خلدون وغيره من خلال مقارنتها مع مراجع اخرى من نفس الفترة الزمنية و نفس المنطقة

أولا  لا يقصد ابن خلدون بجملة الثعالبة استبدوا بمتيجة  انهم تملكوا الاراضي و استوطنوها و طردوا سكانها الامازيغ و اصبحت خالية لهم وحدهم  ربما يهيأ للقارئ  من خلال تلك الجملة ان قبيلة الثعالبة احتلت متيجة جنوب العاصمة الجزائر وهذا غير صحيح  مع التنبيه ان  السنة المقصودة بالضبط هي سنة 760 هجري  الذي يوافق 1358 ميلادي كما جاء في الصفحة 85 من الجزء 06 لكتاب العبر و لعلمكم  اكبر حدث في هذه السنة هو استرجاع  الامير الامازيغي أبو حمو الملك و استحواذه على تلمسان بإيعاز من  الامازيغ الحفصيين ( الحاجب ابن تافراكين ) لضرب بنومرين ( وثيقة E)  وهذا ما ياكده ابن خلدون وايضا اين قنفذ القسنطيني الذي عاصر نفس الاحداث وكان شاهد عيان 

(وثيقة E)

  للاشارة احداث سنة 767 هجري  ( 1367 ميلادي) هنا الامر يتعلق بأكبر هزيمة للسلطان الامازيغي  ابو حمو امام ابن عمه الثائر عليه و المتحالف مع الامازيغ الحفصيين كذلك أي الامير ابي زيان الذي هزم أبو حمو في بجاية سنة 767 هجري حسب ابن خلدون, و عند التحقيق نجد نفس الكلام و السنة في كتاب الفارسية لصاحبه ابن القنفذ القسنطيني بحيث سجل سنة هذه الهزيمة على أساس انها في سنة 769 هجري لكن في نسخة أخرى سجلت 767 هجري و هي الاصح ( انظر الوثيقة السابقة  في الاطار الأخضر), أي ما حل في سنة 760 هجري و من هبت ريحه فعلا و سطع نجمه كما قلنا هو السلطان الزناتي الامازيغي أبو حمو الثاني و قومه و الذي استرجع ملك  امازيغ بنو عبد الواد الزناتيين بعدما دخل تلمسان التي كانت في قبضة امازيغ بنو مرين الزناتيين و من سطع نجمه سنة 767 هجري هو الامير أبو زيان الزناتي الذي هزم ابن عمه السلطان أبو حمو الزناتي و هنا نتساءل ما دخل الاعراب الهلاليين الذين كانوا فقط مرتزقة جزء منهم موالى لأبو حمو و هم بقايا الذواودة و بنو عامر بن زغبة و الجزء الاخر لابن عمه ابي زيان مثل حصين و بعض زغبة و الثعالبة في البداية و كلاهما أي أبو حمو و ابي زيان من امازيغ بنو عبد الواد الزناتيين و لم يكونوا قط بمفردهما مع المرتزقة من الاعراب بل كان أساس جيشهما من بنو عبد الواد فلو لم يكن هذا لما تكلم التاريخ على شيئ اسمه دولة بنو عبد الواد ؟؟

اما زناتة الذين فشل ريحهم ( و هذه العبارة مبالغ فيها كثيرا) هم بنو مرين المغرب الأوسط فقط لان سنة 760 هجري توافق كما قلنا عودة دولة بنو عبد الواد أي دولة السلطان الامازيغي أبو حمو الزناتي الذي احتل تلمسان و اخرج منها بنو مرين فالعزة له و ليست للمرتزقة العرب اي من فشلت ريحه تلك السنة هم بنو مرين في المغرب الأوسط فقط و لفترة وجيزة في حقيقة الامر و ليس بنو مرين سائر المغرب و ليس لسائر الدهر لان المغرب الأقصى كان تحت حكمهم بل كانت دولتهم اقوى من دولة بنو عبد الواد كما سنرى و كلاهما أي دولة بنو مرين و دولة بنو عبد الواد من زناتة الامازيغ بغض النظر على من تجند في صفوف كلا الدولتين من المرتزقة الاعراب الهلاليين و المعقليين , اما شعوب زناتة التي لا تعد و لا تحصى و المنتشرة من مصر الى المغرب الأقصى فهؤلاء غير معنيين بهذا الكلام بتاتا اما بقية شعوب الامازيغ الذين لا حصر لهم فهم كذلك غير معنيين .

اما الاعراب المقصودين بجملة ابن خلدون " سنة 760 هبت  من يومئذ ريح العرب  وجاش مرجلهم على زناتة ووطئوا من تلول بلادهم بالمغرب الاوسط )  ليسوا جميع بقايا اعراب بني هلال و لا حتى  قبيلة الاثبج الذين اندثروا و تشتتوا و قل جمعهم  قبل ذلك او قبيلة رياح التي هي اكثر من تعرضت للإبادة و التشريد و سبي نسائهم من طرف اسيادهم الامازيغ او بقاياهم الذين حاولوا إيجاد مكانة لهم بعد ارتمائهم في أحضان  السلطان الامازيغي أبو حمو الثاني و الذين سيتعرضون لإبادة جديدة اخر القرن 08 هجري ,و لا قبيلة بنو سليم التي استوطنت قفار ليبيا و تونس و كانت غير معنية بهذه الاحداث , بل المقصود ان  اول من هبت ريحه حسب ابن خلدون  جاءت من طرف قبيلة  اعراب الثعالبة في ضواحي مدينة الجزائر بمتيجة, و قبيلة حصين الزغبية في منطقة آشير بالتيطري و بشكل اقل قبيلة بنو يزيد في وطن حمزة او البويرة الذين استغلوا الفراغ السياسي و الأمني بسبب اضطراب المغرب الأوسط و كل هؤلاء فيهم من سيدفع الثمن غاليا كما سنرى

