الاثنين، 29 سبتمبر 2025
اصول عائلة البشير الابراهيمي الغير عربية حسب التحاليل الجينية
الخميس، 25 سبتمبر 2025
علاقة القبائل الاعرابية لهلالية بجريمة الحرابة في بلاد الامازيغ
علاقة القبائل الهلالية بجريمة الحرابة في بلاد الامازيغ
شهدت بلاد الامازيغ او ما يسمى المغرب الإسلامي الكبير بين القرنين 13م - 15 م تفشي ظاهرة الحرابة خصوصا من قِبَل القبائل العربية الهلالية، التي استقرت بالعديد من المناطق بالمغرب الإسلامي وأحكمت سيطرتها علي ضواحي البوادي وطرق القوافل لاسيما بعد ضعف الدولة الموحدية وسقوطها ونظرا إلى المساهمة الكبيرة للقبائل الهلالية في شيوع هذه الاضطرابات، ارتبطت بها ظاهرة الحرابة وقطع الطريق ونُسِبَت إليها. ؛ الحرابة؛و الغارات؛ اللصوصية؛اختلال الوضع الأمني بالمدن والقرى والمسالك، وأدى ذلك إلى استفحال اللصوصية والحرابة من طرف القبائل في المسالك والقرى وحتى المدن، وشكلوا عصابات منظمة وتعددت غاراتها على القوافل التجارية والمسافرين الممتلكات، وهذا في ظل عدم قدرة السلطات المحلية على حد من نشاط الحربي لتلك القبائل. ومن ثمة نتساءل لماذا ارتبطت الحرابة وقطع الطريق في بلاد المغرب الإسلامي بالقبائل الهلالية دون غيرها من القبائل؟ وكيف أضحت هذه الآفة ملازمة لتلك القبائل؟ و كيف نفسر امتهانهم لها؟.
وللإجابة على التساؤلات المطروحة، قمت بتقسيم هذا البحث إلى خمسة عناصر
أولا: تقديم نبذة عن دخول قبائل بني هلال ومراحل انتشارهم بالمغرب الإسلامي
ثانيا: مسألة امتهان القبائل الهلالية للحرابة في المغرب الإسلامي
ثالثا: نشير إلى نماذج عن هذه ظاهرة لدى تلك القبائل الاعرابية
رابعا: الإشارة إلى تفسير ابن خلدون لهذه الظاهرة لدى القبائل الهلالية، وهذا ما اسْتَوجبَ اطلاع والاعتماد على مجموعة من المصادر والمراجع لاسيما كتب الرحالات والنوازل الفقهية.
خامسا :كيف تمكن هؤلاء البدو الاعراب الهلاليين و السلميين من ممارسة الارهاب على الناس في المشرق والمغرب ؟
1 دخول القبائل الهلالية بالمغرب الإسلامي:
عرف المغرب الإسلامي خلال القرن الخامس الهجري / 11 م حدث ا بارز ا شكل منعطف حاسم في تاريخه تمثل في دخول قبائل بني هلال وبني سليم الاعرابية لمجال المغرب الامازيغي الكبير أو كما تُعرف بالهجرات الهلالية، حيث كانت في تلك الفترة تشكل العنصر الغالب في جيش طائفة القرامطة في الجزيرة العربية وهي فرقة خارجة عن الاسلام وكانت تهاجم قوافل الحجاج و قوافل التجار و كانت عقيدتهم تحل كل المحرمات الي حرمها الاسلام بل وصلوا الى درجة تحليل الزنى بين المحارم و اقامة الزنى الجماعي وتبادل النساء و فعل الكثير من الموبقا التي لا حصر لها
هؤلاء الاعراب القرامطة ناصروا مسيلمة الكذاب ايام الردة .وهم اول الناس من الهوا علي رضي الله عنه فحرقهم وهم من ضمن القبائل التي اعتنقت الدين القرمطي
حيث يعتبر دخول اعراب بني هلال وبني سليم الى بلاد الامازيغ بداية تحول امني وسياسي خطير في المنطقة وشمل هذا التحول مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
و تَذ كر معظم المصادر أن سبب دخول القبائل الهلالية للمغرب الإسلامي هو خطة من الخليفة الفاطمي المسنتصر بالله للانتقام من الأمير الزيري المعز ابن باديس الذي خلع طاعة وأعلن القطيعة مع الدولة الفاطمية في مصر دينيا وسياسيا
انظر ايضا كتاب ابن عذاري المراكشي، ج 1 ، 1983 : 279،273 ؛ وابن خلدون، ج 6 ، ص: 18 - 19 ؛ ابن الشماع، ص: 136 - 137
فقرر الخليفة توجيه القبائل الهلالية الى المغرب انتقاما من آل زيري،وكذلك للتخلص من عبث تلك القبائل في مصر فقد كانت مصدر إزعاج للسلطة الفاطمية من خلال خلق الكثير من المشاكل و الإضطربات ابن خلدون، ج 6 ، ص : 19 .
