الاثنين، 21 فبراير 2022

انقراض اعراب بني هلال في قسنطينة زمن ابن خلدون


انقراض  اعراب بني هلال في قسنطينة زمن ابن خلدون

جملة غريبة موجودة في كتاب العبر لابن خلدون و التي يستغلها القومجيين المستعربين في الجزائر لتزوير اصول اهل مدينة قسنطينة و حتى بجاية الامازيغيتان من قبل التاريخ الى يومنا هذا حيث زعم القومجيين العروبيين ا ن اهلها حاليا اصلهم عرب من بني هلال كتاب العبر لبن خلدون باب مواطن البربر ,( وثيقة 01) نقرا هذه الجملة الغريبة التي تقول " و اما بلاد بجاية و قسنطينة فهي دار زواوة وكتامة و عجيسة و هوارة , و هي اليوم ديار للعرب
عزيزي القارىء هذا الموضوع هدية متواضعة لاهلنا و بنو جلدتنا في مدينة قسنطينة و بجاية الامازيغ  فلتحترق اكباد اعداء الجزائر



في الجزئ 06 من كتاب العبر لبن خلدون باب مواطن البربر ,( وثيقة 01) نقرا هذه الجملة الغريبة التي تقول " و اما بلاد بجاية و قسنطينة فهي دار زواوة وكتامة و عجيسة و هوارة , و هي اليوم ديار للعرب الا ممتنع الجبال و فيها بقاياهم " ؟؟ كلام غريب اليس كذلك .اذن هذه هي الجملة التي يستعملها القومجيين المستعربين في الجزائر للزعم ان قسنطينة سكانها من عرب بني هلال


اليوم سنعطيكم احدى الحقائق المخفية و المسكوت عنها عمدا من طرف صانعي خرافة و كذبة بنوهلال الذين يشبهون من يقرا آية " ويل للمصلين" و يلتزم الصمت فهؤلاء يقرؤون للناس نصف التاريخ و يسكتون عن النصف الاخر الذي يفضحهم و هذه الحقيقة هي بداية استاصال و ابادة القبائل الاعرابية الهلالية و تشريدها و استعبادها في شمال افريقية من طرف اسيادهم الامازيغ

لعلمكم قبل و حتى بعد غزوات بني هلال لتونس و بعض مناطق شرق الجزائر هؤلاء الهلاليين لم تكن اعدادهم بعشرات الالاف بل كان عددهم في الغزوة الاولى لا يتعدى 3الاف فرد و هذا موثق في كتاب  ابن خلدون و 7الاف فرد  فقط في كتاب ابن الاثير بعد عدة شهور من هجرتهم  لهذا فاعداد بني هلال الذين رحلوا الى شمال افريقيا هم اصلا عبارة اقلية مجهرية مقارنة باعداد الامازيغ التي تصل الى الملايين في القرن 11 ميلادي بالله هليكم منطقيا كيف تصبح الان في القرن العشرين بلاد الامازيغ ارض اعراب بني هلال تلك الاقلية المجهرية هل هذا منطق صحيح طبعا لا و اليكم الحقيقة فيما يلي المسكوت عنها عمدا او جهلا





في كتاب المسالك والممالك  للمؤرخ ابي القاسم ابن المحوقل  من القرن 10 مسلادي يقول في الصفحة 97 ان احد بطون  صنهاجة لوحدها بالمغرب  ( بطن نوالة ) تملك من البيوت 300 الف وان عداد الامازيغ لا تحصى
300 الف بيت تساوي حوالي 1.5 مليون نسمة مما يعني ان 7 الاف فرد من قبيلة اعراب بني هلال تعتبر قطرة في بحر من الامازيغ 
انظركتاب صورة الارض :

و قد اكد لنا الرحالة البكري الاندلسي في كتابه نزهة المشتاق المؤلف في القرن 12 م أي بعد غزوات بني هلال بحوالي 100 سنة قال ان كل مدن المغرب الكبير منها قسنطينة و عنابة و بجاية و الجزائر و غيرهم سكانها من البربر (الامازيغ) وهذا الكلام يدل على ان الهجرة الهلالية لم تاثر على التركيبة العرقية لسكان ومدن المغرب الامازيغي الكبير مما يجعلنا نستنتج ان كل السكان الحاليين في الجزائر اغلبهم امازيغ ناطقين بالامازيغية و الاخرون امازيغ ناطقين بالعامية الجزائرية التي تميل الى اللغة العربية (مستعربين)


و الان لنعد الى زمن ابن خلدون في القرن 14 ميلادي و تلك الجملة التي قالها

" و اما بلاد بجاية و قسنطينة فهي دار زواوة وكتامة و عجيسة و هوارة , و هي اليوم ديار للعرب الا ممتنع الجبال و فيها بقاياهم " ؟؟