 تروي الحكاية الشعبية  و الاكاذيب القومجية العروبية ان زفيرة كانت أميرة وزوجها سالم التومي وانه كان من اعراب الثعالبة و يزعمون انه  كان سلطانا على مدينة الجزائر، إلى أن جاء عروج فغدر به وازاحه عن عرشه وجلس في مكانه. وهو كذب مكشوف وباطل مفضوح ليس فيه معشار ذرة من الصحة. فمدينة الجزائر وما حولها لم تكن  مملكة ولا سلطنة قبل الفترة العثمانية. بل كان تدار من قبل مجلس اعيان  او من قبل حاكم يعينع السلاطين الامازيغ مثل غيرها من المدن التي كانت تابعة للدولة  الامازيغية الحفصية أو الزيانية او المرينية

 ستتعرفون  في هذا البحث التاريخي الموثق على هذه القبيلة  الثعالبة الاعرابية  وعلى كذبة انهم حكموا العاصمة الجزائر و ستكتشفون حقيقة ما جرى بالضبط و ما هي هذه الريح العربية  التي هبت  كما وصفها ابن خلدون او بالأحرى  الابادة التي تعرضت لها اعراب الثعالبة على يد الامازيغ" وانهم لم يؤسسوا يوما مملكة او امارة او دولة ولم يحكموا العاصمة الجزائر اطلاقا بل ستكتشفون ان سليم التومي الذي يزعم انه من اعراب الثعالبة لا علاقة له بهم

قبيلة الثعالبة  التي يروج العروبيون انها حكمت العاصمة الجزائر والحقيقة انها   لم تحكم ابدا بل عاشت كل زمنها تحت سلطة الحكام الامازيغ ولم تنشا ابدا مملكة او امارة لا في العاصمة الجزائر و لا في غيرها  الى غاية ابادتها واندثارها كليا  كما ستكتشفونه في هذا البحث وهي القبيلة الاعرابية التي دفعت  ثمنا باهضا تم السكوت عنه من طرف صناع العرق العربي الوهمي في بلادنا مثل عبد الرحمن بن محمد الجيلالي و مبارك الميلي و التوفيق المدني و غيرهم  من القومجيين العروبيين الجدد امثال محمد جربوعة وكلهم من أصحاب الأقلام المأجورة الذين سخروا كتاباتهم من اجل خدمة مشروع القومية العربية  الوهمي و الفاشل والذين اخفوا الحقيقة على الشعب الجزائري بحيث ضخموا من شان هذه قبيلة  الثعالبة الاعرابية البائدة و زخرفوا لها تاريخ غير صحيح لإيهام الناس انه كان لها سلطان لم ينقطع منذ وصولهم لمتيجة  لغاية وصول الاتراك  الذين كان على راسهم خير الدين و عروج  الذي قتل سليم التومي حاكم العاصمة و الذي يزعم القومجيين العروبيين كذبا انه من قبيلة الثعالبة الاعرابية من قبيلة المعقل المجهولة النسب عند ابن خلدون  

لعلمكم هؤلاء الثعالبة  كما ذكر ابن خلدون بطن من اعراب قبيلة  المعقل الذين اصبحوا اليوم خرافة مكتملة الأركان لوحدهم , فهؤلاء تاريخهم مجهول لا يوجد نسابة عربي واحد  ذكر لنا مواطنهم الاولى في بلاد العرب و أول من ذكرهم بدقة هو ابن خلدون الذي قال ان اصولهم مجهولة عند عامة الناس وان عددهم لما دخلوا بلاد الامازيغ لم يكن ستجاوز المئتين 200 فرد وانهم كبروا بمن انضم اليهم من غيرهم

 (وثيقة 01) 

اما المعقل فيزعمون انهم من آل البيت ينحدرون من جعفر بن ابي طالب و ذلك غير صحيح كما أكده ابن خلدون الذي اعطانا قاعدة انثروبولوجية ذهبية و التي تقول ان آل البيت و بنو هاشم ليسوا اهل بادية و نجعة أي ليسوا بدو رحل و لم يكونوا بدو رحل من اهل الخيم في يوم من ايامهم فلا رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا ابن عمه  سيدنا علي رضي الله عنه و لا سائر آل بيته و لا بنو هاشم و إخوانهم بنو امية مثل أبو سفيان و عائلته و لا سيدنا ابى بكر الصديق القرشي و  لا سائر قريش كانوا بدو رحل يسكنون الخيم بل حضر يسكنون المدينة و الحضري لا يتحول الى بدوي مهما كانت الظروف فهل منكم من يسمع بعائلة اندلسية مثلا سكنت الخيم و أصبحت من البدو الرحل لسبب من الأسباب ؟؟  وكل المراجع التاريخية وابن خلدون تاكد ان الثعالبة كانوا بدو رحل رعاة الماشية و للأسف القوميين العروبيين اكذب خلق الله في شمال افريقية و الجزائر خاصة يزعمون و ليومنا هذا ان الكثير من البدو من أصحاب الخيمة الحمراء و السوداء هؤلاء من آل بيت النبي و حتى من ذرية ابى بكر الصديق القرشي   و حتى من ذرية عمر ابن الخطاب القرشي و حتى من ذرية الزبير ابن العوام القرشي لا حول و لا قوة الا بالله من كذبهم