وقد استطاعت قبائل بني هلال بعد دخولها لإفريقية من ممارس الارهاب واللصوصية والإستلاء على البوادي والمسالك
و أ ما عن انتشارهم واستقرارهم في المغرب الأقصى فكان في عهد الموحدين بداية من فترة عبد المؤمن بن علي إلى فترة يعقوبالمنصور، الذي قام بنقلهم من إفريقية و المغرب الأوسط إلى المغرب الأقصى وعمل توطينهم في شمال وجنوب المغرب الأقصى من خلال منحهم أراضي كثيرة )
ومع بداية القرن السابع هجري/ 13 م كانت القبائل الهلالية وبطونها قد توسعوا وسيطروا على أنحاء كثيرة من المغرب الإسلامي وازداد فسادهم، حيث أخذوا يشنون الغارات على القوافل والتجار والبوادي وحتى الحواضر لم تسلم من الإغارة.
2 امتهان القبائل الهلالية للحرابة في المغرب الإسلامي:
-وكان معروف على قبائل بني هلال امتهان الحرابة قبل دخولهم للمغرب فهذا الق بِيلُ كانت يجول صحراء نجد والحجاز، ثم استوطنوا قرب الطائف، وكانوا يطوفون رحلة الشتاء والصيف أطراف العراق والشام ويغيرون هناك على الضواحي و النواحي ويفسدون السابلة،ويقطعون على الرفاق، ومن ذلك الإغارة على الحجاج أيام الموسم
بمكة وأيام الزيارة بالمدينة )انظر كتاب ابن خلدون، ج 6 ، 2000 : 18 .)
وارتبطت ظاهرة الحرابة في تاريخ المغرب الإسلامي بقبائل بني هلال ) وبني سليم، فكانت عادة وجزء لا يتجزأ من طباعهم، حرفتها قائمة على السلب والنهب وسلاحها السيف والرمح ، و مع دخولهم للمنطقة في القرن الخامس الهجري/ 11 م، واستحوذت الفرق الارهابية الاعرابية على الكثير من الأرياف ، أدى هذا إلى
تدهور الوضع الأمني بشكل رهيب، حيث أخذ العرب يشنون الغارات و يقطعون الطريق وحاصروا المدن مما أوجد صعوبة لدى السكان في تنقل من مكان إلى مكان واستمر هذا الوضع مع استمرار تدفق القبائل العربية إلى بلاد المغرب الإسلامي، ففي القرن السادس الهجري / 12 م ووصول نفوذ إخوانهم من البطون الأخرى إلى السهول الداخلية و في المغرب الأوسط أين قاموا بتعطل كل النشاطات الاجتماعية
والاقتصادية خاصة الطرق والمسالك بكل من إفريقية و المغرب الأوسط و لم يستعصى عليهم سوى المدن المحصنة
وما يشير ويؤكد علاقة القبائل الهلالية و بطونها بالحرابة، هونعت الكثير من مصادر التاريخية خلال تلك الفترة القبائل بأشنع الأوصاف نتيجة امتهانهم للحرابة وقطع الطريق وتطاول على أرزاق الناس منها:
وتم وصفهم ايضا " ذعار اللصوص وأُباقُ العبيد وأخابثُ أَهل الحرابة
والشرور") و"المعتدين...والعابثين والمفسدين"و"أوباش جمعتهم الفتنة وأخياف...ولصوص نظمهم على الحرابة، وصرفهم عن التوبة والإنابة، الشقاق و الخلاف" ) كتاب رسائل موحدية تأليف جماعي؛ ص : 157 ص 109 - 110
رابط الكتاب :
(، و"...شرذمة من سليم ) بني سليم( لصوصا وأوباشا وكلابا هراشا") كتاب ابن عذاري المراكشي؛ ص : 187
(" ... الأوشاب والأوباش...") كتاب ابن الحاج النميري؛ ص : 281
(، و"صعاليك سليم)بني سليم وذؤبانهم، وكل من وافقهم على ضلالتهم من الأعراب وأعانهم، من أهل الباطل وأعوانهم"،
("...قبائل سليم و شرار بني هلال)
تأليف جماعي؛ ص :257 .)
