السبت، 10 يوليو 2021

الامير عبد القادر الامازيغي تحقيق تاريخي


الامير عبد القادر الامازيغي تحقيق تاريخي

لمعرفة الاصول الحقيقية للامير عبد القادر هل هو حقا عربي من الاشراف الادارسة ام هو امازيغي للجواب على هذا سنقوم بتحقيق شامل يستند الى الادلة التاريخية من المراجع القديمة و على الادلة من التحاليل الجينية لعائلة الامير عبد القادر و على المعطيات الفيزيونومية



تمهيد
دفاعا عن الرسول محمد عليه الصلاة و السلام وعن اهل بيته الشرفاء الكرام فاطمة وعلى و الحسن و الحسين و زوجاته .وتنزيه للعلويين الحقيقيين من الدخلاء و المتشرفين نقدم لكم هذا البحث الذي يكشف لكم زيف انتساب عائلة الامير عبد القادر لنسل علي بن ابي طالب و فاطمة الزهراء كما يزعم انهم من الادراسة نحن نريد أن نتحقق من أنساب مدعي الاشراف من آل البيت  وخاصة اننا نعلم  ان ادريس الاول  هذا  فرد واحد و ليس قبيلة ولم يأتي غازيا بجيش عرمرم بل جاء بمفرده فارا من بطش العباسيين الذين افنوا من تبقى من آل علي رضي الله عنه تماما مثلما فعلت بنو امية ,  وصل الى المغرب الأقصى اين حط الرحال عند قبيلة اوربة الامازيغية سنة 172 هجري أي 788م و العجيب اننا اليوم نرى ملايين الناس تنسب نفسها الى ادريس العلوي 

اليوم ادريس هذا يعد الجد الخرافي و المزعوم لملايين البشر في الجزائر و المغرب و تونس و ليبيا و حتى موريطانيا و ظاهرة الانتساب لادريس هي الظاهرة الاكثر انتشار في شمال افريقية بسبب كون الرجل من آل بيت رسول الله و الكل يهرول لغاية ايامنا هذه من اجل " سرقة" هذا النسب لما فيه من مزية و مجد و شرف (حسبهم) و هم من يطلق على انفسهم اسم الاشراف و في بعض الاحيان المرابطين او مباشرة دون استيحاء آل البيت
مثال على ذالك ادعاء عائلة الامير عبد القادر بن محي الدين انهم اشراف ادارسة بينما الحقيقة التاريخية و التحاليل الجينية اظهرت لنهم ينحدرون من اصول امازيغية وهي الحقيقة التي يخفيها كثير من المؤرخين الموبوؤون باديلوجية القومية العربية في بلاد البربر المستعربين السذج

تروج عائلة الامير عبد القادر انها من الادارسة المنحدرين من نسل علي بن ابي طالب فهل هذا صحيح ومثبت ؟
تاريخيا:
حيث يزعمون في كتبهم ان الأمير عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى بن المختار بن عبد القادر بن أحمد المختار بن عبد القادر بن احمد المشهور ( بابن خدة ، وهي مرضعته ) ابن محمد بن عبد القوي بن علي بن أحمد بن عبد القوي بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشار بن محمد بن مسعود بن طاووس بن يعقوب بن عبد القوي بن أحمد بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله المحض ، بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ، وأم الحسن فاطمة الزهراء ، إبنة محمد ـ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم

ورد هذا النسب في كتاب [ ذكرى العاقل وتنبيه الغافل] ص 29 ، كتبه الأمير بنفسه.

https://ia600401.us.archive.org/32/items/tariqahalmuhamma00unse/tariqahalmuhamma00unse.pdf

 

وايضا في كتاب [تحفة الزائر] ص923 الذي كتبه محمد بن عبد القادر، كما رواه له أبوه.

 الامير عبد القادر الجزائري هو ينحدر من عبد القوي رئيس بني  توجين الزناتي  الامازيغي هذا الاخير انتحل نسب عربي هاشمي 

حيث نسب نفسه الى العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي أو عباس بن عبد المطلب الذي عاش حوالي 620 ميلادي زمن هجرة الرسول عليه الصلاة و السلام ويُكنى بأبي الفضل،وهو اولا صحابي من صحابة رسول الله محمد بن عبد الله، وهو ثاني من أسلم من أعمامه العشرة إذ لم يسلم منهم سواه وحمزة وهم يعتبرون ايضا من ال بيت رسول الله السبيل فعن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- رفض أن يمنحه شيئاً من الصدقات، وكذلك الفضل بن عبّاس، وقال لهما: (إنَّ هذِه الصَّدَقاتِ إنَّما هي أوْساخُ النَّاسِ، وإنَّها لا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ، ولا لِآلِ مُحَمَّدٍ)
فال البيت هم فاطمة و علي و الحسن و الحسين و زوجات الرسول الكريم و ايضا بني هاشم 
لهذا هرول عبد القوي من بني توجين  الذي عاش  حوالي القرن 13 م الى 14 م لتغيير نسبه من امازيغي الى هاشمي عربي  ناسبا نفسه الى عبد المطلب الذي يبعد عنه زمنيا اكثر من 700 سنة هذا الانتساب الزائف لبني عبد القوي الى ال البيت اختفى مدة ثلاثة قرون او اكثر ثم يعود ليظهر زمن الاحتلال العثماني للجزائر وهكذا عاد احفاد عبد القوي لانتحال نسب ال البيت و لكن هذه المرة زعموا في القرن 17م انهم ابناء احمد بن محمد بن ادريس الثاني نعم اعزائي القراء عبد القوي التوجيني و اطلق كذبة دمر بها الجهة الغربية للجزائر و كل زناتة راحت في ذاك الوهم الى غاية اليوم ومنه توارث احفاده كذبة النسب الادريسي العلوي

اين عاش بني عبد القوي اسلاف الامير عبد القادر الجزائري

بني عبد القوي التوجيني سكنوا قديما منطقة الغرب الجزائري بين تلمسان و تيارت وهي نفس المناطق التي ظهرت فيها قبيلة هاشم التي ينحدر منها الامير عبد القادر بن محي الدين
فقد اثبت الرحالة الجغرافي الادريسي المتوفي سنة 1165 ميلادي وهو يصف لنا الطريق من تلمسان الى تيهرت موقع بني توجين

( وبين تلمسان وتيهرت يسكن بني مرين .... سنحاسة وغمرة و يولمان و ورماكسين و تيجين)




فقد كثُر ادّعاء النّسب الشريف في بلاد المغرب الكبير وتضارب الآراء حوله، وهذا ما لاحظه ابن خلدون عند تشريحه لظاهرة العصبيّة واستحقاق الملك، فقد قال: 

“… وقد يتشوّف كثيرٌ من الرّؤساء على القبائل والعصائب إلى أنسابٍ يلهجون بها، إمّا لخصوصية فضيلة كانت في أهل ذلك النّسب من شجاعة أو كرم أو ذكر كيف اتّفق فينزعون إلى ذلك النّسب ويتورّطون بالدّعوى في شعوبه، … وهذا كثيرٌ في النّاس لهذا العهد، فمن ذلك ما يدّعيه زناتة جملةً أنّهم من العرب، .. ومن ذلك ادّعاء بني عبد القويّ بن العبّاس بن توجين أنّهم من ولد العبّاس بن عبد المطلب رغبة في هذا النّسب الشّريف وغلطاً باسم العبّاس بن عطيّة أبي عبد القويّ، ولم يُعلم دخول أحد من العبّاسييّن إلى المغرب، لأنّه كان منذ أوّل دولتهم على دعوة العلويّين أعدائهم من الأدارسة والعبيديّين فكيف يكون من سبط العبّاس أحدٌ من شيعة العلويّين؟!


وهؤلاء بني عبد القوي  مدعي النسب العلوي الشريف هم من ينتسب اليهم عائلة الامير عبد القادر وقد بحثنا عن نسب الأمير عبد القادر  الى الادارسة فلم نجد له خبرا ولا أثرا صحيحا موثوق غير ما ترويه عائلته عن مراجع من العصر العثماني  نقلت روايات شفوية واهية 

 و هكذا انتقلت الخرافة الى الكتب في القرن 19م و ابحت عائلة الامير عبد القادر تعتماد عليها وخاصة على كلام  تاجر الانساب العشماوي كما سنبينه خلال هذا البحث بينما هم من احفاد بني عبد القوي من بن توجين من امازيغ القبيلة الكبرى زناتة 

بني توجين الذين لا يختلف المؤرخين في كونهم احد بطون امازيغ زناتة كما بينه ابن خلدون وكان زعيمهم عبد القوي الجد الاعلى لعائلة الامير عبد القادر 