 نرجع للمعقل , لقد رجح ابن خلدون ان المعقل هؤلاء من القحطانيين فكل من يجهل اصله عند النسابة يقال عنه قحطاني   , اما دخولهم لشمال افريقية كان متأخر بسبب عرقلتهم من طرف بنو سليم  و الأرجح انه كان بعد القرن 11م فهؤلاء لا نجد لهم ذكر في كامل الاحداث التي حصلت أيام الدولة الصنهاجية و لا دولة الموحدين و عددهم أي سائر قبيلة المعقل و كل فرقها في بداية امرهم كان لا يتجاوز 200 فرد فقط  ( وثيقة سابقة01) أي في اقل من ثلاثة قرون قبل زمن ابن خلدون كان هذا هو عددهم و الغريب انهم تحولوا الى مجموعة قبائل و كل قبيلة تنقسم الى عدة فرق و في لمح البصر أيام ابن خلدون أي بعد اقل من ثلاثة قرون فقط من الزمن ؟ ذرية الامير عبد القادر مثلا و بعد مرور اكثر من قرن و نصف لا يرتقون اليوم حتى لدرجة قبيلة .

 اما الثعالبة هؤلاء كان اول موطن معروف لهم هو منطقة اشير بسفح جنوب التيطري دخلوه عن طريق جبل كزول شمال تيهرت و سكنوا ضواحي مدينة آشير في خيمهم ( و ليس  مدينة المدية كما يزعم البعض ) ثم تعرضوا للطرد و الانتهاب من طرف محمد بن عبد القوي زعيم قبيلة بنوتوجين الامازيغية و الذي احتل مدينة المدية و منطقة آشير و كامل التيطري الغربي فاخرج الثعالبة هؤلاء من منطقة آشير و نفاهم الى متيجة و استخلف مكانهم اعراب قبيلة حصين التي كانت تحت سلطة اسيادهم امازيغ بنو توجين و بعد هذا دخلت قبيلة الثعالبة تحت سلطة اسيادهم الجدد من امازيغ قبيلة مليكش الامازيغية الصنهاجية شرق متيجة  لغاية وصول امازيغ بنومرين  الذين اكتسحوا متيجة و اذهبوا ملك قبيلة مليكش الامازيغية 

 ( وثيقة 02)

 و هنا نجد في كتاب ابن خلدون جملة غريبة غير صحيحة بالمرة حيث زعم "كاتب تلك الجملة"  ان الثعالبة استبدوا بمتيجة بعد ذهاب ملك قبيلة مليكش على يد بنومرين و كأن بنومرين اسدلوا الحكم للثعالبة ( وثيقة 02) ؟؟ او  كأن الثعالبة تغلبوا على بنومرين ؟

حقيقة ما جرى نجدها بالتفصيل في كتاب الجزء الثاني لزهر البستان في دولة بنوزيان نسخة الحبيب بن يخلف الغريسي تقديم و تعليق الدكتور بوزيان الدراجي علما ان بقية الأجزاء مفقودة ليومنا هذا للأسف , هذا الكتاب كتب أيام السلطان أبو حمو الثاني  أي زمن ابن خلدون الذي لم يذكر لنا كل التفاصيل , الحقيقة تقول ان قائد جيش امازيغ بنو مرين  منصور بن خلوف الياباني ( من ذرية يابان بن جرماط بن مرين)  هاجم القبيلتين أي مليكش و عبيدهم و خدامهم الثعالبة و ليس مليكش فقط و النص واضح وضوح الشمس ( وثيقة 03) 

فقبيلة الثعالبة تعرضت للقتل و الإبادة أيضا اما هذا القائد لجيش امازيغ بنو مرين  منصور بن خلوف الياباني هو من استبد على كامل متيجة و العاصمة و المدية و كان مصير الثعالبة هو القتل و الانهزام و النكبة و الطرد من شرق متيجة  حتى لجَأ  من تبقى منهم الى قبيلة لواتة اقصى غرب الجبال المطلة على متيجة التابعة الى حوز مليانة ( وثيقة 04) 

 و لواتة هؤلاء هم من ذكرهم ابن خلدون حين تكلم عن تلك الامة العظيمة من لواتة التي سكنت جنوب تيهرت ثم دخلت في حرب مع قبيلة بنو وجديجن و مطماطة و مغراوة مما دفع بهم للرحيل الى ما وراء جبل دراك فانتشرت عمائرهم و بطونهم من جبل دراك جنوبا  الى ما ورائه شمالا أي البسائط الشرقية لولاية عين الدفلة  و كامل بسائط غرب ولاية المدية ( التي تتوسطها مدينة جندل) لغاية الجبال المطلة على متيجة أي ظاهر جبل زكار و منطقة بومدفع  التي تطل على (ارض قبيلة حجوط غرب متيجة المحصورة بين واد جر و واد الناظور) كما اخبرنا به ابن خلدون ( وثيقة 05)

 و من هنا نفهم لجوء الثعالبة في البداية لهذه القبيلة اللواتية القوية لضخامتها للاحتماء بهم ضد بنو مرين و قائدهم منصور بن خلوف الياباني , ثم ارتمى هؤلاء الثعالبة او بالأحرى من تبقى منهم  في أحضان السلطان الامازيغي  أبو حمو الثاني الزياني الذي كان بمنطقة مليانة  طالبين النجدة شاكين باكين مما لحق بهم من طرف القائد المريني ابن خلوف ( وثيقة  سابقة 04) الذي ابادهم بين نهاية سنة 761  و بداية 762 هجري لان ابن خلوف الياباني المريني  كان واليا على قسنطينة لغاية نهاية سنة 761 هجري  اين تنازل عنها للسلطان أبو العباس احمد الحفصي ثم قتل على يد أبو حمو سنة 762 هجري  لان بن خلوف كان مؤيدا لعدو السلطان أبو حمو أي لابي زيان ابن عم السلطان أبو حمو الثاني ( وثيقة 06)