وتجدر الإشارة إلى أن اللصوصية والحرابة عرفت ذروتها لدى تلك القبائل مع بداية القرن السابع الهجري/ 13 م، خاصة مع إنهيار الدولة الموحدية، وعدم قدرة السلطات السياسية بالمغرب الإسلامي على ضبط الأوضاع الأمنية ووضع حد لها، فقد أفرزت
أزمة أمنية فعلية، فقطعت الطرق وهاجمت السابلة وشنت وأغارت على المدن والقرى واستمر اعراب بني هلال وبني سليم في ممارسة الارهاب و الحرابة في شمال افريقيا الى غاية الحكم العثماني وفي هذا الخصوص يقول المؤرخ مارمول كربخال ان اعراب بني هلال وبني سليم خاصة جهة شمال ليبيا في تلك القفار اذا لم يجدوا شيئا ياكلونه يقومون برهن وبيع اولادهم الى الاروبيين الذين يبيعونهم المواد الغذائية وبعدها ينطلقون الى ناحية افريقيا تونس والجزائر لممارسة الحرابة و اللصوصية
لقد خلف الغزو الهلالي خوفا جماعيا في المناطق التي مارسوا فيها الارهاب و الحرابةحيث أولئك الأعراب كانوا يهاجمون المناطق الشمالية ، خاصة المسالك التجارية الرئيسية، بسبب أن مناطق الداخلية و السهوب لم تعد تسعهم ولا تسع مواشيهم) و هذا ما نلاحظه في المغرب الأقصى أين عملوا على بث الرعب بين السكان عن طريق الغصب وقطع الطريق بكل من سهول تامسنا و الهبط و أزغار فعمت الفوضى و إختل الأمن بكل البلاد مع بدية القرن السابع الهجري/ 13 م
حدث نفس الشيء في المغرب الأوسط أين عملوا على زعزعة الاستقرار وإشاعة حالة اللامن، واحترف الكثير منهم اللصوصية وقطع الطريق خاصة في طرق الرابطة بين تلمسان ومدن المغرب الأوسط
أما في المغرب الأدنى فقد ازدادت عمليات النهب و السلب في المسالك، وأصبحت عبارة أن "العرب تستقطع على الناس شائعة" في المجتمعات القروية والحضرية وتعرضت الكثير من القوافل التجارية للإغارة من طرف القبائل الهلالية خاصة في المسالك الرابطة بين صفاقس والمهدية والقيروان و الجريد أو القيروان وباجة )
اعراب بني هلال وبني سليم القرامطة كفار ليسوا سنة و لا شيعة في ذلك يقول ابن تيمية:
3 نماذج عن قطع الطريق من القبائل الهلالية:
- تشير كتب الرحلات والمؤرخين خلال تلك الفترة إلى امتهان القبائل الهلالية وبطونها الحرابة واللصوصية في مجال المغرب الإسلامي وذلك نتيجة لمشاهدتهم الميدانية وتجارب شخصية مع تلك القبائل
وفي البداية كمثال نشير إلى المؤرخ و الرحالة العبدري المتوفي سنة 1325 م
والذي أصابه الخوف وذعر عند سلوكه الطريق الرابط بين فاس وتلمسان أثناء رحلته إلى الحج قائلا
" وجدنا طريقها منقطعا مخفوفا، لاتسلكه الجموع الوافرة إلا على حال حذر واستعداد وتلك المفازة مع قربها من أضر بقاع – -الأرض على المسافر")
العبدري،ص: 45
بسبب أن ذلك الطريق تحت سيطرة الأعراب. ثم ذكر أن أهالي مدينة باجة في
المغرب الأدنى متأهبون دائما لا يفارقون السور خوفا من العربان وأنهم يستعدون لدفن الجنائز كما يستعد ليوم الضرب والطعان)العبدري، ص: 66.