يقول ابن خلدون في الجزء السابع صفجة 205 تحقيق سهيل زكار عن اصل عبد القوي انه من بني توجين الامازيغ الزناتيين
مقتبس من الكتاب: باب الخبر عن بني توجين من بني بادين من شعوب زناتة
مقتبس من كتاب ابن خلدون
خلافة الموحدين نهض الامير أبو زكريا إلى المغرب الاوسط ودخلت في طاعته قبائل صنهاجة وفرت زناتة أمامه وردد إليهم الغزو فأصاب منهم وتقبض في بعض غزواته على عبد القوى بن العباس أمير بنى توجين فاعتقله بالحضرة ثم من عليه وأطلقه على أن يستألف له قومه فصاروا شيعة له ولقومه آخر الدهر ونهض الامير أبو زكريا بعدها إلى تلمسان فكان عبد القوى وقومه في جملته حتى إذا ملك تلمسان ورجع إلى الحضرة عقد لعبد القوى هذا على قومه ووطنه وأذن له في اتخاذ الآلة فكانت أول مراسم الملك لبنى توجين هؤلاء وكانت حالهم مع بنى عبد الواد تختلف في السلم والحروب ولما هلك السعيد على يد يغمراسن وقومه كما ذكرناه استنفر يغمراسن سائر أحياء زناتة لغزو المغرب ومسابقة بنى مرين إليه فنفر معه عبد القوى في قومه سنة سبع وأربعين وانتهوا إلى تازى واعترضهم أبو يحيى بن عبد الحق أمير بنى مرين في قومه فنكصوا واتبعهم إلى انكاد فكان اللقاء وانكشفت جموع بنى يادين وكانت الهزيمة التى ذكرناها في أخبار بنى عبد الواد وهلك عبد القوى مرجعه منها في سنته بالموضع المعروف باحمون من مواطنهم وتصدى للقيام بعده بامرهم ابنه يوسف فمكث في تلك الامارة اسبوعا ثم قتله على جدث أبيه أخوه محمد بن عبد القوى ولى عهد أبيه سابع مواراته وفر ابنه صالح بن يوسف إلى بلاد صنهاجة بجبال لمدية فأقام بها هو وبنوه واستقل محمد برياسة بنى توجين واستغلظ ملكه وكان الفحل الذى لا يقرع أنفه ونازعه يغمراسن أمره ونهض إلى حربه سنة تسع وأربعين وعمد إلى حصن تافركينت فنازله وبه يومئذ حافده على بن زيان بن محمد في عصابة من قومه فحاصره أياما وامتنعت عليه فارتحل عنها ثم تواضعوا أوزار الحرب ودعاه يغمراسن إلى مثل ما دعا إليه أباه من غزو بنى مرين في بلادهم فأجاب ونهضوا سنة سبع وخمسين ومعهم مغراوة فانتهوا إلى كلدمان ما بين تازى وأرض الريف ولقيهم يعقوب بن عبد الحق في جموعه فانكشفوا ورجعوا منهزمين إلى بلادهم كما ذكرناه وكانت بينه وبين يغمراسن بعد ذلك فتن وحروب فنازله فيها بجبل وانشريس مرات وجاس خلال وطنه ولم يقع بعدها بينهما مراجعة لاستبداد يغمراسن بالملك وسموه إلى التغلب على زناتة أجمع وبلادهم وكانوا جميعا منحاشين إلى الدولة الحفصية وكان محمد بن عبد القوى كثير الطاعة للسلطان المستنصر (ولما نزل) النصارى الافرنجة بساحل تونس سنة ثمان وستين وطمعوا في ملك الحضرة بعث المستنصر إلى ملوك زناتة بالصريخ فصرفوا وجوههم إليه وخف من بينهم محمد بن عبد القوى في قومه ومن احتشد من أهل وطنه ونزل على السلطان بتونس وأبلى في جهاد العدو أحسن البلاء وكانت له في أيامه معهم مقامات مذكورة ومواقف

انظر كتاب ابن خلدون في الرابط التالي

http://islamport.com/d/3/tkh/1/68/1333.html




في العهد الموحدي سنة 1130 م قامت معركة بين عبد المؤمن الموحدي ومن معه ضد دولة المرابطين من اتباع ومنهم قبيلة بني توجين و اجتمع الطرفين في بلدة منداس ناحية تلمسان و انتهت المعركة بانهزام المرابطين وبني توجين مما اظطرهم للدخول في طاعة الموحدين بزعامة عبد المومن بن علي الكومي الصنهاجي
وكان من بين زعماء بني توجين الداخلين في طاعة الموحدين الشيخ عطية الخير  جد عبد القوي 
( انظر كتاب ابن خلدون الجزء 13)


بعد انهيار دولة الموحدين خلفتها دولة الحفصيين التي تعتبر امتداد للدولة الموحدية في حوالي 1250 م اعترف الحفصيون لبني توجين و زعيمهم عبد القوي بن العباس بن عطية باقطاعهم نفس الاراضي في الغرب الجزائري مقابل مساندتهم في حروبهم ضد الدولة الزيانية في تلمسان
فكانت حروب وهجمات من دولة الزيانيين و زعيمها يغمراسن على اراضي بني توجين التي سيطر عليها بني مرين ولهذا تحالف عبد القوي التوجيني مع الزيانيين في حربهم على بني مرين و التي ادت في احدى المعارك الى مصرع عبد القوي بن عطية بن العباس التوجيني وكانت المعركة في منطقة وجدة ناحية اسلي في الارض المغربية كما نعرفها حاليا
ثم خلفه من بعده ابنه محمد بن عبد القوي بن العباس بن عطية و الذي توفي سنة 1286 ميلادي

انظر كتاب ابن خلدون الجزء 13
بعد وفاة محمد بن عبد القوي انهارت دولة بني توجين و ظهرت الصراعات و النزاعات بين ابنائه  و الاغتيالات بين بعضهم البعض  وانتشروا في مناطق مختلفة غرب الجزائر و في المغرب الاقصى فلم تدم فترة حكم اي واحد منهم الا فترة وجيزة نذكر منهم

سيد الناس 684 هجري
موسى بن محمد 684 الى 686 ه
عمر بن اسماعيل 686 ه
ابراهيم بن زيان 687ه
موسى بن زرارة بن محمد 687ه 688ه
و هؤلاء جميعا خرج منهم عدة اعراش تنسب نفسها الى عبد القوي وفي زمن الحكم المريني عين مسعود بن بوزيد بن خالد بن محمد بن عبد القوي كرئيس بيني توجين و نقل فيما بعد نقل السلطان ابو عنان المريني زعيم بني توجين المدعو مسعود الى فاس في المغرب الاقصى و هكذا انقطع اثر بني عبد القوي زمن الحكم المريني

 
هكذا اندثر حكم بني عبد القوي في غرب الجزائر و انتشروا في كل تلك البقاع الى غاية المغرب  الاقصى وفاس  و بعضهم رحل الى تونس و ليبيا منهم ال السنوسي و قبيلة الرئبس الليبي معمر القذافي 
بني عبد القوي كانوا اتباع دولة الادارسة الى غاية سقوطها و لم يعد لهم سلطان الى غاية القرن 17 م حيث استغل بعض احفاده انتشار كذبة النسب الشريف والحقوا انفسهم بخرافة الادارسة نسبة الى ادريس الاول احد احفاد علي بن ابي طالب الهاشمي القرشي او كما يسمونهم الاشراف الادارسة 

قال المزاري في كتابه طلوع سعد السعود: وهو معاصر للامير عبد القادر

"فأمّا النقايبية فجاء جدهم من خلافة وهم أبناء عم الأمير ، يجتمعون معه في شجرة النسب في أحمد بن عبد القادر الشهير بابن خدة بن أحمد بن محمد بن عبد القوي الثالث بن علي بن أحمد بن عبد القوي الثاني بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشار بن محمد بن مسعود بن طاوس بن يعقوب بن عبد القوي الأول بن أحمد بن محمد بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله (عنه) وابن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغاية التحرير ، لكون أحمد بن عبد القادر بن خدة المذكور ، خلّف ولدين في المسطور ، وهما عبد القادر ومحمد ، فعبد القادر خلّف ابنه المختار في القول المفرد ، والمختار خلّف عدة أولاد ، منهم محمد خلّف المصطفى وهو خلّف ولدين عليا أبا طالب ومحي الدين وهذا الثاني خلّف عدة أولاد منهم الحاج عبد القادر الأمير بغير انتقاد ، ومحمد خلّف / ابنه الأصغر وهو خلّف ولدين أحدهما بغداد ، وهو جد ستّار والحاج المخفي الذين (كذا) كانت لهما القيادة على الحيطية في دولة الأمير والدولة ، ونالا غاية الاحترام وأدركا معا للصولة ، وكان ستار أيضا خليفة على آغة الشاذلي في وقت الدولة ، وانقطعت ذريتهما بالكلية بغاية الحولة والآخر محمدا أبا نقاب ، ومنه تفرّع النقايبية بغاية انتخاب ، قال وجدهم الأصلي وهو عبد القوي الثالث المعروف بالنصبى ، وهو مدفون بمدشر تفرسيت من بلاد الريف في القول المجتبي ، ولما مات خلف عدة أولاد منهم عيسى ومحمد بغاية المراد ، فانتقلا من المغرب الأقصا (كذا) إلى المغرب الأوسط ونزلا منه في المسطور ، بقبة سيدي أبي زيد بجبل العمور ، إلى أن ماتا ودفنا هناك ، وقبراهما مشهوران للاستبراك.