و من سنة 762 لغاية سنة 767 هجري  كانت قبيلة الثعالبة  تدفع المغارم لولاة مدينة الجزائر  و شيخ الثعالبة لذلك العهد اسمه سالم بن براهيم, و هنا أي سنة 767 هجري حاول السلطان أبو حمو الاستيلاء على بجاية لكنه فشل امام الحفصيين الذين استعملوا ضده ابن عمه الثائر الامير ابي زيان مما دفع بأبو حمو للتراجع الى تلمسان, و هذا ما شجع الأمير ابي زيان الذي قام بتجنيد عربان حصين و بعض القبائل الاعرابية الزغبية لمحاربة جيش أبو حمو الثاني في ضواحي المدية  التي لم تستطع قبيلة حصين الزغبية دخولها لامتناع المدية عن هؤلاء الاعراب

( وثيقة 07)



و هنا أيضا قال ابن خلدون " هبت ريح العرب " و يقصد بهم قبيلة حصين بن زغبة الذين تعرضوا ايضا الى مصيرهم المشؤوم  , اما بالنسبة الى قبيلة الثعالبة سنرى هذه "الريح العربية " التي هبت او بالأحرى " الخرافة العربية" التي ستدفع قبيلة الثعالبة ثمنا باهظا من اجلها مثلما دفعته قبيلة حصين الزغبية .

ابتداء من سنة 767 هجري   استغل شيخ الثعالبة سالم ابن براهيم الفرصة للاستيلاء على سلطة مدينة الجزائر ليس بسيوف و اكتاف من تبقى من قومه بل تحت حماية الأمير الامازيغي ابي زيان و بخديعة منه, بحيث بث سمومه وسط سكان مدينة الجزائر (اغلبهم من قبيلة بنو مزغنة الصنهاجية) لكي ينقلبوا على حاكم الجزائر ذلك العهد و اسمه علي بن غالب ( من سكانها الأصليين) بدعوى ان علي بن غالب الذي اخرجه بنو مرين من الجزائر عاد من اجل الدعوة للسلطان أبو حمو الذي كان مكروه و منبوذ من طرف سكان مدينة الجزائر   , فنجح سالم بن براهيم الثعالبي في مكيدته ضد علي بن غالب  الذي طرده سكان الجزائر و قبلوا دعوة سالم بن براهيم الثعالبي لمبايعة ابي زيان عدو و ابن عم السلطان أبو حمو الثاني فانتقلت سلطة مدينة الجزائر الى ابي زيان لغاية بداية سنة 774 هجري وليس الى الثعالبة( وثيقة 08)

 و في هذه السنة أي 774 هجري  1373 ميلادي زحفت جيوش بنومرين من جديد بأمر من سلطانهم عبد العزيز المريني  الذي امر وزيره ابي بكر بن غازي باكتساح كامل المغرب الأوسط و معاقبة الجميع بما فيهم السلطان أبو حمو و ابن عمه ابي زيان و لم يسلم من جبروت بنو مرين احد حتى وصلوا الى التيطري اين مزقوا و شردوا قبيلة حصين الزغبية و نزلوا و تقبضوا على بقايا الثعالبة و فرضوا عليهم المغارم الثقيلة  ثم اخذ السلطان عبد العزيز المريني رهائن من اعز أبناء امراء سائر قبائل زغبة  و امرهم بتتبع السلطان أبو حمو الذي فر من تلمسان الى تيكورارين ( بلاد توات) بالصحراء اما ابن عمه و عدوه ابي زيان فر الى ورقلة و اكمل جل حياته فارا من منطقة الى أخرى حتى هلك

 ( وثيقة 09) .



لكن الوفاة المفاجئة للسلطان عبد العزيز المريني في آخر سنة 774 هجري سرعت من عودة السلطان أبو حمو الثاني  الى مملكته أي اغلبية المغرب الأوسط فعين أبنائه واحد على مدينة الجزائر يساعده سالم بن إبراهيم كبير اعراب الثعالبة الذي خضع للسلطان ابوحمو خوفا و رعبا منه و الثاني عينه كوالي على مدينة المدية و اسمه بوزيان

و هنا بسط السلطان أبو حمو و قومه من امازيغ بنو عبد الواد نفوذهم من جديد في المغرب الأوسط و كما تلاحظ عزيزي القارئ كل الاحداث تتكلم على انتصارات الامازيغ في ما بينهم اما  بقايا العرب الهلاليين و المعقليين  مجرد مرتزقة و موالين لأسيادهم الامازيغ الذين هم من سطعت نجومهم و هبت ريحهم خاصة الامازيغي ابو حمو الثاني في حقيقة الامر فلا مجال للكذب او الادعاء ان مدينة الجزائر كانت تحت حكم الاعراب الثعالبة 

( وثيقة 10)



 و بعد احداث يطول ذكرها لا تفيد لب هذا الموضوع, وصلت سنة 779 هجري أي 1377 ميلادي  اين قرر السلطان أبو حمو الذي استرجع ملكه منذ 774 هجري ان يقضي على سالم بن براهيم الثعالبي و كامل عائلته و عشيرته و قبيلته الثعالبة  بسبب اضطراب طاعة سالم بن براهيم كبير الثعالبة الذي كان سببا في إبادة قبيلة الثعالبة و حتى عائلته و عشيرته بسبب سرقته للأموال الخراج فزحف اليه من تلمسان  السلطان ابوحمو في جيشه من امازيغ زناتة  ففرت بقايا قبيلة الثعالبة الى جبال قبيلة بني خليل الصنهاجيين ( جبال منطقة الدويرة و ما جاورها ) ثم هرب سالم بن إبراهيم الثعالبي جنوبا لجبال حلف قبيلة بني ميسرة الصنهاجية  ( جبال الشريعة  المطلة على حمام ملوان و بوينان و الصومعة ) اين تم القبض عليه ثم اخذ الى تلمسان و تم اعدامه قعصا بالرماح ( أي طعنا بالرماح) و قبل هذا تتبع السلطان الامازيغي أبو حمو الثاني مع جيشه من امازيغ زناتة آثار قبيلة الثعالبة فاثخن الامازيغ الاشاوس في العرب من الثعالبة بالقتل و الذبح لأخرهم و سبي جميع نساهم  ) حتى تمت إبادة و اندثار قبيلة الثعالبة العربية عن آخرها في الجزائر ولم يبقى لهم أي اثر الى يومنا هذا  ماعدا بعض الشخصيات التي تدعي النسب الى الثعالبة وهذا غير صحيح  وللعلم اكثر من ابيد و قتل هم اخوان و أبناء و عشيرة سالم بن إبراهيم بن نصر بن حنيش بن ابي حميد بن  ثابت بن محمد بن سباع