رابط كتاب رحلة العبدري
https://ia800708.us.archive.org/21/items/Al-rihla.Al-maghribiya/kitab.pdf
وكذلك ما يرويه ابن بطوطة أثناء رحلته إلى بلاد الحجاز سنة 725 ه/ 1324 م، وإشارته لبعض المواضع في المغرب الأوسط حيث أصابه الخوف عند مروره بها خشية تعرضه للسطو والنهب من قبل العصابات الهلالية، لاسيما المتمركزة في المسالك الرابطة بين بجاية وبونة وبين بونة وتونس
كتاب رحلة ابن بطوطة، ج 1 ، ص: 35
وفي هذا الإطار يذكر لقاء الركب في طريق عودته من المشرق مع فرسان لصوص عند خروجهم من تلمسان عائدين إلى المغرب الأقصى قائلا :
" بقرب أزغنغان، إذا خرج علينا خمسون راجلا و فرسان. وكان معي الحاج ابن قريعات الطنجي وأخوه محمد...فعزمنا على قتالهم، ورفعنا علما، ثم سالمونا وسالمناهم، والحمد الله" ) ابن بطوطة، ص : 669 - 670 .)
رابط الكتاب :
ومن الرحالة الذين عانوا وعايشوا هذا الوضع وعانوا منه البلوي صاحب تاج المفرق، فقد تعرض شخصيا لهجومين من طرف الأعراب، الأول كان عند خروجه من بلاد العناب بونة سنة 736 ه/ 1335 م، ويقول عن الحادثة
"قطعة من العرب كقطع الليل حملت علينا حمل السيل فكان زوال كل ما ملكناه أسرع من لحسة الكلب أنفه" البلوي، ج 1 ،ص: 15)
أما المرة الثانية أثناء عودته من المشرق وذلك في طريق بجاية سنة 740 ه/ 1339 م، قائلا:
"...وعندما ملنا للنزول وعطفنا في تلك الحزون إلى السهول تصارفت العرب، واجتمع الإبن والأب، ثم حملوا علينا حملة ظننا أن الجبال إلينا راجفة، وأن الأرض بنا واجفة الغزون فصبرنا لحر طعناتهم" ) البلوي، ج 2، : 147 .)
رابط الكتاب :
الجزء 1
https://dn721806.ca.archive.org/0/items/rihla_balawi/rihla_balawi.pdf
ومن المشاهدات الميدانية عن سطو وقطع الطريق من القبائل الهلالية كذلك، تلك الحالة التي رصدها عبد الباسط المالطي عن مجموعة من التجار في طريق بين فاس وتلمسان، فقد تعرضوا لغارة من الأعراب لكنهم نجوا بحيلة أنهم ادعوا المرض بعد أن شروا حميرا وجعلوا عليها أخراجا بما كان معهم من المال نقدا وعمدوا إلى عبى عتيقة فجعلوها أغطية على الأخراج"
(Abd el basit ben khalil, 1936 : 58).
رابط الكتاب بالفرنسيةّ:
اللصوصية والحرابة، وهنا نشير الى نازلة التي تقدم بها أبو العباس أحمد المعروف بالمريض سنة 796 ه/ 1398 م إلى أبو عبد لله بن عرفة عن قضية قتال اعراب الديلم وسعيد ورياح وسويد وبني عامر بالمغرب الأوسط حيث تتضمن هذه النازلة وصف للسلوك الحربي عند عصابات الهلالية قائلاّ:
" جماعة في مغربنا من العرب، تبلغ مابين فارسها وراجلها قدر عشرة آلاف أوتزيد، ليس لهم إلا الغارات وقطع الطرقات على المساكين، وسفك دمائهم، وانتهاب أموالهم بغيرحق....ونصبوا الغارات على هذه البلاد التي نحن بها، وقاتلوا من عاجلوه، وقطعوا الطرقات...")
انظر كتاب الونشريسي، ج 6 ، 153 ،)
رابط الكتاب :
https://ia801301.us.archive.org/33/items/Miyar_Muerib/meiaar06.pdf
وهذه النازلة تؤكد على استفحال أمر القبائل الهلالية وتشير إلى انتشار ظاهرة الحرابة في تلك الفترة زمن الامام الونشريسي عند القبائل الهلالية، وأبرزت عمليات النهب وقطع الطريق التي كانت تقودها تلك القبائل والأخطر أن عمليات الحرابة امتدت للأعراض.
وفي نازلة أخرى جاء فيها أن رجلا من أعراب الموجودين في إفريقية أخذ كمية من الغزل من أحدى البساتين في سبخة مقرين، فلم رأه صاحب البستان بلغ عنه الخليفة بباب خالد والذي أمر بقتله بضرب عنقه لعلمه أنه من الأعراب، الذين كانوا يعتبرون كلهم محاربين في تلك الفترة بسبب أفعالهم )البرزلي، ج 6 ، ص:177 .)