اذا عزيزي القارئء عبد القوي الذي يزعم انه من الاشراف و اليه ينتسب عائلة الامير عبد القادر هو شخصية امازيغية من قبيلة امازيغية و السؤال الذي يطرح نفسه من اين جائت كذبة  انتساب الامير عبد القادر الى الاشراف الادارسة العلويين ؟

ممّا يُلاحظ أنّه كثُر الانتساب والانتحال لآل البيت خاصة في بلاد المغرب الكبير خاصة زمن الحكم العثماني وهذا  طمعا في ما اُختصّوا به، من اعفاء الضرائب و ميزات مادية ومعنوية اخرى  مثلا يذكر أبو القاسم الزياني المغربي (ت 1249هـ/ 1833م) أنّ أغلب المنتحلين للنّسب الشّريف ألصقوا أنفسهم ببني عمران احد فروع الأدارسة  المزعومين لكثرتهم وتفرّقهم بين الأمصار، قال: ( وفيه الدّخلاء، وإليه يقصد أهل التّلبيس والتّدليس)

تحفة الحادي المطرب، ص 64.
ويسمّيهم الزّياني بالمتشرفة، ويقول في موضع آخر: “لكنّك لا تكاد تجد رسما من رسوم أهل الدّعاوى المكذوبة إلا وعليه خطوط العلماء وأشكال الشّهود وثبوت القضاة وإمضاء النّقباء، وهم محكوم عليهم ببطلان شرفهم في القديم، منبّه على ما في أيديهم من الرّسوم المزوّرة والشّجرات المستعملة، … 

فبسبب ذلك فسدت الأنساب وتساوت الأحساب، … وصار يتولّى النّقابة من لا علم له ولا معرفة بالأنساب، و الصعاليك  بل صارت النّقابة منصبا دنيويّا … وصار النّقيب يجبي منه المال، ويقبض الهدايا والرّشا، ويلحق بأهل البيت من لا نسب له فيهم ولا اتّصال له بهم

انظر كتاب تحفة الحادي المطرب، ص 88، 89.
https://www.noor-book.com/book/internal_download/89b8ea3b4e1a6edb9cad4bb475230efc/1/0c8bca946ad8f6f1930d652914b6682f



كل المراجع التي يستند اليها في نسب اصول الامير عبد القادر لا تتعدى فترة الحكم العثماني للجزائر و اغلبها محصور في الفترة بين بداية القرن 17م و القرن 19م وهي الفترة الزمنية التي انتشرت فيها اكاذيب الانتساب الى الاشراف الادارسة و العلويين

و يعتمد في نسب الامير عبد القادر على المراجع التالية و اغلبها عبارة عن كلام ناقل لخرافات عائلية شفوية لا مرجع لها كما سنبينه في بحثنا هذا

وبالرجوع الى اقدم المراجع التي تكلمت عن عائلات الادارسة   في بداية الاحتلال العثماني حوالي 1529 م نجد كتاب روضة الازهار في التعريف بال محمد المختار صلى الله عليه وسلم.

تاليف محمد بن احمد بن عيسى التافراوي الملقب بالقيرواني رحمه الله توفي عام 1515 م
الكتاب حققه ونشره الاستاذ عبد الله ثاني قدور الحسني جامعة وهران
هذا الكتاب تم استنساخه حرفيا وبنفس العنوان من قبل النسابة المقري التلمساني 

 . 1578- 1631  نسبه لنفسه (سرقة ادبية) وهي عادة معروفة لدى النسابة المتشرفين وهو المرجع الذي اشار اليه محمد بن عبد القادر بن محي الدين على انه وثق نسبهم الى الادارسة عن طريق عبد القوي بن احمد بن محمد بن ادريس الثاني بن ادريس الاول حيث قال في تحفة الزائر ان نسبهم مذكور في 
 كتاب المقري التلمساني تحت عنوان  "رياض الأزهار في عدد آل النبي المختار"

و الحقيقة لا يوجد مخطوط او كتاب بهذا العنوان للمقري التلمساني كما يروج له الناقلون المقلدة زيفا بغير علم ولا تحقيق  و انما له كتاب
زهرة الاخبار في التعريف بال النبي المختار رابط للاطلاع على المرجع

https://archive.org/details/olomnasb_ymail_20160903_2008


عزيزي القارئ تعالوا نتحقق من هذا الادعاء هل هو حقيقة ام تدليس على المراجع 

و لا يوجد في كتاب روضة الازهار في التعريف بال محمد المختار اي ذكر لاسلاف الامير عبد القادر او اي رابط لهم بالادارسة حسب الشجرة التي ذكرها الامير عبد القادر او ابنه محمد باشا  في كتابه تحفة الزائر حيث يزعمون انهم من احفاد عبد القوي بن احمد بن محمد بن ادريس الثاني بن ادريس الاكبر استنادا لهذا المرجع من القرن 17 م
لكن بعد الاطلاع و التحقيق في هذا المرجع  للمقري التلمساني سيتبين لكم انها مغالطة كبيرة و تدليس على المراجع ولن تجدوا اي شخصية اسمها عبد القوي بن احمد بن محمد بن ادريس الثاني بن ادريس الاول

بل هناك شخصية  اخرى اسمها عبد القوي في سلسلة  احفاد عمر بن ادريس الثاني بن ادريس الاول 



نعم اخي القارئ هناك تاريخيا في المشرق و المغرب عدت شخصيات باسم عبد القوي و لا علاقة لها بعبد القوي جد الامير عبد القادر لانه  الذي ذكره المقري التلمساني هو عبد القوي اخر من ابناء عمر بن ادريس الثاني بينما عائلة الامير تنسب نفسها الى شخصية اخرى  اسمها عبد القوي بن احمد بن محمد بن ادريس الثاني
و يتضح  لنا جليا ان هناك تدليس على المراجع كما ذكر في كتاب محمد بن الامير عبد القادر'' تحفة الزائر'' مع انعدام لاي شخص اسمه عبد القوي بن احمد بن محمد بن ادريس الثاني


ولعلمكم لا يوحد اطلاقا ابن اسمه عبد القوي لاحمد بن محمد بن ادريس الثاني بن ادريس الاول الا في ما ذكره زيفا  تاجر الانساب العشماوي في القرن 19م
المهم عند مراجعة المصادر التي تكلم عن الاشراف قبل دخول العثماني او في الخمسين سنة الاولى من تواجدهم لم نجد ذكر عبد القوي بين أبناء أحمد بن محمد بن إدريس الثاني بن ادريس الاول
و ابنائه هم فقط إسحاق وسلمان والحسن واشهرهم هو اسحاق بن احمد بن محمد بن ادريس الثاني اذا لا وجود في هذا المرجع ''كتاب المقري التلمساني''  لجد الامير المزعوم عبد القوي بن احمد بن محمد بن ادريس الثاني

للتذكير ادريس الثاني خلف عدة ابناء ذكور من بينهم و اكبرهم سنا محمد بن ادريس وخلف محمد بن إدريس الثاني علي   ومن بعده يحيى  و أحمد و سعيد و عبد الله.

و احمد بن محمد هو الشخصية التي يزعم ان له ابن اسمه عبد القوي و تنتسب له عائلة الامير عبد القادر وهو افتراء لا اساس له من الصحة و لا في المراجع القديمة

و للتنبيه المقري التلمساني له كتاب اخر في سير وتراجم وحياة الأعلام من الناس اسمه أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض و لا يوجد فيه ذكر لانساب عائلة الامير عبد القادر (بني عبد القوي) بامكانكم التاكد من المرجع على الرابط التالي لن تجدوا فيه اي ذكر لعبد القوي بن احمد بن محمد بن ادريس الثاني

الجزء الاول

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%B6-pdf

الجزء الثاني

https://www.noor-book.com/book/review/277036

 ايضا يزعم بني عبد القادر ان نسبهم الادريسي مذكور في كتاب اسمه

"عِقْدُ الجُمان النَّفيس في ذكر الأعيان من أشراف غَريس" للشيخ عبد الرحمن بن عبد الله التوجيني . القرن 17 م
رابط الكتاب
https://archive.org/details/al-djouman/mode/1up

 https://ia800309.us.archive.org/21/items/al-djouman/ikd.pdf

 

و بعد الاطلاع على المرجع نجد ان التوجيني لم يقف على حقيقة او رواية ثابتة موثقة عن اصل عائلة الامير عبد القادر حيث ذكر في كتابه روايتين تخص نسب اجداد الامير عبد القادر مختلفتين  و الاختلاف هو انطلاقا من عبد القوي الثالث  الى غاية ادريس الثاني ابن ادريس الاول 
و الرواية الاولى تذكرعن مصادر شفوية  مختلفين الى غاية  منها  عبد القوي الثالث هو احتمال ان جدهم عبد القوي الاول  ابن احمد بن محمد بن ادريس الاول بن ادريس الاكبر
وهو الاحتمال الذي شك فيه التوجيني و لم يثبته  ويبدوا ان كلام التوجيني هذا هو اول نسابة يذكر فيها نسب عبد القوي الى احمد بن محمد بن ادريس الثاني بن ادريس الاول اعتمادا على روايات شفوية غير محققة كما قال التوجيني بصيغة التشكيك وعليه يتضح جليا من اخترع هذا النسب لعائلة الامير عبد القادر و نقله عنه تاجر الانساب العشماوي و غيره لكنها في الحقيقة رواية شفوية و احتمال ضني لا غير 

و الرواية الثانية التي ذكرها التوجيني عن طريق شخص اسماعيل بن الامام موسى الكاظم و هذا التناقض و التضارب في سلسلة نسب عبد القوي دليل على انها تدليس ودعاءات شفوية لا دليل على صحتها 
زيادة على ذلك اكد التوجيني انه في القرن 17م لما سال شخصيا احفاد عبد القوي عن سلسلة نسبهم ذكروا له انهم لا يعرفون اسماء اجدادهم بالتفصيل و لم يجد التوجيني عندهم اي معلومة سوى قولهم انهم يتوارثون معلومة  شفوية مفادها انهم بني عبد القوي ادريسيون يعني ان في القرن 17م لم يكن هناك لدي بني عبد القوي و لا للنسابة التوجيني معلومة ماكدة  او شجرة عن اصل اجداد الامير عبد القادر سوى روايات شفوية تزعم انهم ادارسة من ابناء عبد القوي ويبدوا انها بسبب ادعاء عبد القوي التوجيني الامازيغي انه من الاشراف  هذا الاخير الذي قال عنه العلامة ابن خلدون انه امازيغي من بني توجين و يزعم زيفا انه من الادارسة وهذا الموضوع سنعود اليه بالتفصيل في هذا البحث

مع التنبيه ان اغلب من ذكر نسب الامير عبد القادر اعتمد على رواية التوجيني الغير موثقة وهكذا نقل البعض عنه  مثل العشماوي  و القاضي حشلاف ومنه نقلت عائلة الامير نسبها الادريسي المشكوك في صحته و ذكره التوجيني دون تحقيق و لا تدقيق في صحة المعلومة و النسب حيث انها روايات شفوية  من القرن 17 م وغير موثقة تحولت مع الزمن الى داخل كتب الانساب مثل كتاب القاضي حشلاف و العشماوي في القرن 19م 