 ( وثيقة 11)

 فلا يكذبن عليكم احد لا وجود لأحفاد أي فرد من هذه العشيرة التي تحمل نسب سالم بن إبراهيم ( كرد على الذين زعموا ان سليم تومي اخر حكام مدينة الجزائر ينحدر من هؤلاء) و لا وجود لشيء اسمه قبيلة الثعالبة في متيجة  بعد هذه الاحداث اللهم بعض العائلات التي فرت من المذبحة و مكثت عند قبيلة مليكش الصنهاجية بيسر شرق متيجة  وربما  الفقيه عبد الرحمان الثعالبي منهم وهذا امر مشكوك في صحته نبحثه لاحقا علما ان كامل ولاية بومرداس تعتبر ارض قبيلة مليكش الصنهاجية 

( وثيقة 12)

فمن المضحكات المبكيات ان تسمع الان بعض الشخصيات تنسب نفسها الى اعراب الثعالبة مثل عبد الرحمن الثعالبي  في الجزائر العاصمة فقيه وامام  من القرن 16 ميلادي  و التي يقال انها تنحدر من هذه القبيلة المندثرة و الله اعلم ان كان هذا الرجل فعلا من الثعالبة لانعدام اي وثيقة تتكلم عن اصوله في زاويته بيسر ولاية بومرداس واقدم من نسبه الى الثعالبة هو المؤرخ المصري شمس الدين السخاوي  دون ان يقدم لنا اي مرجع عن كلامه وهذا في  كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع الجزء الرابع

حرف العين

https://shamela.ws/book/6675/1045

من جهة اخرى ابن خلدون زاد في كلامه و بصيغة الماضي عن الثعالبة قائلا " الذين كانوا ببسيط متيجة من نواحي الجزائر" أي هنا تأكيد على اندثار الثعالبة و فنائهم و انعدامهم التام في زمن ابن خلدون و بالضبط قبل انتهائه من كتابة مجلد العبر ( وثيقة 13)

و نعيد و نكرر تلك الجمل المتناقضة مع الواقع التاريخي  اين يتكلم ابن خلدون عن الثعالبة بصيغة الحاضر و كأنهم موجودين لعهد كتابة مجلد العبر بين سنة 776 الى 780 هجري فما فوق  لكن نحن نعلم ان ابن خلدون انقطع عن كتابة  التاريخ في هذه الفترة  بالذات وقرر الرحيل الى مصرو المشرق نهائيا ( اين أضاف بعض الاخبار في رحلته للمشرق) واستكمل كتابة كتاب العبر كليا في مصر وهي اخر النسخ المصححة و المحققة قبل وفاته 

لهذا ننبه ان ابن خلدون لما يتكلم عن تلك الوقائع بصيغة الحاضر انما هي من مذكراته القديمة التي كتبها قبل هذه السنوات عندمالا كان في الجزائر و التي ادرجها في كتابه دون تصحيح او اضافة واقعة ابادة اعراب الثعالبة  لانها حقيقة تاريخية موثقة تم القضاء عليهم سنة 779 هجري  و بشهادة ابن خلدون نفسه  و مؤرخين اخرون شهود عيان من تلك الفترة و هذه  العبارات التي لم يصححها ابن خلدون هي من يتغذى بها أعداء الجزائر لتزوير التاريخ و الزعم ان هناك قبيلة عربية اسمها الثعالبة في الجزائر وانها حكمت العاصمة في القرن 15 م

و على ضوء ما سبق ذكره  نطرح السؤال اين هي ريح العرب التي هبت سنة 767 هجري  بالنسبة لهؤلاء العربان الثعالبة  ؟ علما ان  الثعالبة هم من تلاشوا واندثروا مثل الريح

ابن خلدون الذي وجدنا تناقض كبير في كتابه  في ما يخص هذه الوقائع بسبب عدم تصحيحه لما كتب في الماضي؟ هذه " الريح " ما هي في الحقيقة و بشهادة ابن خلدون نفسه  الا   خرجة  انتحارية من سالم بن إبراهيم الثعالبي و قومه و التي كلفت هؤلاء العربان رقابهم و هتك عرض نسائهم و فنائهم للابد , فهؤلاء لم يحكموا قط  متيجة  كما زعم العروبيون و لا مدينة الجزائر و لا مدينة المدية لا في  سنة 760 هجري اين كانت المدية و الجزائر و سائر متيجة تحت سلطة القائد ابن خلوف المريني و لا قبل او بعد سنة 767 اين كانت كامل المنطقة لبرهة تحت سلطة الأمير الامازيغي ابي زيان  و لا في بداية 774 هجري اين عادت المنطقة الى سلطة بنو مرين و لا في نهاية نفس السنة اين عادت نفس المنطقة لسلطة السلطان أبو حمو الثاني الى غاية 779 هجري أي سنة إبادة قبيلة الثعالبة عن بكرة ابيها و سبي جميع نسائها ,  فقبيلة الثعالبة كما هو واضح عاشت طول حياتها تحت قهر اسيادهم الامازيغ فعن أي استبداد و أي حكم لمتيجة لهؤلاء العربان الثعالبة الذي اخترعه أعداء تاريخ الجزائر ؟؟ و هذا ما يخفيه صانعي العرق العربي الوهمي  المختفين وراء عباية الإسلام البريء منهم و من اكاذيبهم و تحت عباية الوطنية المزيفة.ونعيد التذكير ان كلامنا هذا ليس كرها في قومية العرب لان هؤلاء اخوتنا في الدين و في الانسانية انما عدائنا هو فقط لاصحاب اديلوجية القومية العربية الصهيونية التي يراد بها تدمير تاريخ واصول الامة الامازيغية الاصيلة الخالدة