ونظرا لما وصل إليه خطر وضرر قطع الطريق من طرف العصابات الهلالية على أمن أهالي بلاد المغرب، أخذ علماء المالكية موقفا متشددا من هذه القبائل فأجمعوا بحرمة التعامل معها وإلى مقاطعتها
وحذا حذوهم فقهاء الاباضية كذلك بحجة "أنهم يأخذون أموال الحجاج، ويسلبونهم ويقتلون من دافع منهم عن نفسه إضراب
انظر كتاب بني مجزية قوله (( وغيرهم ممن شهر بالنهب والغصب")
وكتاب الدرجيني، ج 2،ص: 490 .
وما أورده ابن مرزوق ما يدعم الشهادات السابقة، حين أشار إلى إغداق الأمير أبو الحسن المريني سنة 738 ه/ 1339 م الأموال والأكسية على رؤساء القبائل الهلالية، حيث أعطى للقبائل المتمركزة في الطريق الذي يسلكه ركب الحج والحجاج في تلك السنة ثلاثة آلاف دينار ومائتان من الأكسية، وكان هدف السلطان من هذا أن يضمن عدم إغارة ونهب القبائل الهلالية للحجاج في الطريق )
انظر متاب ابن مرزوق الخطيب، 1981 : 454 .)
4 / تفسير ابن خلدون لظاهرة الحرابة لدى القبائل الهلالية:
اختلفت الأراء في تفسير سرَ وأسباب انتهاج قبائل بني هلال
للصوصية والحرابة. قدم ابن خلدون تفسيرات عن أسباب السلوكات
الإنحرافية عند القبائل العربية بالأخص سلوكهم المتعلق بالحرابة
واللصوصية وربطه بطبعهم حيث يقول"وذلك أنهم بطبيعة التوحش
الذي فيهم أهل انتهاب وعيث ينتهبون ما قدروا عليه ... ويفرون إلى
منتجعهم بالقفر..." )ابن خلدون، 2000 : 186 .)
وقد فسرها بميلهم إلى الكسب السهل وتجنبهم الأعمال التي
يرونها صعبة، كما لا يحبذون القتال ولا يحاربون إلا اذا ضطرو
دفاعا عن أنفسهم وذلك بقوله:" لايذهبون إلى المزاحفة والمحاربة إلا
إذا دفعوا بذلك عن أنفسهم فكل معقل أو مستصعب عليهم فهم تاركوه
إلى ما يسهل عنه ولا يعرضون له"، لذلك هم يستغلون ضعف الدولة
أو السلطة السياسية وتراجع قوتها للقيام بالغارات و النهب )ابن
خلدون، 2000 : 186 .)
بينما هناك من الدارسين من يرى أن جنوح القبائل الهلالية
للصوصية وقطع السبل مرجعه إلى العامل النفسي والإحساس بالعجز
والتهميش وقلة الاحترام اتجاهم، لذلك حاولوا إثبات وجودهم عن
طريق اللصوصية وقطع الطرق اضافة الى الأنانية التي كانت تحكم
أعمالهم، وتوجهها نحو إيذاء آخرين لذلك لم يتوانوا عن ارتكاب
الأعمال الشنيعة التي تدل على خبث النفوس وفساد الأخلاق) محمد
نبيل طريفي، 2004 : 21 - 22 .)
و تفرد ابن خلدون بتفسير موضوعي ومقنع وهو عدم وجود
رغبة لدى القبائل في طلب الرزق عن طريق الكد والسعي، بل كانوا
يبحثون وينشدون سهولة الكسب دون تعب لدرجة أن بلغ ببعضهم إلى
نهب أقاربهم وأهالهم )بوزياني الدراجي، 2011 : 28 (، لذلك"
فطبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس وأن رزقهم في ظلال رماحهم،
وليس عندهم في أخذ الأموال الناس حد ينتهون إليه بل كلما امتدت
أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه... وأيضا فلانهم يكلفون
على أهل الأعمال من الصنائع و الحرف أعمالهم لا يرون لها قيمة
ولا قسطا من الآجر والثمن..." )ابن خلدون، 2000 : 187 (، فهم
يستصغرون أجور الحرف والمهن ولا يكادون يقنعون بها، لهذا
يلجئون للحرابة وقطع السبل والإغارة، حيث يصبح معاشهم مرتبطا
أشد الارتباط بما تذر عليهم اللصوصية )حميد تيتاو، 2010 : 109 .)