 وحسب كتاب تحفة الزائر لابن الامير عبد القادر ذكر ان نسبهم الادريسي مذكور في  كتاب "فتح الرحمن شرح عقود الجمان" للشيخ محمد بن محمد بن أحمد بن أبي القاسم الجوزي الراشدي المزيلي . القرن 17م  وهذا الكتاب لم يقدم شيء جديد و اكتفى بنقل نسب اجداد الامير عبد القادر عن عبد الله التوجيني ولم ياتي بمعلومة جديدة موثقة

و يعتبر الجوزي الراشدي المزيلي تلميذ للتوجيني ذكر ذلك في كتاب كتاب تاريخ الجزائر الثقافي للمؤرخ [أبو القاسم سعد الله] حيث قال
وحوالي القرن الحادي عشر ألف عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد التجاني رسالة في صلحاء ناحية غريس قرب معسكر سماها (عقد الجمان النفيس في ذكر الأعيان من أشراف غريس). وقد تناول هذه الرسالة بالشرح عدد من المعاصرين لها والمتأخرين، منهم أبو راس الناصر، الذي عاش في نفس المنطقة. واطلعنا على شرح لهذه الرسالة قام به محمد الجوزي بن محمد الراشدي المزيلي سماه (فتح الرحمن في شرح عقد الجمان). وقد أخبر المزيلي أنه لقي مؤلف العقد فسلمه نسخة منه وكلفه بشرحه بعد تردد. ويبدو أن العلاقة بين الرجلين كانت علاقة الشيخ بتلميذه، فقد جرت العادة أن لا يشرح الند لنده، إلا إذا كانا متفاوتين سنا

https://al-maktaba.org/book/33512/665

 وهكذا وصلت خرافة انتساب عائلة الامير عبد القادر اليه والى ابنائه و الى من عاش زمانه فمن المتاخرين ذكر صاحب كتاب "حلية البشر في تاريخ القرن 19م " للشيخ عبد الرزاق البيطار .

1837 - 1916 م) هو عالم وكاتب دمشقي كان صديق وقريب من محي الدين ابن الامير عبد القادر.
ذكر نسب محي الدين ابن الامير عبد القادر الى الادارسة دون تفصيل و باقتضاب شديد دون ذكر اي مرجع ولا اي تحقيق في هذا النسب سوى ما نقله عن عائلة الامير انظر
في الصفحة 1423 من الكتاب لهذا لا نعده مرجع في معرفة اصول الامير عبد القادر

https://archive.org/details/helitb/helitb/page/n1422/mode/1up


و اكثر الكتب الانساب التي يعتمد عليها بني عبد القادر بن محي الدين في الاشارة الى نسبهم الادريسي المزعوم هو

كتاب احمد بن محمد بن ابي القاسم العشماوي

https://ketabpedia.com/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84/%D9%85%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7%D8%A9-%D8%B1%D9%88%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A8%D9%86%D8%B3%D8%A8-%D8%A2%D9%84/

  

 جاء في كتاب تحفة الزائر لابن الامير عبد القادر ان نسبهم الى ادريس موثق في كتاب العشماوي التحقيقي في النسب الوثيق

 ويبدوا جليا ان عائلة عبد القادر اعتمدت سلسلة نسبها اساسا على هذا المرجع وليس غيره مع العلم انه اكبر كتاب تم تزويره و الحشو فيه و¨ الباحثين المحقيقين يعرفون هذا و لا يعتبر اطلاقا مرجع موثوق فضلا على انه لم يثبت فيه انتساب بني عبد القادر الى الادارسة حيث نجد ثلاثة او اربع فقرات تنسب  عبد القوي

 تارة الى عبد القوي بن  احمد بن ادريس الثاني بن ادريس الاول 



تارة تنسبه الى احمد بن محمد  بن ادريس الاثاني بن ادريس الاول 



تارة  ينسب عبد القوي الى خط لا علاقة له بالادارسة حيث ينسبه الى عبد الرحمان بن ادريس بن موسى بن سليمان بن اسماعيل بن عيسى بن عبد الله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسن
 





و هذا التخبط و الخلط و التدليس و النتاقضات في كتاب العشماوي يعلمها كل الباحثين و المحققين في هذا المرجع و الناقضات في الانساب هي بسبب ان الكتاب تعرض الى الحشو و التدليس كما سنبينه لاحقا في هذا البحث لهذا لا يعده المحققين مرجع موثوق
اولا :
من هو العشماوي

( العشماوي تعني منفذ حكم الإعدام باللهجة المصرية) و الذي عاش في القرن 18م و كان حيا سنة 1730م ( وثيقة 15 و 16) أي انه معاصر للرحالة



ثانيا
و اهم شيء تقريبا ولا جزائري ولا مغاربي يعرف ان الكتاب الأصلي لأحمد العشماوي اسمه
" الاعتبار في نسب النبي المختار و التعريف بأولاده و ازواجه " مؤلف من 11 ورقة و فقط وتم حشو العديد من الانساب فيه حتى وصلت صفحاته الى 98 
هذا هو اكثر الكتب تزويرا في كامل تاريخ الجزائر على الاطلاق و ستكتشفون حقيقته اليوم

يا سادة يا محترمين هذه حقيقة اخفيت عنكم عمدا وجهلا
( وثيقة 16)
, قام العديد من المهتمين بنسب الاشراف باعادة نشر الكتاب للعشماوي مع تغيير غنوانه الاصلي و حشوه بمعلومات جديدة و اصبح اسم نفس هذا الكتاب " التحقيقي في النسب الوثيق"

رابط للاطلاع على الكتاب

https://ia601308.us.archive.org/3/items/mishref_gmail_114_20150831/4760.pdf

ليصبح اسمه في النهاية " مختصر في انساب بعض الاشراف بالمغرب " ( وثيقة 16)
اما النسخة التي بين أيدينا في الجزائر و المنسوبة له اسمها " السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية " ( وثيقة 17)


النسخة التي بين أيدينا في الجزائر و المنسوبة له اسمها " السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية تم حشوها بزيادات كبيرة جدا عن الاصلية
التي اصبحت تتألف من 98 صفحة أي بزيادة 76 صفحة عن النسخة الاصلية ( وثيقة 18 ) .
https://www.noor-book.com/book/internal_download/3c91a6db5b906ef8fb74310c18c19e2b/2/f0999fe5e51b4bf09c96c02548d0de59

 

ثالثا
و هذا أيضا قمة في الأهمية حين نقرا كتاب السلسلة الوافية المنسوبة للعشماوي نكتشف ذكر لفرق و قبائل و مناطق لا يعرفها حتى أبناء الوطن العاديين فما بالكم برجل اجنبي مثل العشماوي الذي قيل انه عاش بمكة و مات فيها و لم يثبت عنه قط انه زار شمال افريقية ليس كسائح بل كرحالة ينتقل من "دشرة الى دشرة" و من " دوار الى دوار" و من مدينة الى مدينة ماسحا ارض شمال افريقية من شرقها لغربها و متعرفا على شعوبها فرقة فرقة و عائلة بعائلة , و الغريب اننا لا نجد ولو سطر واحد فيه عبارات تدل على ان كاتبها قام فعلا برحلة استكشافية الى شمال افريقية مثلما نجد في كتب الرحلة المشهورين مثل اليعقوبي و ابن حوقل و الادريسي و ابن خلدون و العياشي و ابن الدين الاغواطي و غيرهم بحيث نجد ذكر المسالك و وصف المدن و حتى الظواهر الطبيعية من جبال و اودية و غيرها بل ما نجده في هذا الكتاب المزور ذكر مباشر للفرق و القبائل و البيوتات و الافراد المنتشرين من شرق الى غرب شمال افريقية و المنسوبين عن بكرة ابيهم الى رجل واحد هو سيدنا علي رضي الله عنه ؟؟؟
رابعا
و هنا ستندهشون, فأما مضمون كتاب السلسلة الوافية المنسوب للعشماوي فهو اغرب من الخيال و سأعطيكم بعض الأمثلة المضحكة فعلا لتتأكدوا من ان هذا الكتاب مزور من اوله لآخره , ففي هذا الكتاب نجد مثلا ذكر لبعض القبائل التي تنحدر من ادريس بن عبد الله ( وثيقة 19) بينما هي تاريخيا اسماء قبائل امازيغية مشهورة

مثلا نجد ذكر لقبيلة بنو مرين و بنو زيان و بن عمران ووبنو يلومي و مغراوة و هم في الأصل امازيغ من زناتة كما يعرفه الجميع ( وثيقة 21 )


و هذا دليل صارخ على كثرة التزوير و الكذب في هذا الكتاب المنسوب للعشماوي , و ازيدكم شيء غريب آخر لكي تعوا المستوى المنحط لكاتب هذا الكتاب بحيث يزعم ان افراد آل البيت كانوا يتزوجون بآلاف و مئات النساء و لم يقل قط انهم اتخذوا ألإمْوانٌ او الأيامى ( جمع امة أي جارية) بل استعمل كلمة " تزوج" و الجارية او الامة لا تزوج الا بشروط كما هو في الشريعة الإسلامية , فيزعم هذا المزور انه هناك من رجال ال البيت من تزوج بستة مائة امرأة و الغريب انه انجب منهن ستة أولاد فقط ؟ 
و زعم انه هناك من تزوج بألف امرأة و انجب 35 ولد فقط ؟
 و حتى عبد الله الكامل والد ادريس نوح شمال افريقية و جد اغلب "العرب" فيها تزوج بألف امرأة لكنه انجب منهن ستة أولاد فقط  ( وثيقة 36 ) ؟؟ 

اما اخطر شيء على الاطلاق ستجدونه في كتاب هؤلاء مزوري الانساب الامازيغية  صناع خرافة  النسب الشريف هو