و بعد هذا الكلام نقدم لكم خريطة القبيلة لسائر متيجة لغاية القرن 19م لن تجدو شيء اسمه الثعالبة  TAALBA ( وثيقة 14)

مع التنبيه ان  الفرقة الصغيرة التي اسمها ثعالب TAALEB الموجودة في غرب جبال الونشريس المحاطة بالقبائل الامازيغية  لا وجود لشيء يثبت انهم من الثعالبة فلا وجود لأي نص تاريخي قديم قال ان الثعالبة مروا او سكنوا او طردت فرقة منهم الى الونشريس و لا وجود لشيء يمنع الناس مهما كانوا بتلقيب غيرهم او انفسهم بسم الثعالب ( حيوان الثعلب)




اما الرجل المصلح الذي اسمه عبد الرحمن الثعالبي رحمه الله هو من  ( القرن 09 هجري) دفين العاصمة  و الذي اشرنا له سابقا فما هو الا رجل مصلح و فقيه ولد بمنطقة يسر التي لا وجود فيها لقبيلة اسمها الثعالبة  اصلا ( ولاية بومرداس)  و هو ليس من اهل العاصمة وهذا خلاف لما ذكره  الامام و المؤرخ الجزائري عبد الرحمان الجيلالي 


 ( وثيقة 16)( وثيقة +16)

و الغريب في الامر ان ناسخ كتب عبد الرحمان الثعالبي  (كتاب حقائق التوحيد) هو نفسه اضاف اليه لقب الهواري وهذا اللقب كما نعلم هو مرتبط بالعائلات و الشخصيات التي تنحدر من قبيلة هوارة الامازيغية

أبو بكر بلقاسم ضيف الجزائري، دار النشر والمعرفة سنة 2011 ،ص. 23.


وربما هذا الرجل أي عبد الرحمان الثعالبي في القرن 15 م  فعلا من عائلة تنحدر من بقايا الثعالبة ( المجهولي الأصل) الذين فروا من الإبادة البة  لكن لا جود لقبيلة او حتى عرش من الثعثم  و لا وجود لأي نص تاريخي قديم تكلم عن عبد الرحمان الثعالبي  على أساس انه كان حاكما لمدينة الجزائر كوالي للحفصيين او الزيانيين او جلب معه عشيرته " الثعالبة المندثرة " لهذه المدينة بل استعان به سكان الجزائر لاصلاح امورهم لورعه و تفقهه في الدين, ثم الرجل لم يخلف احفادا له باعتراف 

ثم الرجل ( عبد الرحمان الثعالبي) لم يخلف احفادا له وانقطعت ذريته  باعتراف نفس المؤرخ أي عبد الرحمن بن محمد الجيلالي الذي ينسب نفسه لقريش هو كذلك ( وثيقة 17)

هذا لمن يسمون انفسهم " أولاد سيدي عبد الرحمن"  في العاصمة فليعلموا انه ليس له أي حفيد؟ فاتقوا الله في انسابكم



ملاحظة مهمة وهي  انتحال النسب المفضوح من طرف المؤرخ عبد الرحمن بن محمد الجيلالي رحمه الله و غفر له الذي حاول ربط الثعالبة بال البيت رغم تكذيب ابن خلدون وصل الامر ببعضهم الى إخفاء حقيقة نفي النسب لآل البيت عن هؤلاء الثعالبة من طرف ابن خلدون  وغيره غريب امرهم اليس كذلك؟  .

 اما الرجل الذي اسمه سليم تومي ( القرن 10 هجري) آخر حكام مدينة الجزائر فقيل انه من الثعالبة أيضا و  لعلمكم اول من قال هذا هو المؤرخ الرحالة  ليون الافريقي الذي لا يعتمد عليه في معرفة الانساب  في شمال افريقيا بسبب جهله و خلطه  لها ثم كتابه وصف افريقية من اكثر الكتب المزورة التي لا يعتمد عليها كثيرا بسبب التناقضات الصارخة الموجودة فيه ثم جاء بعده المؤرخ مارمول كربلاخ الذي اعاد كتابة او سرقة جزء كبير من كتاب ليون الافريقي و استنسخ عبارة سليم التومي الثعالبي

وثيقة 18

وهكذا نقل القوميون العرب النسب الثعالبي لسالم التومي دون تحقيق في صحة هذه المعلومة ,بالمقابل ها هو عبد الرحمن بن محمد الجيلالي  الذي ينسب نفسه الى الثعالبة نفسه يعترف ان سليم تومي من قبيلة اسمها بني يعلى الهواري  مع العلم ان كلمة الهواري تطلق على المنتسبين لقبيلة هوارة الامازيغية و الغريب ان عبد الرحمن بن محمد الجيلالي  متناقض مع نفسه لأنه نسبه للثعالبة في مواضع أخرى  ( وثيقة 18+)