كما أشار إلى أنهم لايقيمون اعتبار ا لأي شيء وذلك بقوله:"
فليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد ودفاع بعضهم
عن بعض إنما همهم ما يأخذونه من أموال الناس نهبا أو غرامة....")
ابن خلدون، 2000 : 188 .)
مما سبق نرى أن ابن خلدون أرجع سلوك الحرابة واللصوصية لدى القبائل الهلالية بالمغرب وإلى طبعهم المتوحش المتأصل فيهم، وأن هذه الظاهرة ارتبطت بهم قبل دخولهم للمنطقة فنقلوها واستمروا في امتهان هذه الحرفة بسبب أنها سهلت لهم
الكسب، وكانت مصدر رزق لهم يضاف إلى هذا الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي عاشها المغرب الإسلامي
خامسا:
كيف تمكن هؤلاء البدو الاعراب الهلاليين و السلميين من ممارسة الارهاب على الناس في المشرق والمغرب ؟
لا تعجب عزيزي القارئ من سيطرة الاعراب على مناطق جغرافية في المشرق او المغرب ولا عتقد ان ذلك بسبب كثرة عددهم او لقوة سلاحهم او لشجاعتهم لان هؤلاء الاعراب الهلاليين والسلميين كانوا من قبل الاسلام وبعده يمارسون الحرابة وقطع سبل القوافل واغلب حروبهم وغزواتهم على الضعفاء و مثلهم كمثل الجماعات الاسلاموية الداعشية و القاعدة التي لم يتجاوز عددهم بضع عشرا الاف فرد لكنهم سيطروا بالارهاب على اغلب دولة العراق و سوريا
الامر يتعلق بمجرد قطيع من الاعراب محترفي قطع الطرق و الفساد لانهم لم يستكينوا للاسلام لتعلقهم ببداوتهم و توحشهم .واغلب وقتهم كانوا يتربصون بالمسافرين سواء كانوا افراد او قوافل ويهجموا عليهم حين تكون اعدادهم كافية وتتعدى الخصم اما اذا كان الحصم مسلح و له القدرة العددية لردهم تجدهم يهربون من المواجهة كما سبق الاشارة اليه لهذا نقول ان اعراب بني هلال وبني سليم كانوا دواعش زمانهم
التاريخ امامكم بمصادره يقول انهم مجرد مجموعة من الصعاليك و قطاع الطرق وصل بهم كفرهم و حقدهم ضد المسلمين والعرب الامنين للتعدي على حرمة المدينة المنورة و قطع الطريق بينها و بين مكة المكرمة بل حتى ارتكاب جرائم قتل ضد قبائل كنانة خاصة بنو هاشم من قريش و من احفاد انصار رسول الله ( قحطانيين) المسلمين الذين ارادوا الدفاع عن شرفهم ضد هؤلاء الاعراب الهمج لكنهم عجزوا عن ذلك ( وثيقة 1 و 2)
المراجع:
1 ابن بطوطة محمد بن عبد لله اللواتي، ) - 1987 (. رحلة ابن بطوطة تحفة النظار
في غرائب الأمصار و عجائب الأسفار، تحقيق: محمد عبد المنعم العريان
ومصطفى القصاص، ط 1 . بيروت : دار احياء العلوم.
2 البلوي خالد بن عيسى، . تاج المفرق في تحلية علماء المشرق، -
تحقيق الحسن بن محمد السائح، دون مكان: اللجنة المشتركة لنشر التراث
الإسلامي بين المملكة المغربية ودولة الإمارت.
3 البرزلي أبي القاسم بن أحمد البلوي، ) - 2002 (. فتاوي البرزلي جامع مسائل
الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام، تحقيق محمد الحبيب الهيلة، ط 1 ،
بيروت: دار الغرب الإسلامي.
4 الدرجيني أحمد بن سعيد،كتاب طبقات المشايخ بالمغرب، تحقيق -
إبراهيم طلاي، قسنطينة: مطبعة البعث.
5 الونشريسي أبي العباس أحمد بن يحي كتاب المعيار المعرب و الجامع
المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس و المغرب، خرجه جماعة من الفقهاء،
الرباط: وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية للمملكة المغربية
6 ابن الحاج النميري برهان الدين،كتاب. فيض العباب و إضافة قداح الآداب
في الحركة السعيدة إلى قسنطينة و الزاب، دراسة واعداد محمد بن شقرون،
ط 1 ، بيروت: دار الغرب الإسلامي.