" فقه الإرهاب و التكفير و النصب و الاحتيال"

بحيث يقول كاتب كتاب السلسلة الوافية المنسوب للعشماوي انه من صحت انسابه المذكورة في كتابهم هذا لا يدفعون الغرامات أي الضرائب للدولة أي عملية نصب و احتيال على الامة بعدما زوروا انسابهم ثم يأتي التهديد و الإرهاب بقوله ان كل من لا يصدق اكاذيبهم و خزعبلاتهم فهو كافر بالله و رسوله ( وثيقة 37 ) ؟


أي هؤلاء المخترعين لكذبة النسب الشريف نصبوا انفسهم منصب رب السماوات و الأرض و حكموا على من لا يصدقهم او يشك فيهم فقط بقطع لسانه ثم قتله نعم قتله يا سادة يا محترمين اقرؤوا جيدا النص, أي شيء لم نسمع به قط في الشريعة الإسلامية أي لو ظهر رجل قال لهم كفوا عن الكذب لقطعوا لسانه ثم قتلوه و جعلوا من زوجته ارملة و من أبنائه ايتام من اجل انسابهم المزورة ؟

و هذا دليل على الفكر الاجرامي الدموي لهؤلاء الكذابين الذين ارهبوا مجتمعاتهم منذ قرون لخلق هذا العرق العربي الوهمي , و هناك نص آخر جاء في نفس الكتاب أي يهدد كاتبه مباشرة قراء كتاب السلسلة الوافية المنسوب للعشماوي اين يقول لهم من قرا هذا الكتاب و صدقه تصح له مليون حسنة و تمحى له مليون سيئة و ترفع له مليون درجة اما من قرئه و لم يصدقه سيسلط عليه الله عز و جل بلية بعد بلية و رزية بعد رزية ( أي مصيبة عظيمة) و يسلط عليه الله عز و جل جميع الاسقام ( أي الامراض) و يموت موتة الفجاة أي الفجأة اي بسكتة قلبية ( وثيقة 38) ؟

 بالله عليكم هل النسابة العشماوي و كتابه يمكن لعاقل ان يعتمد عليه في اثبات الانساب الجواب واضه هو اكبر كتاب مزور في تاريخ الجزائر 
خامسا
و لمن يتساءل من ساهم في تزوير كتاب العشماوي
( ربما ظلمناه حين اسميناه تاجر الانساب؟)
و كيف لكتاب بدء ب11 ورقة أي 22 صفحة اصبح مؤلف من 98 صفحة ؟ و كيف تغير عنوان الكتاب ؟ و كيف لرجل مشرقي لم يثبت قط انه رحل لشمال افريقية ان يعرف أسماء الفرق و القبائل في قفر و مداشر و قرى شمال افريقية احسن من الرحالة المعروفين في التاريخ بل احسن من أبناء البلد؟

ما عليه او عليكم الا بقراءة خاتمة هذا الكتاب اين ستجدون أسماء من تلاعبوا بكتاب العشماوي ( عددهم 08) و اضافوا فيه ما يحلوا لهم فأولهم رجل من القيروان و آخرهم رجل من مدينة تنس اسمه التراري نسبتا لقبيلة ترارة الامازيغية مرورا برجل من تلمسان , يعني اخر نسخة هي للمدعو التراري كتبها سنة 1325 هجري ( 1908م ) أي زمن الاستعمار الفرنسي و التراري هذا هو من اطلق عليه اسم الياقوتة الصافية ( وثيقة 39 )


ومن ذلك لا يمكن اطلاقا الاعتماد على كتب العشماوي لانها واضح الكم الهائل من المعالطات و التدليس فيها و لا تثبت الاصل الادريسي العلوي لعائلة الامير عبد القادر

ايضا يعتمد صاحب كتاب تحفة الزائر على كتب القاضي حشلاف
و(سلسلة الأصول للحشلاف)  كتاب يعتبر نقل حرفي لكتاب العشماوي بل بعض الفقرات نقلت كما هي حيث نجد ان الحشلاف نسب عبد القوي الى عبد الرحمان بن ادريسي 

و هذا خلاف ما ذكره الامير عبد القادر او ابنه محمد في تحفة الزائر و قولهم انهم ينحدرون من عبد القوي بن احمد بن محمد بن ادريس الثاني بن ادريس الاول

 
وامام كل هذه النتاقضات في انتساب و اصل عائلة الامير عبد القادر فمن يؤكد نسبه

زيادة على ذلك هذا هذا الكتاب المطبوع في تونس عهد الاستعمار الفرنسي وهو ثاني مصدر مقدس لأصحاب كذبة الانتساب للأدارسة و العلويين في بلادنا و هو مليئ بالاكاذيب التي تنافي العقيدة الاسلامية السليمة من البدع فهو يؤكد مثلا نبوة رجل اسمه خالد بن سنان العبسي في الصفحة 51 و 52 و يزعم انه مدفون بمدينة سيدي خالد المسمات باسم هذا النبي المزعوم بمنطقة الزاب أي ولاية بسكرة كما يدعي القاضي حشلاف حسب مصادره من علماء الصوفية و حتى الشيعة

( وثيقة 02)


أي هؤلاء الذين اخترعوا لنا كذبة النسب الادريسي والعلوي في بلاد المغرب الكبير يكفرون بالآية التي قال فيها الله عز و جل
 " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ( المائدة 19) 

و اهل الكتاب فيهم العرب و العجم , و قال أيضا عز و جل 
" بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ " ( القصص 46) 
و قال أيضا عز و جل 
" لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ " ( السجدة 03) 
و كل هذا تأكيد من عند الله عز و جل على نفي ارسال بشير و نذير أي رسول و نبي بين سيدنا عيسى عليه السلام و محمد صلى الله عليه و سلم للعرب ثم لغيرهم
فهل هناك انسان مسلم عاقل يعتمد كلام هؤلاء المزورين ور مخترعي خرافة النسب الشريف في بلاد المغرب الكبير

في زمن الامير عبد القادر كان اول من ذكر انه من اصل امازيغي هو الباحث و الضابط الفرنسي استرهازي والسين

Esterhazy Walsin  

و يعتبر من اكبر الباحثين و المطلعين على تاريخ شمال افريقيا و على المراجع القديمة مثل كتب ابن خلدون وذكر الاصل الامازيغي للامير عبد القادر الذي عاصره وهذا حوالي 1840م في كتابه الاحتلال التركي في الايالة القديمة   للجزائر العاصمة حيث ذكر ان الامير عبد القادر من بني توجين و الذي بينا سابقا انهم قبيلة امازيغية 

Esterhazy Walsin, De la domination turque dans l’ancienne régence d’Alger, Paris, Librairie de Charles Gosselin, 1840.

https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k5724996g.texteImage#

 ايضا ذكر الباحث الجزائري اسماعيل حامت في كتابه باللغة الفرنسية سنة 1906 م و الذي كان يشتغل في المكتب العربي بمدينة معسكر التي ينتمي لها الامير عبد القادر  

Les musulmans français du Nord de l'Afrique / Ismaël Hamet,.

https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k206937h.texteImage#


النسب الشريف ادَّعاه كثيرون ، من أجل الشهرة ، وتسويق البدع والانحرافات ، ومن أجل الاستيلاء على أموال الناس ، وأكثر من ادَّعى هذا النسب الشريف للنبي صلى الله وسلم هم الرافضة ، والمتصوفة ، وخاصة في المغرب الكبير حيث صدق من قال كاد المغرب ان يكون كله شريفا ومثال ذلك ادعاء احفاد عبد القوي التوجيني الامازيغي انهم من احفاد علي و فاطمة و هذا كذب و انتساب الى غير الاباء وقد استمر بعض احفاد عبد القوي في استعمال كذبة النسب العلوي ومنهم عائلة الامير عبد القادربن محي الدين الجزائري وفي الحقيقة هم لا علاقة لهم بالعلويين عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ :

مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلَّا كِتَابَ اللَّهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ قَالَ وَصَحِيفَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي قِرَابِ سَيْفِهِ فَقَدْ كَذَبَ......... إلى أن قال :"وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا" رواه مسلم

لعلمكم لا يوجد أي احفاد لادريس الاكبر في بلاد المغرب الكبير و كل من يزعم ذلك مثل عائلة الامير عبد القادر هم كاذبون عمدا او جهلا

اليوم سنقدم لكم الوثيقة و الشهادة التاريخية المخفية و المسكوت عنها عمدا من طرف " سارقي" النسب الادريسي و مدعي الشرف في هذه البلاد و الذين ظهروا في حقيقة الامر زمن الدولة العثمانية بسبب جهل الاتراك لاصولنا و انسابنا الحقيقة بحيث جلب هؤلاء " الادارسة المزعومين" بعض تجار الانساب العرب المجهولين على راسهم احمد العشماوي المكي في القرن 17م ( كلمة العشماوي تعني الجلاد الذي ينفذ حكم الاعدام) الذي جعل من ثلث قبائل الامازيغ عبارة على احفاد ادريس بن عبد الله و ذلك لمن يدفع المال بطبيعة الحال و كانت نتيجة ذلك اعفاء ضريبي لكل تلك القبائل التي انتحلت النسب الشريف من قبل الدولة العثمانية ( آل البيت لا يدفعون الضرائب في نظام الدولة الاسلامية) و بداية انتشار قوي في مجتمعنا لظاهرة " التصوف " و التعبد في الاضرحة ( شرك بالله عز و جل)

استمعوا جيدا و انقلوا هذه الحقيقة للناس :
في سنة 362 هجري اي 973م قام الملك الامازيغي بلكين بن زيري الملقب بابي الفتوح ( بولوغين بن زيري) بغزو المغرب الاقصى ابتداء من المغرب الاوسط ( الجزائر) و لما انصرف بلكين الى دار ملكه , اجاز الحكم المستنصر بالله امير بنو امية بالاندلس عسكره الى المغرب الاقصى بقيادة وزيره محمد بن قاسم بن طملس لمحاربة الادارسة على راسهم آخر ملوك الادارسة الحسن بن كنون الذي تبنى المذهب الشيعي و نقض المروانية ( اي حارب الدولة الاموية الثانية التي تاسست بالاندلس) , لكن الوزير محمد بن قاسم بن طملس انهزم و قتل مما دفع بالحاكم المستنصر لارسال قائده العسكري القوي " غالب " قائلا له جملة تاريخية " سر يا غالب سير من لا اذن له في الرجوع الا حيا منصورا او ميتا معذورا " و بالفعل انتصر غالب على ملك الادارسة الحسن بن كنون سنة 363 هجري و فتح فاس و قام بالقاء القبض على جميع الادارسة من احفاد ادريس بن عبد الله و هم عبارة على عائلة تكونة خلال قرنين فقط اي ليسوا حتى بقبيلة بل افراد معروفين يسهل جمعهم و بالفعل تم جمعهم و ارسالهم الى قرطبة بالاندلس و تم القضاء على الدعوة الشيعية في المغرب الاقصى و كل هذا سنة 364 هجري .