 


و ها هو مبارك الميلي يعترف ان أولاد سالم الذين منهم سليم تومي كانوا أعداء لعبد الرحمن الثعالبي و لم يقل انه من الثعالبة مما يدل انه مقتنع بان سليم تومي ليس من الثعالبة ( نفس الوثيقة 18) 

وهكذا يتبين لكم عزيزي القارىء ان خرافة وجود قبيلة اعراب الثعالبة في الجزائر حاليا او بعد سنة 779  ه او زمن دخول الاتراك الى الجزائر  لا اساس لها من الصحة  سبب هذا التشويش و التناقض الصارخ من قبل هؤلاء المؤرخين ( الجيلالي و الميلي و امثالهم محمد جربوعة ) هو اخفائهم لحقيقة إبادة قبيلة الثعالبة كما سبق تاكيده بالمراجع الموثقة  و لهذا تعتبر محاولتهم يائسة  فاشلة في إعادة احياء هؤلاء الموتى الذين انقرضوا قرن ( سنة 779 هجري) قبل ظهور عبد الرحمن الثعالبي و سليم تومي  فهي واحدة من خرافات التاريخ التي تلوث بها عقول العامة في الجزائر. والمؤسف اننا نجد ناسا من قومنا ممن يحسبون على الثقافة والفن والأدب يروجون لها على أنها حقيقة لا تشوبها شائبة. ولكننا عندما نضع هذه الخرافة في ميزان النقد والتمحيص، نجدها لا ترقى لأن توصف بأنها رواية تاريخية. فهي لا تعدو ان تكون حكاية مختلقة تروى في ليالي السمر. و لله الحمد و الشكر و الله يورث الأرض لمن يشاء و به نستعين فلا يقعن في ذهنك عزيزي القارئ الا هذه الحقيقة التي ذكرناها والمشفوعة بالدلائل


 


الأحد، 26 مارس 2023

قبيلة التوابة الامازيغية و اصول الشهيد مصطفى بن بوالعيد

 قبيلة التوابة الامازيغية و اصول الشهيد مصطفى بن بوالعيد

ولد مصطفى بولعيد في عام 1917م، في قرية اينركب، لعائلة ريفية تنتمي إلى عرش أولاد تخريبت،  من قبيلة التوابة من امازيغ الشاوية في منطقة الاوراس عائلة الشهيد بن بولعيد كانت متوسطة الحال، وقد عُرف أبوه محمد بن عمار بالورع والتقوى، وتاجرأمين صادق، وبانتمائه لأهل الإصلاح والدين، يعتبرالشهيد مصطفى بن بولعيد من الطلائع الأولى التي انضمت إلى المنظمة السرية بمنطقة الأوراس كما كان من الرواد الأوائل الذين أنيطت بهم مهمة تكوين نواة هذه المنظمة في الأوراس التي ضمت آنذاك خمسة خلايا نشيطة واختيار العناصر القادرة على جمع الأسلحة والتدرب عليها والقيام بدوريات استطلاعية للتعرف على تضاريس الأرض من جهة ومن جهة ثانية تدبر امكانية إدخال الأسلحة عن طريق الصحراء

يزعم مزوري التاريخ و الانساب من القومجيين المستعربين في الجزائر ان اب الثورة الجزائرية الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد هو مجرد اعرابي من بنو هلال ينتمي لقبيلة توبة  الهلالية التي كانت معروفة زمن ابن خلدون في القرن 14 م و من بطون دريد 

كمثال على التزوير صفحة  مدونة عروبة الجزائر 


 يستغل مزوري التاريخ الذين يحاولون بكل جهدهم و اكاذيبهم تعريب الشخصيات الامازيغية التاريخية مثل ابطال الثورة التحريرية و مفجريها  كما هو مبين في الصورة السابقة حيث يزعمون ان الشهيد الامازيغي الشاوي مصطفى بن بو العيد من قبيلة توبة الاعرابية الهلالية مستغلين تشابه اسم قبيلة التوابة الامازيغية مع اسم فرقة اعرابية هلالية اسمها توبة التي ظهرت حوالي القرن 14 ميلادي ثم انقرضت في الجزائر و من بقي منهم خرجوا الى تونس 

للتذكير قبيلة توبة الاعرابية الهلالية كانت تنسب لرجل اسمه توبة بن جبر بن عطاف بن عبد الله كما جاء نسب توبة الهلاليين في كتاب ابن خلدون و هؤلاء حسب   القومجي العروبي المزور  هم نفسهم التوابة قبيلة بن بولعيد الموجودين منذ قرون بآريس ولاية باتنة و الناطقين بالامازيغية الى غاية اليوم  ؟ 

لا حول و لا قوة الا بالله هذه من اكبر الأكاذيب التي سمعناها لان صاحبها يستغل تقارب الأسماء و يظن ان كذبته ستنجح بسهولة .