7 ابن مرزوق الخطيب محمد بن أحمد التمساني، ) - 1981 (. المسند الصحيح
الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن، تحقيق ماريا خسيوس بيغيرا ،
تقديم محمود بوعياد، الجزائر: الشركة الوطنية للنشر و التوزيع.
8 العبدري أبي عبد لله محمد بن سعود، . رحلة العبدري، تحقيق علي
إبراهيم كروي، ط 2 . دمشق: دار سعد الدين للطباعة و النشر.
9 ابن عذاري المراكشي أبي العباس أحمد بن محمد، كتاب البيان المغرب ف ي
أخبار الأندلس و المغرب ، تحقيق ج.س.كولان و إليفى بروقنسال ، ط 3 . بيروت:
دار الثقافة.
10 القرافي شهاب الدين أحمد بن إدريس، الذخيرة، تحقيق محمد بوخبزة،
ط 1 ، بيروت: دار الغرب الإسلامي،.
11 الرصاع أبي عبد لله محمد الأنصاري المالكي، . الهداية الكافية
الشافية لبيان حقائق الإمام ابن عرفة الوافية المعروف "بشر ح حدود ابن
عرفة"، تحقيق محمد أبوالأجفان و الطاهر المعموري، ط 1 . بيروت: دار الغرب
الإسلامي
12 ابن الشماع أبدو عبدد لله محمدد ابدن أحمدد، الأدلة البينة النوارنية في مفاخر الدولة الحفصية، تحقيق الطاهر بن محمد المعمدوري، تدونس: دار العربية للكتاب .
13 مجموع رسائل موحدية من إنشاء كتاب الدولة المؤمنية، تحقيق لافي بروفنصال، الرباط: المطبعة الإقتصادية.
14 ابن خلدون عبد الرحمن بن محمد،. المقدمة ، وضع الحواشي والفهارس خليل شحادة و مراجعة سهيل زكار، لبنان: دار الفكر.
-Abd el basit ben khalil, (1936). Deux recit de voyage inedits en afrique du nord au xve siècle, presentee Robert brunschvic, paris: la rose editeur..
الأربعاء، 24 سبتمبر 2025
الهوية الحقيقية لمنطقة المسيلة الجزائرية
حيث بينت لنا الاكتشافات الاثرية ان الملك ماسينيسا كان ينتمي الى قبيلة الماسيل و اقدم ذكر لقبيلة الماسيل الامازيغية في الاثار نجدها في النقيشة الاثرية تعود للملك النوميدي مكوسن اي مسيبسا (148-142 ق. م)
لعلمكم مكوسن هو نفسه المسمى مسيبسا احد احفاد ماسينيسا الذي حارب الاحتلال الفينيقي لبلاد الامازيغ ذكر اسم الماسيل وهي تحالف عدة قبائل امازيغية في الشرق الجزائري و جنوب غرب تونس وذلك في النص على اللوح الجنائزي المكتوب بالنيو بونيقية مكتوب فى السطر الاول من النقشية اسم الملك وقبيلته مكوسن هو اســم أمازيغي ينتهي باللاحقة البربرية “ن” شأنه شأن أسماء الملوك كمسنسن ومكوسن وغلسن ،
و قبيلة الماسيل و ايضا الماسيسيل هي فرعين المكونيين لمملكة نوميديا و النوميد هم سكان مملكة نوميديا و هي تسمية تدل على مجال سياسي جغرافي كان يتمدد و يتقلص حسب الحروب و السياسة من طرابلس ليبيا الى ملوية في المغرب الاقصى كما قال ذلك سترابون و غيره
واذا رجعنا الى موقع متحف الاثار الفرنسي الوفر حيث توجد هذه النقيشة و التي تعودالى الباحث الاثري الذي اكتشف هذا اللوح وترجمه نجد النص التالي الذي يربط الملوك الامازيغ مثل ماسينيسا و ابنائه بقبيلة الماسيل
Inscription :
Sanctuaire funéraire du « Vivant des vivants » Mikiwsan 😊 Micipsa), roi des Massyli, le regretté , régent des pays, chef des princes, bienveillant. Pour lui a érigé cette statue à l'entrée de la chambre funéraire, avec cette tombe, Ya'zaam, fils de Yazaggasan, fils de Bogud, fils de Massinissa, « l'éleveur de la divinité », en mémoire glorieuse de sa superbe magnificence, de sa superbe perfection ; juste comme il a élévé les fûts et les bases des colonnes, qui sont sur toutes les hauteurs, assemblées pour lui... [...] fit Arish, fils d'Abdo, fi[ls de...]