انظر كتاب العبر لابن خلدون الصفحة 451 من الجزء 06 باب دولة الادارسة:
و بعد هذا قرر الحكم المستنصر نفي كل احفاد ادريس بن عبد الله للمشرق فانزلهم بالقاهرة بمصر بجوار الخليفة الفاطمي العزيز بالله نزار بن معد بن إسماعيل آخذا منهم عهد بالا يعودوا لشمال افريقية سنة 365 هجري مما اغاض آخر ملوك الادارسة الحسن بن كنون الذي عزم على العودة بمفرده للمغرب عسى ان يمهد عودة الادارسة بالتنسيق مع الملك بلكين بن زيري لكن الحسن بن كنون تعرض للاغتيال على يد المنصور بن ابي عامر خليفة الامويين بالاندلس .

انظر كتاب ابن خلدون الجزء 06 الصفحة 454

اما من تبقى من الادارسة في المغرب هم رجلان فقط من ابناء حمود بن ميمون حفيد عمر بن ادريس و هما علي و القاسم اللذان جمعا الامازيغ من حولهما للانتقام من الامويين بالاندلس و بالفعل اجازوا للاندلس و قاموا بالقضاء على الامويين و هم من اسس دولة بنوا حمود بالاندلس التي اختفت في ما بعد و لا وجود لاي قبيلة في شمال افريقية او غيرها تنسب نفسها اليوم لحمود بن ميمون حفيد ادريس لانهم انقرضوا تماما ... هكذا كانت نهاية الادارسة عزيزي القارئ.



و اهم شيء, في زمن ابن خلدون العارف بانساب العرب و العجم اي القرن 14م اكد هذا العلامة ان الادارسة حين وصلوا الى القاهرة في القرن 10م ساحوا في قبائل العرب بالمشرق بل و انكروا النسب الادريسي عن انفسهم لحماية ابنائهم من التصفية و القتل اي في زمن ابن خلدون بعد مرور 4 قرون تقريبا من هذه الاحداث لم تكن هناك ولو فرقة واحدة على وجه الارض تعرف بهذا النسب الادريسي فكيف لنا ان نجدهم مباشرة بعد وفاة ابن خلدون و بداية العهد العثماني في شمال افريقية ينبتون كالفطر من المغرب الاقصى للمغرب الاوسط ؟ التاريخ واضح وضوح الشمس لا وجود للادارسة في شمال افريقية و انما هناك "امازيغ" انتحلوا هذا النسب زمن العثمانيين من اجل اهداف دنيوية محضة  وربما كانوا مضطرين لذلك للهروب من الضرائب والغرامات و 

إختفاء أسطورة النسب "الشريف" الزمني من بلاد الامازيغ, أعاده التاريخ بشكل كارثي بتحول  النسب من نسب الأسري الضيق الى النسب القبلي العام, فبإنتحال  عبد القوي بن توجين و رئيس (أمغار) القبيلة للنسب المزعزم يتمدد النسب الى كل العشائر المنضوية تحت قيادة الرئيس المتحول نسبيا و هوياتيا, 

كل قبيلة كانت تطمح الى السلطة السياسية والتوسع في المجال الجغرافي والتحكم في الاراضي الزراعية والموارد المائية, كان عليها الأخذ بالاعتقاد السائد, أن الانتماء الى النسب المزعوم, هو الملاذ القدسي, من سيجعل الآخرين يخضعون لإرادتهم وسلطتهم الرمزية و يحقق لهم الامتيازات الاقتصادية والاجتماعية والسلطة السياسية المجالية, وكان تبديل النسب والتحول الهوياتي يتم بسهولة و بدون مانع.
أشار ابن خلدون الى "الأشراف" المزعزمون الطامحون للرقي السياسي و الاجتماعي, أو التقرب من الله بإنتحال النسب "الشريف", بقوله (نفس المرجع):"من ذلك ادعاء بنى عبد القوي بن العباس بن توجين أنهم من ولد العباس بن عبد المطلب رغبة في هذا النسب الشريف وهو كلام ينسف اي ادعاء لعائلة الامير عبد القادر النسب الادريسي العلوي 
عم من سنة 974 م لغاية 1600م أي ستة قرون و نصف, التاريخ لم يذكر لنا ولو قبيلة او عشيرة واحدة فقط تنحدر من ادريس او اخوه سليمان في بلادنا ثم بسحر ساحر تظهر فجأة قبائل تنحدر من ادريس الأول خاصة و قلة من اخوه سليمان من شرق البلاد لغربها و من شمالها الى جنوبها قصتهم واحدة تقول دائما ان جدهم جاء من الساقية الحمراء او فاس ظهر في القرن 16م و تكاثر مثل البكتيريا في ارض لم يصلها أي " هوموسابيان homo sapiens " من قبله و كأن تاريخ البشرية في بلادنا ظهر في القرن 16م ؟ و هذا ما سكت عنه عمدا كل أصحاب الأقلام المأجورة ممن زوروا تاريخ امة بأكملها و اقتلعوها من جذورها إرضاء لأيديولوجيتهم العروبية المريضة , هل فهمتم ما سر تخلف هذا الشعب و قلة البركة في ماله و أبنائه ؟ 
مثال اخر يدل زيف انتساب بني عبد القوي الى الاشراف الهاشميين و الادارسة 
إبطال نسب القذاذفة  في ليبيا ابناء عمومة الامير عبد القادر الى اهل بيت الرسول عليه الصلاة و السلام

تنتسب قبيلة القذاذفة  التي بنتمي اليها معمر القذافي الى الاشراف الهشميين ونسبهم  المزعموم الى: 
عمرو الملقب قذاف الدم بن علي بن يحيي بن راشد بن فرقان بن حسين بن سليمان بن ابي بكر بن موسى بن عبد القوي بن عبد الرحمن بن ادريس بن موسى بن اسماعيل بن سليمان بن الامام موسى الكاظم (عليه السلام).
تحصل معمر القذافي وقبيلته على شهادات النسب الشريف من تجار الانساب او كما يعرفون بالرابطة العالمية للاشراف و التي اشتهرت ببيع شهادات الشرف و الانتساب لال البيت لكل من يعطي اموال و هدايا لهم وهاهي تقدم للقذافي شهادة مزورة و باطلة 

من خلال الاطلاع على سلسلة نسب القذاذفة في ليبيا هم ياكدون انهم ينحدرون من عبد القوي الجد المشترك مع عائلة الامير عبد القادر لكن نلاحظ ايضا في شجرتهم المكذوبة انهم يتناقضون مع عائلة الامير عبد القوي في نسبهم الى الاشراف فالقذاذفة يزعمون ان عبد القوي ينحدر من الامام موسى الكاظم 
القذاذفة ينسبون انفسهم عن طريق  سليمان بن موسى الكاظم 
فأما سليمان بن الامام موسى الكاظم (عليه السلام) فقد كانت ذريته من الاناث ولم يكن لديه أبن ذكر كما نص على ذلك النسابة أبن عنبة الحسني في كتابه
 (عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب). 
وقال الرازي في الشجرة المباركة ان سليمان بن الامام موسى الكاظم (عليه السلام) هو احد الذين اتفق النسابون على انهم غير معقبين. 




وايضاً نجد العبيدلي في تذكرته قد ذكر سليمان هذا في مشجرته دون ان يذكر له عقباً. وقد ايد النسابة جعفر الاعرجي في كتابيه 
 وكتاب (مناهل الضرب) انه ليس لسليمان المذكور عقب.
 وكذلك فإن ابن عميد الدين في كتابه (بحر الانساب) لم يذكر لسليمان المذكور عقب.


فيما يخص الادلة العلمية الجينية اليقينية حول الاصول الامازيغية للامير عبد القادر الجزائري وبني عبد القوي

 اغلب هذه القبائل والعائلات التي سنقدمها هم ابناء عم الامير عبد القادر بن محي الدين الجزائري الحفيد للجد الاعلى المسمى عبد القوي بن العباس و التي ذكر لنا ابن خلدون ان جدهم عبد القوي انتحل النسب الهاشمي او العباسي وحاليا يعتقد الناس ان احفاده هم من اصول عربية هاشمية اصيلة الا ان الادلة التاريخية الموثقة و التحاليل الجينية التي قام بها اصحبها في هيئات عالمية متخصصة اثبتت انهم من اصل امازيغي وهذا يدل على قيام البعض من النسابين والمؤرخين بالتزوير والتدليس في الانساب والحمد لله ان العلم الجينات اظهر الحقيقة وللافادة نقدم بعض الامثلة:

قبل أن نوافيكم بنتيجة التحليل الجيني الذي حدد الأصول الحقيقية لأحفاد عبد القوي بن يوسف يجب ان تتعرفوا اولا على أبنائه و أحفاده و على أصحاب العينات المفحوصة من ذريته و علاقتهم بباقي الفرق ، و لأن كل الفرق نسبها محفوض و صريح لغاية عبد القوي بن يوسف و لا وجود للدخيل فيهم و لا المطعون في نسبه بشهادة كل النسابة من داخل و خارج هذه العائلة فيكفي نتيجة الفحص الجيني لفرقة واحدة مشهورة و محفوظة النسب للوصول الى السلالة الجينية للجد الجامع لتلك الفرق أي عبد القوي بن يوسف و منه لجميع أحفاده لأن الكرموزوم الذكري الحامل للبصمة الوراثية المحددة للأصل الحقيقي لعبد القوي بن يوسف سينتقل منه الى جميع أحفاده اليوم و في المستقبل كما هو معروف.