نقول لهؤلاء الكذابين ان اصول عائلة الشهيد بن بوالعيد من عرش تخريبت من فرقة التوابة الامازيغية وليس توبة الهلالية   التي لم تسكن ابدا منطقة اريس بالاوراس لقد ذكر ابن خلدون الموطن الأول لقبيلة توبة  الهلالية في طارف مصقلة ( ماصكولة) أي خنشلة و ليس آريس موطن التوابة الامازيغ بولاية باتنة التي تبعد باكثر من 120 كلم عن خنشلة و ذكر ابن خلدون  ان توبة الهلالية انتقلوا الى تلة بن حلوف قرب قسنطينة التي تبعد كذلك عن آريس ارض التوابة بأكثر من 160 كلم  شمالا و تلة بن حلوف هي الأرض التي تغلب عليها اعراب بنوهلال بين قسنطينة و القل كما اخبرنا به الادريسي و كانت هذه الأرض في قبضة  فرقة أولاد عطية من دريد  الهلالية يجمعون الضرائب من سكانها الامازيغ و هم أبناء عم قبيلة توبة ثم اندثر أولاد عطية هؤلاء و اختفوا قبل زمن ابن خلدون و اخذت قبيلة توبة الهلالية مضاربهم في تلة بن حلوف كما اخبرنا به ابن خلدون في كتابه العبر و هذا ما يخفيه عنكم من يزعم ان التوابة الامازيغية هي نفسها فرقة توبة الاعرابية الهلالية مستغلين تشابه الاسماء.انظر كتاب ابن خلدون الجزء 6 وثيقة 02


اما مصير قبيلة توبة الهلالية في منتصف القرن 08 للهجرة و التي استوطنت تلة بن حلوف بارض قسنطينة نجد ذكره في كتاب فيض العباب ص 405 للحاج النميري الذي عاصر ابن خلدون و قال انهم تعرضوا للقهر و القتل و الاذلال من طرف اسيادهم امازيغ بنو مرين و حركة سلطانهم ابي عنان التي يطلق عليها اسم الحركة السعيدة لقسنطينة و الزاب اين تعرضت اعراب بنوهلال للإبادة و الطرد في كل مكان ( وثيقة 03


اما مصير بقايا قبيلة توبة الهلالية زمن الدولة العثمانية نجده في الأرشيف الفرنسي اين اكد المؤرخ الفرنسي مونشيكورت في كتابه رحلة الى تونس ان قبيلة توبة في القرن 17م أي ثلاثة قرون بعد زمن ابن خلدون انتقلت الى منطقة الكاف بتونس و هي من تفاوضت مع العثمانيين من اجل ادخال كل قبيلة دريد التي تنتمي اليها في كنفيدرالية ونيفن الهوارية الامازيغية بالكاف بتونس ( وثيقة 04) 

اما المؤرخ الفرنسي موريس بوا فقد اكد ان قبيلة توبة موجودة في منطقة الكاف بتونس أواخر القرن19م ( وثيقة 05



و هم (توبة الهلالية) ليومنا هذا  يتواجدون بالكاف في دولة تونس و ليس الجزائر كما يزعم الكاذبين و مزوري انساب الجزائريين  
 انظر خارطة الكاف.
و للتذكير  اهل الاوراس الاشم  هم امازيغ فاغلب ساكنيه من لواتة في الجبال و هوارة في الفحوص و قلة من زناتة و كتامة و قبائل أخرى كما ذكر كل المؤرخين و الرحالة .
الشيء المهم في عرش التوابة انه ليس الاسم الحقيقي لقبيلتهم الامازيغية لان جميع اهل الاوراس يعلمون ان التوابة مجرد لقب لأن تسمية عرشهم هي آيت داود

اما الفرقة التي ينتمي اليها البطل بن بولعيد اسمها " تاخريبت" فرع من أولاد داود من اولاد عايشة احد بطون التوابة كما هو معروف لدى الانس و الجن

 المصدر http://cutt.us/077fH

و  الفرقة التي ينحدر منها عائلة الشهيد بن بو العيد اسمهم التوابة نسبتا الى جدتهم " توبة" الزوجة الثانية لجدهم " بورك " و زوجته الثانية اسمها عايشة البهلولة ( و من ابنائها اولاد داود و منهم فرقة تاخريبت ) و غلب اولاد توبة على اولاد عايشة لكثرتهم و لهذا نسميهم جملتا التوابة حسب الذاكرة الشعبية لأبناء الاوراس و التي دونها محايا الصالح بن عمر شيخ دوار باعلي واثلاث سنة 1893م ( وثيقة 07) 



نجد هذه المعلومات مطابقة لما ذكر في المجلة الإفريقية .
زواج بورك ( ترجمة من كتاب جيرمين تيليون )

Germaine Tillion:Il était une fois l’ethnographie

في تاقوست يقولون أن بورك تزوج ثلاث مرات :
1) توبة وهي أم أتوابا .
2) عبدة وهي أم أولاد عبدي .
3) عائشة البلهاء وهي أم قوم نارة ومنعة الذين كانوا جيران مكروهين وممقوتين من طرف قوم تاقوست .
و من هؤلاء التوابة الامازيغ عرش أولاد سعادة و هؤلاء أي بنو
 سعادة هم من ذكرهم ابن خلدون و نسبهم في قبيلة لواتة ( وثيقة 08 و 09) 




أي بن بولعيد الذي تطاولت عليه  اقلام القومجيين العروبيين مزوري الانساب و قذفته في اصله الامازيغي الصريح والشريف و ارادت ان تجعله مجرد اعرابي من بنوهلال هو امازيغي حر نبيل من قبيلة لواتة مثل اغلب سكان قمم الاوراس و قبيلة التوابة الامازيغية  لغاية القرن 19م كان عددهم 22.500 كلهم يتكلمون بالامازيغية و هم اكبر عرش بالاوراس الغربي 

 رابط المصدر

Exploration scientifique de l'Algérie. 3, Recherches sur l'origine et les migrations des principales tribus de l'Afrique septentrionale et particulièrement de l'Algérie / par E. Carette,...

http://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k104729j/f462.item )

و قبيلة التوابة الامازيغية  لاتزال ليومنا هذا تحافظ على لسان اجدادها الامازيغ الاحرار الشرفاء النبلاء .....

 

رحم الله الشهيد  الامازيغي البطل مصطفى بن بوالعيد و المجد و الخلود لشهدائنا الابرار و تحيا الجزائر و الامة الامازيغية من النيل الى المحيط الاطلسي .