الترجمة العربية
المقام الجنائزي لـ”حي الأحياء” ميكوسن( ميسيبسا)، ملك المسيلي، الفقيد ، وصيّ البلدان، زعيم الأمراء، المحسن. لأنه أقام هذا التمثال عند مدخل (؟) حجرة الدفن، مع هذا القبر يزعم بن يازغاسان بن بوجود بن ماسينيسا "مربي الألوهية"، تخليداً لذكرى بديعته. روعة كماله الرائع. كما رفع له الأعمدة وقواعد الأعمدة التي على كل ارتفاعات مجمعة له... [...] قال العريش بن عبده ابن [أبناء...]
هاكم رابط مباشر من موقع اللوفر لتلك النقيشة الجنائزية
https://collections.louvre.fr/ark:/53355/cl010135023
و اما العلاقة بين الماسيل و مصطلح نوميد (( الماسيل هم تحالف قبائل تشكل جزء من مملكة نوميديا لهذا لما نقول انسان ماسيلي او انسان نوميدي فهذا يعني نفس العرق)) يتضح هذا التطابق بين المصطلحين في كتاب المؤرخ تيت ليفيوس يذكر في كتابه ان احيانا الملك ماسينيسا انه ملك الماسيل و احيانا يصفه انه ملك النوميد وهكذا يتضح الربط قديما بين اسم ماسيل و اسم نوميد
تاريخيا :
تكلمنا في الجزء السابق عن بعض الاحداث التي كانت منطقة المسيلة و بسكرة أي منطقة الزيبان مسرحا لها , و بسبب مرور عصابات الهلاليين من الاثبج و الذواودة من رياح الفانيتان ( لا وجود لقبيلة جزائرية اليوم بسم الاثبج او الذواودة) بهذه المناطق استغل أعداء هوية الشعب الجزائري الامازيغي وهم القومييون العروبيون وهم من مخلفات الفكر الاحتلال الفرنسي المختبئين وراء عمامة العروبة و الإسلام من اجل نشر اديولوجية القومية العربية الوهمية
اما النتائج الدراسات الجينية فقد اكدت ايضا ان سكان منطقة المسيلة والى غاية بسكرة اغلبهم امازيغ وقد سبق ان اثبتنا هذا في الجزء (09) من المدونة و كشفنا عن الاصول الامازيغية لعدة بطون لاولاد نايل ولمزيد من المعلومات انظرو الرابط التالي:
امثلة عن نتائج دراسات جينية لقبائل من المسيلة خرجت على السلالة الامازيغية:
مثال 01
قبيلة أولاد خالد بن زكري تنتمي للحلف القبلي أولاد نايل ، و تتكون قبيلة أولاد خالد بن زكري النايلية من الفرق التالية :
1) أولاد جــــــــــلود.
2) أولاد عـــــــلي.
3) أولاد بـــزين.
4) أولاد بسوقة.
5) أولاد بقيرة.
6) أولاد احميدة.
7) أولاد عبدالله.
8) أولاد سيدي عثمان.
9) القــــــــــــــوايد.
10) أولاد شانعة.
و مركز هذه القبيلة هو منطقة بن سرور جنوب بوسعادة ولاية المسيلة ، و من الناحية التاريخية و بحكم الموطن تنتمي قبيلة أولاد خالد لحلف أولاد نايل الذي يتكون أساسا من بطون شعوب زناتة الممتدة من الزاب الغربي لغاية جبل راشد ( جبل لعمور) و يتوسطها جبل المشنتل ( جبل السحاري) بحيث ذكرة عدة قبائل زناتية كانت تستوطن هذه المنطقة مثل مغراوة، غمرة ، بنوتوجين، الأغواط ، كندوزة ، سنجاس، بنو مرين و أستقبلت هذه القبائل بطون صنهاجية من الساقية الحمرة و كامل بلاد السوس و أيضا قبيلة السحاري التي لم تلبث طويلا عند أولاد نايل ..
مثال 03
البحث عن حقيقة أصول منطقة بسكرة والمسيلة الامازيغ: