هل الامازيغ غجر ام الاعراب غجر ؟
كثيرا ما نصادف في وسائل التواصل الاجتماعي عبارة غجر يطلقها القومجيين العروبيين على الامازيغ و كل من يدافع عن الهوية و التاريخ الامازيغي. وهذا للايحاء ان الامازيغ غجر جاؤوا من الخارج وانهم غير اصليين وهذه صورة من احدى المواقع الفايسبوكية القومجية العروبية وهذا على سبيل المثال فقط والتي تروج لكذبة الامازيغ غجر
الغريب ان اغلب هؤلاء الذين يصفون الامازيغ بالغجر خاصة في بلادنا الجزائر يزعمون ان اصلهم من اعراب بني سليم وبني هلال الوافدين في القرن 11 م لبلاد الامازيغ و يفتخرون باصولهم العدنانية العربية بينما الحقيقة التاريخية والعلمية الجينية التي ستكتشفونها في هذا البحث تفيد ان الاعراب الهلاليين و السلميين جزء كبير منهم اصله غجر.
اما أصل الغجر عامة المنتشرين في كثير من بلدان العالم يعود إلى شبه القارة الهندية، وتحديدًا من مناطق مثل شمال وغرب الهند، حيث هاجروا في حوالي القرن الرابع الميلادي من تلك المناطق.
حيث تشير الدراسات اللغوية والجينية إلى أنهم مجموعة عرقية هندية-آرية، وقد انتشروا غربًا مرورًا بفارس وأرمينيا وصولاً إلى أوروبا و حتى الجزيرة العربية.وكان اسمهم في الجزيرو العربية وجنوب العراق الزط بضم الزاي وتشديد الطاء وهو تعريب للكلمة الفارسية جت Jat أو Jets ويعرفون في كثير من البلدان الأوربية بأسماء ترجع في أصولها إلى كلمة جات أو الزط في أسبانيا مثلاً يعرفون خيتانو GITANO وفي انجلترا GYPSIES وفي فرنسا GITAN كما يعرف الغجر في سوريا بالنور وعند الدمشقيين بالزط .
للتنبيه هؤلاء الغجر الزط في المشرق العربي يسجل البلاذري أن أصلهم هندي من بلاد
السند ويحدد أبن حوقل منطقتهم فيجعلها الواقعة بين المنصورة ومكران في بلاد
السند ويذكر المؤرخان انهم انتقلوا الى بلاد العرب قبل الإسلام.وبعد الاسلام يعضهم اندمجوا في قبائل بني تميم العربية وغيرهم .وبعضهم تناسلوا وكثروا خاصة ناحية البصرة و الى غاية جهة القطيف بالقرب من البحرين واصبحوا يمارسون الحرابة والتعدي على القوافل مثل باقي الاعراب في المنطقة
تذكر المراجع انه في عهد الرسول - صلى
الله عليه وسلم - حتى كانت حروب الردة فاشترك الزط المقيمون بالقطيف وهجر مع
المرتدين في محاربة المسلمين .
وللتذكير ايضا اغلب اعراب بني هلال وبني سليم شاركت في الردة على الاسلام بعد وفاة الرسول عليه الصلاة و السلام .
ذكروا في تاريخ الطبري ج 3/ص 303 / 503
حيث ياكد نص الطبري ان الغجراو الزط قد حاربوا الخلافة الاسلامية الى جانب المرتدين، اثناء حروب الردة التي دارت في السنة الهجرية الحادية عشرة
لقد انطلقت حركة الردة في عنف واتخذت صوراً عديدة بين كثير من القبائل العربية في نواحي شتى من شبه الجزيرة العربية وارتد أهل البحرين فيمن ارتد من العرب وكان الغجر او الزط من سكانها وهذا بعد وفاة امير البحرين المنذر بن ساوى ، الذي أسلم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ومات بعده بقليل ، وكان يسكن منطقة البحرين قبائل عديدة من العرب من عبد القيس وبكر بن وائل وتميم وكانوا يقيمون في باديتها وشاركهم في هذه السكنى بالمنطقة بعض اليهود والنصارى و الغجر الزط .
فأما عبدالقيس فإنها رجعت إلى الإسلام بعد أن نصحهم بذلك الجارود بن عمرو بن حنش بن معلى الذي ثبت على الإسلام . أما بكر بن وائل واغلب بن هلال وبني سليم فبقيت على ردتها . وقد انضم إليهما الزط الغجر والسيابجة ممن كانوا بالمنطقة قبل دخولهم في الإسلام ، وفي ذلك يقول الطبري
: "لما مات النبي - صلى الله عليه وسلم -
خرج الحطم بن ضبيعة أخو بني عبدالقيس بن ثعلبة فيمن أتبعه من بكر بن وائل على
الردة ومن تأشب إليه من غير المرتدين ممن لم يزل كافراً حتى نزل القطيف وهجر
واستغوى الخط ومن فيها من الزط والسيابجة
انظر كتاب الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، ج 3/ص 303 / 503
ربط الكتاب :
https://dn721606.ca.archive.org/0/items/WAQ17280/trm03.pdf
وتاكد المراجع التاريخية ان مجموعات من الغجر شاركوا مع اعراب القرامطة في ثورتهم ضد العباسيين ومنهم رجلاً غجري يدعى أبا حاتم الزطي عام295 هـ التحق ببقايا اعراب بني هلال و بني سليم القرامطة بعد هزيمتهم من سواد جنوب العراق وتزعمهم , ويحكى إنه حرًم عليهم الثوم والبصل والفجل والكراث ومنع اتباع بعض الشعائر الدينية الإسلامية العرفية
أبو حاتم الزطي كان واعظاً إسماعيلياً وهو مؤسس طائفة البقلية من القرامطة.
أصبحوا يعرفون باسم " البقلية "، وسرعان ما استخدمت هذه التسمية للإشارة بشكل عام إلى قرامطة السواد.وهي منطقة جنوب العراق
في هذا الخصوص يذكر المقريزي أنه في سنة 295هـ /
908 م خرج رجل من السواد يعرف بأبي حاتم الزطي بعد إخماد حركة حمدان قرمط في سواد
الكوفة . فقصد أبو حاتم هذا أصحاب البوراني وكان أحد دعاة حمدان قرمط وإليه تنسب
البورانية
انظر كتاب المقريزي ، تقي الدين أحمد بن علي توفي سنة )845 هـ (
كتاب اتعاظ الحنفا . تحقيق جمال الدين الشيال