أصحاب العينات المفحوصة هم فرقة أولاد سيدي غزالي المنحدرين من الأمير محمد بن أبي العطاء صاحب جبل عمور المنحدر من راشد صاحب جبل بني وليد المنحدر من منداس ابن عبد القوي بن يوسف أب محمد الذي نسل منه سيدي قادة الجد السادس للأمير عبد القادر بن محي الدين.

دون أن ننسى بأن راشد صاحب جبل بني وليد المنحدر من منداس ابن عبد القوي هو الجد الجامع كذلك لأولاد نهار بتلمسان و أولاد سيدي بوطيبة بمعسكر و منهم أولاد علي بن عومر،أولاد الأدغم،أولاد ابراهيم، أولاد العروسي و كذلك راشد هو جد الخطابيين بمستغانم.

أقدم لكم يا سادة يا محترمين مشجرتان متواترتان و متفق عليهما الأولى لأبناء عبد القوي بن يوسف و الثانية لأبناء راشد صاحب جبل بني وليد المنحدر من منداس ابن عبد القوي حسب القاضي ابن حشلاف و محمد العشماوي المكي و الشيخ عبد القادر "بنابش" و محمد الشارف عبد الله الخطابي .
ملاحظة : الأنساب و الأجداد لغاية عبد القوي بن يوسف معروفة لدى الشيخ محمد باشا ابن الأمير عبد القادر ( طالع كتاب تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر ص 38) أما ما فوقه لغاية عمران وصولا لإدريس فهذا من صنع تاجر الأنساب الشهير محمد العشماوي المكي كان حيا  (1729 م) الذي جاء من الحجاز لشمال أفريقية في القرن 18م و قام بربط أكبر العائلات و الكثير من القبائل بالنسب الإدريسي و كأنهم كانوا ينتظرونه لتحقيق أنسابهم ،ما يفسر ظهور أجداد من يدعي النسب لآل البيت في الحقبة العثمانية فقط أما من قبل فلا ابن خلدون و لا القلقشندي و لا البكري الأندلسي ذكروا ولو قبيلة أدريسية واحدة في بلادنا علما ان أدريس الأكبر بن عبد الله حفيد سيدنا علي ظهر في القرن 08 م أي 600 سنة قبل زمن ابن خلدون أو القلقشندي و 400 سنة قبل البكري الأندلسي و ابن الأثير و رغم ذلك هؤلاء لم يذكروا قط قبائل و فرق تنحدر من أدريس الأكبر بن عبد الله حفيد سيدنا علي في شمال أفريقية.

مثال 1:

قبيلة أولاد سيدي علي بن يحيى (الجزائر):

هذه القبيلة هم ( أحفاد عبد القوي بن يوسف الجد الثالث عشر للأمير عبد القادر) و فروعها بالجزائر ليبيا تونس المغرب و موريتانيا و لبنان بعد ظهور نتيجة أخرى للفحص الجيني لممثلها السيد عمر صاحب العينة رقم 196317 على FT.DNA ، بحيث ظهرت على السلالة الجينية E-L117 المتطابقة على السلالة
 E-M35 و المتفرعة من السلالة E1b1b الأمازيغية في شمال أفريقية .
و بما ان ممثل قبيلة أولاد سيدي غزالي حفيد علي بن يحيى صاحب العينة رقم M84022 ظهرت موجبة للتحورA5603 المتطابق على التحور A5604 و A5605 مما يؤكد الأنتماء للسلالة الأمازيغية التحتية E-M81 لصاحب هذه العينة و منه لكل العينات لأصحابها المنتمين لنفس العائلة و منهم لجدهم الأكبر عبد القوي بن يوسف و كامل أحفاده الصرحاء ومنهم عائلة الامير عبد القادر ,فهؤلاء كلهم أمازيغ أقحاح .

هذه القبيلة تنحدر من الرجل المصلح علي بن يحيى بن سيدي راشد صاحب جبل بني وليد بن أحمد لمرابط بن منداس بن عبد القوي الجد الثالث عشر للأمير عبد القادر   حسب مشجرة الشيخ محمد باشا ابن الأمير عبد القادر و العشماوي المكي و القاضي حشلاف و محمد بن علي السنوسي و بلهاشمي بن بكار و غيرهم من الذين صححوا و حققوا في هذه المشجرة، أما اباء و أجداد عبد القوي بن يوسف لغاية إدريس بن عبد الله هي من إبتكار أحمد العشماوي المكي الذي أخذ منه جميع المؤرخين و النسابة دون أي مصدر آخر موثوق و سابق للعشماوي ( هو تاجر أنساب زمن الدولة العثمانية في حقيقة الأمر).
علي بن يحيى (المكنى سيدي بالعسل) خلف كل من :
1) خليفة : له ذرية في ليبيا منهم سيدي عمر قداف الدم و هو عمر بن سعيد بن عمر بن خليفة بن موسى بن هلال بن محمد بن محمد بن خليفة (المسمى ولد الفاسية) بن علي بن يحيي ، و عمر قداف الدم هذا هو جد قبيلة لقذاذفة و منهم زعيم ليبيا السابق معمر القذافي .هؤلاء الذين خرجت نحاليل جيناتهم على السلالة الامازيغية
و منهم أيضا سيدي أبي عبد الله عبيد (الملقب بالشارف وخفير الجبلين) بن سيدي محمد بن أحمد بن هلال بن محمد بن محمد بن خليفة (المسمى ولد الفاسية) بن علي بن يحيي ، و أبي عبد الله عبيد هذا هو جد قبيلة أشراف الكميشات .
و منهم محمد بن هلال بن محمد بن محمد بن خليفة (المسمى بولد الفاسية) ، و محمد بن هلال هذا هو جد قبيلة أولاد سيدي محمد بن هلال وهم بمدينة مساكن بإزاء القيروان بالجمهورية التونسية .
2) عمر : نسل منه أولاد مولاي عمر بنواقشوط و وادان بموريطانيا.
3) الأزرق :واسمه الحقيقي الأخضر ولكن أباه كان يناديه الأزرق نظرا لعينيه الزرقوين، جد قبيلة أولاد سيدي لزرق غرب غيليزان ( بلدية سيدي لزرق)
4) يعقوب : جد أولاد مولاي يعقوب شمال فاس بالمغرب
5) خطاب : خلف عبد الله بن خطاب جد الخطابيين بمستغانم
و منه الشيخ محمد على بن السنوسي بن العربي بن محمد بن عبد القادر بن شهيدة بن هاشم بن يوسف ابن عبدالله بن خطاب بن على بن يحى ، و الشيخ محمد على بن السنوسي هذا هو جد الملك محمد إدريس الأول (12 مارس 1890 م ء 25 مايو 1983 م) أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا
6) عبد العزيز : و هو جد اولاد سيدي أمحمد بن يحي بن عبد العزيز أو أولاد سيدي امحمد بن عودة (بلدية) ولاية غليزان.
7) محمد : هو الأمير محمد بن ابي العطاء صاحب جبل عمور و الجد الجامع لأولاد نهار بتلمسان، أولاد سيدي غزالي ( لبنان، بئر بن عابد، لمعاضيد،بوسعادة، أمجدل) ، أولاد بوطيبة بغريس معسكر .
8) أحمد : هو جد أولاد سيدي مبـارك بن عمران ابن عبد الواحـد بن أحـمـد بن علـي بن يحـيى ، ذريته بليبيا و المغرب .
9) ابو القاسم : وترك ثلاثة أولاد سيدي محمد و سيدي أحمد العربي و سيدي بخدة.
10) سيدي عبد الرحمن بن علي بن يحيى : ترك إبنين سيدي أمحمد و سيدي الأخضر
111) راشد : ترك ثلاثة أولاد: سيدي أمحمد بن خدة المدفون بضريحه بدوار العمامرة بلدية زمورة و سيدي محمد و سيدي فغول..
12) يحيى : كان كثير الذرية
و في مصادر أخرى له 16 ولد
أما من الناحية التاريخية و حسب نتائج التحاليل الجينية و المعطيات التاريخية الموثقة قبل مجيئ تاجر الأنساب و محرف الألقاب أحمد العشماوي المكي هؤلاء هم بنو راشد أبناء عم بنوتوجين الزناتيين الأمازيغ الأقحاح ،خرجوا من جبل راشد ( جبل عمور حاليا) لينتشروا في معسكر و غليزان و مستغانم ثم لبقية أنحاء الوطن و حتى خارج الوطن كونهم أهل علم و فقه و أصحاب عدة زوايا و هم يمثلون منذ قرون أقوى عصبة ذات سلطة دينية و سياسية و حتى إجتماعية في شمال أفريقية خاصة في الجزائر لغاية يومنا هذا .
هذه النتائج تجدونها في المشروع الجيني الخاص بالسلالة E-M811 في هذا الرابط:

https://www.familytreedna.com/public/E-M81?iframe=ysnp


مثال 2:


قبيلة سيدي غزالي:

موجودة بلبنان و الجزائر و أخوانهم أولاد نهار و أولاد سيدي بوطيبة و أبناء عمومتهم أولاد سيدي قادة و أحفاد الأمير عبد القادر بالشام و الجزائر و إخوانهم الخطابيين بمستغانم ( ربع حلف مجاهر) ظهر نتيجة الفحص الجيني لثلاثة ممثليهم من أولاد عيسى بن غزالي وهم أصحاب صاحب العينات التالية على FT.DNA :
العينة رقم : M9905
العينة رقم : M9900
العينة رقم : M8402
بحيث ظهرت عينتان على السلالة الجينية E-L117 المتطابقة على السلالة E-M35 و المتفرعة من السلالة الأمازيغية E1b1b1 في شمال أفريقية.
و عينة ظهرت موجبة للتحور A5603 المتطابق على التحور A56044 و A5605 مما يؤكد الأنتماء للسلالة الأمازيغية التحتية E-M81 لصاحب هذه العينة و منه للعينتين السابقتين لأصحابهما المنتمين لنفس العائلة و منهم لجدهم الأكبر عبد القوي بن يوسف و كامل أحفاده الصرحاء.
مرة ثانية ألف مبروك لهذه العائلة الضخمة و جميع فروعها داخل و خارج الوطن و أخص بالذكر أحفاد الأمير عبد القادر.
دون أن ننسى الفرق التالية :
11) أولاد طاعن من ذرية سيدي غزالي ببير بن عابد ولاية المدية
22) أولاد فرج من ذرية سيدي غزالي المعاضيد و بوسعادة ولاية المسيلة و بأمجدل ولاية الجلفة
3) أولاد عبد الله بن خطاب بمستغانم
4) أولاد موسى من ذرية سيدي غزالي بواد تاغية بمعسكر
55) أولاد علي بن عومر و إخوانهم أولاد الأدغم و أولاد براهيم و أولاد لعروسي بمعسكر
أما من الناحية التاريخية الصحيحة فبنو راشد الذين عمروا جبل لعمور ( جبل راشد سابقا) ثم خرجوا منه للشمال ذكرهم ابن خلدون ( قبل مجيئ تاجر الأنساب العشماوي المكي) انهم أمازيغ من بنو واسين أحد شعوب زناتة و أبناء عمومتهم هم بنوتوجين و فيهم رجل مشهور اسمه محمد بن عبد القوي أما الحشم المتمركزين بمعسكر ذكرهم ابن خلدون ( الجزئ 07) على أنهم من بنوتوجين و لهذا يجب تصحيح تاريخ كل هذه القبائل التي ظهرت من أصول أمازيغية في نهاية المطاف.

هذه النتائج تجدونها في المشروع الجيني الخاص بالسلالة E-M811 في هذا الرابط:

https://www.familytreedna.com/public/E-M81/default.aspx?section=ysnp


فيزينوميا الامير عبد القادر ليست عربية
الجميع يعلم ان القومجي العروبي في الجزائر كثير ما يصف ابناء منطقة القبايل او حتى ابناء منطقة الشاوية الذي لهم عيون زرقاء او شعر اصفر انهم ابناء الرومان او ابناء الوندال وغير ذلك من الحماقات التي نسمعها على مواقع التواصل الاجتماعي
قلما لا نجدهم يصفون الامير عبد القادر بمثل ما يصفون به الامازيغ القبايل و الشاوية اصحاب الاعين الزرقاء و البشرة الناصعة البياض

لعلمكم قبل ظهور علم الجينات الذي لا يضاهيه علم آخر في تحديد أصول البشر لدقته ، كان هناك علم آخر قديم جدا يعرف بعلم الفراسة physionomie الذي يعتمد على المظهر الخارجي للإنسان خاصة وجهه و لون أعينه و شعره و لكنته و الطاقة السالبة أو الموجبة المنبعثة منه...، و لايفقه فن الفراسة إلا القليل من الناس من ذوي الخبرة التي إكتسبوها عبر مخالطتهم للناس و قوة الملاحظة عند هؤلاء.

 هناك وصف  لمظهر الأمير عبد القادر حسب المستشرق الألماني موريس فاغنر Maurice wagner   التقى بالامير عبد القادر لما كان في الجزائر قبل استسلامه وهجرته الى المشرق و هذا في  كتابه ''رحلات في ولاية الجزائر سنوات 1836و1837و،1838 " أين يعطي  الوصف الجسماني للامير عبد القادر و يقول عنه شديد البياض و اعينه زرقاء 

(Reisen in der Regentschaft Algier in den jahren 1836, 1837 , 1838 )

سنأخذ مثال  اخر عن وصف مظهر الأمير عبد القادر حسب رسالة أحد القادة العسكريين الشباب و إسمه ليون روش Léon Roches التي وجهها سنة 1837 للسلطات الفرنسية بعد مخالطته لعبد القادر مدة شهر كاملا،و نقل هذه الرسالة أحد الآباء البيض و إسمه هنري إيدفيل Henry d'ideville في كتابه " الماريشال بيجو"

" le maréchal bugeaud" ص83 الى 85 ، بحيث ذكر أن "ليون روش" تفاجأ و أنبهر بالمظهر الحقيقي للأمير عبد القادر بعدما كانت في مخيلته صورة ذلك المقاتل شديد السمرة mulâtre قبيح الوجه ذو النظرة الرهيبة الدموية و المدجج بالأسلحة..... و ملخص هذا الوصف هو :

الأمير عبد القادر أبيض اللون ذو جبهة عريضة كبيرة و عالية، ذو حاجبين سوداويتين رقيقة و مقوصة تعتليان عيون زرقاء و رموش سوداء رقيقتين و نظرة عيون حنينة و رقيقة ، ذو أَنْفٌ مَعْقُوفٌ (مُعْوَجٌّ مِنْ أَرْنَبَتِهِ) ، ذو شفاه رقيقة غير مكمشة ، ذو لحية سوداء خفيفة قصيرة تنتهي بزاوية حادة ، ذو وجه بيضوي الشكل ، له وشم خفيف بين الحاجبين على جبين صافي ، يداه رقيقتين شديدتي البياض ، رجله بيضاء، قامته لا تتعدى خمس أقدام و بضع قدم ( أي واحد متر و 60 سنتيمتر تقريبا مثل نابليون بونابارت ) ، ذو بنية مكتملة .

Henry d'ideville Le maréchal Bugeaud




و في النهاية يقول ليون روش على فرنسا ان تستخلص دروس الماضي فهؤلاء "العرب" هم النوميديون الذين قاوموا روما منذ 2000 سنة و على فرنسا اتباع نفس سياسة روما مع هؤلاء البرابرة و أن تحذر من مظهرهم المخادع.... نعم الفرنسيين كانوا يعتبرون الأمازيغ او النوميديين عرب في بداية الإحتلال لجهلهم التام بحقيقة تاريخ و أصول الأمازيغ .
من هذا الوصف الدقيق نستنتج أن ملامح الأمير عبد القادر الأبيض البشرة صاحب العيون الزرقاء القصير القامة رقيق تقاسيم الوجه و الجسم يشبه تماما ملامح الأمازيغ الأقحاح الساكنين في الجبال الشاهقة .






هناك تعليق واحد:

  1. #بطلان_نسب_ملك_المغرب

    بطلان نسب ملك المغرب

    نسب ملك المغرب : محمد السادس بن الحسن الثاني بن محمد الخامس بن يوسف بن الحسن الأول بن محمد الرابع بن عبدالرحمن بن هشام بن محمد الثالث بن عبدالله الخطيب بن إسماعيل بن الشريف(مؤسس الدولة) بن علي بن محمد بن علي بن يوسف بن علي السجلماسي بن الحسن بن محمد بن الحسن الداخل بن القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد النفس الزكية بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب

    *سبب بطلان النسب : لا وجود للقاسم بن محمد النفس الزكية بكتب الأنساب،، ولم يذكر أحد النسابين أن محمد النفس الزكية أعقب القاسم ،،،، والنسابين مثل ابن عنبة وابن فندق البيهقي وفخر الدين الرازي وأبو الحسن العمري وابن طباطبا وابن حزم الأندلسي ومصعب الزبيري وأبوطالب إسماعيل الأزورقاني وأبونصر البخاري.

    *اختلاف النسابين بعقب محمد النفس الزكية (صحيح أنهم اختلفوا بعقب النفس الزكية ولكن لم يذكر أحد منهم القاسم):

    * فمنهم من عدهم أربعة كفخر الدين الرازي في كتابه الشجرة المباركة،، وكذلك أبو نصر البخاري في كتابه سر السلسلة العلوية في أنساب السادة العلوية، وهم (عبد الله الأشتر، علي، الطاهر، الحسن).

    * ومنهم من عدهم خمسة كمصعب الزبيري في كتابه نسب قريش, وهم (عبد الله الأشتر، علي، الطاهر، الحسين وقال بعض النسابين الحسن، إبراهيم).

    * ومنهم من عدهم ستة كأبو الحسن علي بن محمد العمري في كتابه المجدي في أنساب الطالبيين، وهم (عبد الله الأشتر، علي، الطاهر، الحسن، إبراهيم، يحيى).

    * وكذلك عدهم ستة ابن حزم الأندلسي في كتابه جمهرة أنساب العرب وهم (عبد الله الأشتر، علي، الطاهر، الحسن، إبراهيم، أحمد).

    * أما ابن عنبة وأبوطالب إسماعيل الأزورقاني فذكروا بأن ذرية محمد النفس الزكية من عبدالله الأشتر وحده

    * النسابون اتفقوا على أن ذرية محمد النفس الزكية قد انحصرت عند عبدالله الأشتر بن محمد النفس الزكية

    https://youtu.be/ENhrHeOEljY

    ردحذف