اولا الشطر الاول من تلك الجملة التي ذكرها ابن خلدون حيث يقول ان بلاد بجاية و قسنطينة " فهي" دار زواوة و كتامة و عجيسة و هوارة , و هنا الضمير المفرد المؤنث المتصل " فهي" تعني ان الكاتب يتكلم بصيغة الحاضر و ليس الماضي فلو اراد الكاتب ان يتكلم بصيغة الماضي لقال " كانت دار" ,

ثانيا و هنا محل الغرابة , الكاتب يقول " و هي اليوم ديار للعرب الا ممتنع الجبال و فيها بقاياهم" , اي يتكلم للمرة الثانية بصيغة الحاضر في نفس الجملة ؟؟ و يقول عن بجاية و قسنطينة جملتا انهما ديار للعرب ؟ ثم يضيف عبارة " الا ممتنع الجبال " ثم عبارة " و فيها بقاياهم " اي في تلك الجبال المحيطة بقسنطينة و بجاية " بقاياهم" , و هنا نطرح السؤال من الذي امتنع بالجبال ؟ هل هم قبيلة توبة الهلالية التي تعرضت للاضطهاد من طرف بنومرين سنة 758 هجري و التي سكنت تلة بن حلوف قرب شمال قسنطينة, و طردوا منها او الامازيغ المذكورين في بداية الجملة ؟ ثم من هم هؤلاء العرب الذين سكنوا جبال بجاية ؟ و الذين لا اثر لهم في عصرنا الحالي باعتبار ان كل المنطقة ناطقة بالامازيغية

و هل يقصد بعبارة " و فيها بقاياهم" اي في تلك الجبال بقايا العرب من توبة و رياح التي تعرضت هي الاخرى للاضطهاد من قبل المرينيين او بقايا القبائل الامازيغية المذكورة في بداية الجملة ؟

اذا كان ابن خلدون هو كاتب هذه الجملة الغريبة فعلا ,فاعلم عزيزي القارء انه يتكلم عن اهل بجاية و قسنطينة في منتصف القرن الثامن للهجرة (القرن 14 ميلادي) اي زمن حياته و خاصة الزمن الذي سبق بقليل كتابة مجلده " العبر" في منطقة فرندة بين سنة 776 و 780 هجري أي سنة 1374ميلادي الى 1378 م ومن ذلك يتبين لنا ان ابن خلدون يتكلم على وقائع قريبة او قبل سنة 1374 ميلادي بقليل لاستعماله صيغة الحاضر للمخاطبة

وحاليا نحن نعلم انه لا يوجد أي قبيلة اصلها من بني هلال تستوطن قسنطينة او بجاية اذا ما ذا وقع و ما هي الاحداث التي سببت انقراض اعراب بني هلال من قسنطينة و بجاية هته الاخيرة التي يتكلم كل سكانها الامازيغية

اذا الوحيد الذي بإمكانه تصحيح تلك الجملة الغريبة التي ذكرها ابن خلدون عن استيطان اعراب بني هلال قسنطينة و بجاية هو ابن القنفذ القسنطيني ابن قسنطينة و المعاصر لابن خلدون و شاهد عيان على الاحداث من الميدان اي قسنطينة و بجاية في القرن 14 م و الذي وثق لنا انقراض اعراب بني هلال في هذه المنطقة.

اولا يجب ان تعلم عزيزي القارئ ان اهل قسنطينة القدامى هم من قبيلة كتامة بشهادة ابن حوقل في القرن 10م يعني قبل دخول بني هلال في سنة 1150 م الى شرق تونس اما سكان بجاية هم أساسا قبيلة بجاية الصنهاجية و بنو حماد الصنهاجيين الذي اختطوها و اطلقوا عليها اسم الناصرية نسبتا للأمير الناصر بن علناس بن حماد الصنهاجي الذي امر بفتح جبل بجاية و تأسيس المدينة

وثيقة 02)


لكن هناك احداث جلبت سكان جدد لقسنطينة و بجاية ايضا ستكتشفونها اليوم و ستعرفون لمن كانت قسنطينة و بجاية كديار في عهد ابن خلدون من اوله لآخره.

يؤكد لنا ابن القنفذ القسنطيني في خضم الصراع المريني الحفصي
( وثيقة 03)

ان مدينة قسنطينة قبل سنة 748 هجري كانت ديار لامازيغ بنومرين الذين اجتاحوها بل و هم من سكن قصبة قسنطينة اي قلب مدينة قسنطينة و ذلك بعد تملك السلطان ابو الحسن المريني كامل البلاد من افريقية ( اي تونس حاليا) الى المغرب الاقصى,

و نقصد باجتياح المرينيين لقسنطينة زمن ابن خلدون   حركة السلطان أبو عنان المريني على الشرق الجزائري المعروفة باسم
 " الحركة السعيدة الى القسنطية و الزاب" سنة 758 هجري أي سنة 1357م ( وثيقة 03) و هي الوقائع المسكوت عنها عمدا لدى اغلب المؤرخين القوميين العرب في الجزائر الذين تآمروا ضد تاريخ شعبهم و بلدهم وطمسوه ,حتى يروجوا لخرافة عروبة قسنطينة و الشرق الحزائري  بل ان تفاصيل هذه العملية العسكرية غير مذكورة بتاتا في كتاب العبر لبن خلدون .

جاءت هذه القوة العسكرية لامازيغ بنو مرين للشرق الجزائري خصيصا للقضاء على المجموعات الإرهابية من اعراب بنوهلال التي استولت على بعض النقاط فقط في شرق الجزائر و لم تستولي على المدن لان اعدادهم لا تسمح باحتلال مدن كامملة و ليس بالصورة التي صورها ابن خلدون ,

لهذا استطاع امازيغ بنوا مرين هدم حصون اعراب بني هلال و قطع معايشهم و ارزاقهم التي سلبوها لبعض الرعايا من الفلاحين و التجار الامازيغ العزل بالسطو و السرقة و قطع الطريق و اباحتهم للمحارم و جهرهم بالكفر و المعصية و أيضا كان هدف جيش بنو مرين ابادة لصوص بني هلال او على الاقل طردهم من حصونهم في التل الى الصحراء المقفرة حيث فعلا هزم امازيغ بنو مرين اعراب بني هلال وتمكنوا من اخذ الرهائن من أبنائهم و الاثخان فيهم و اذلالهم و قطع دابرهم و تملكوهم تملك السيد للعبد و تأديب من حذا حذوهم و فعل أفاعلهم من بعض الامازيغ مثل أولاد سواق السدويكشيين الكتاميين في ارض قسنطينة و سطيف و جنوب بجاية ( ارض سدويكش) و غيرها , و اخبار هذه العملية العسكرية الضخمة دونها ابن الحاج النميري احد ابرز كتاب السلطان أبو عنان و الذي كان شاهد عيان على كل تلك الاحداث بالتفصيل عكس ابن خلدون الذي دون اغلب اخباره نقلا او سمعا او مما حفضه في ذاكرته ,و ننصح الجميع بقراءة هذا الكتاب لبن الحاج النميري المسمى بفيض العباب لمعرفة حقيقة ما جرى من الاحداث في منتصف القرن الثامن للهجرة أي نفس الفترة التي عاش فيها ابن خلدون و ستكتشفون الكثير من الاغاليط الموجودة في كتاب العبر وانه لم يكن أي استيطان او تملك لبقايا اعراب بني هلال لمنطقة قسنطينة.

علما ان قبيلة رياح و اتباعهم في الشرق الجزائري كانوا يمثلون السواد الأعظم من بقايا الهلاليين لغاية منتصف القرن الثامن للهجرة , و لنبدأ بما جرى في بلاد سدويكش الممتدة تاريخيا من ارض قسنطينة مرورا بارض ميلة و ارض سطيف و جنوب ارض بجاية .
يقول ابن الحاج النميري ( في الوثيقة 04 و 05 و 06 و 07) ان كبير صعاليك بقايا بنوهلال و اسمه يعقوب بن علي الرياحي جمع كل ما تبقى من قبيلة رياح في شمال افريقية و هم بطن السعيد و مسلم و الأخضر مع رؤسائهم الذواودة و حلفائهم من بقايا الاثبج مثل قرفة او كرفة ( كتبت خطا "قربة) و توبة و غيرهم من الاثبج بل و استنجد بأعراب تونس ( افريقية) من بنو سليم مثل الكعوب و رؤسائهم أولاد مهلهل ( اقوى قبيلة في بنوسليم و اكثرهم جمعا) و كان هذا الحلف هو اقوى حلف من الاعراب في شمال افريقية لأول مرة و لآخرها و سبب هذا التحالف هو الرعب و الخوف الذي سكن قلوب هؤلاء الاعراب الهلاليين في ارض الجزائر و من بنو سليم في تونس بسبب حركة السلطان الامازيغي ابوعنان المريني و توجهه لمعاقلهم ودكها دكا و كاد يفنيهم عن اخرهم لو لا هروب من نجى منهم الى اقصى الصحراء جنوب شرق الجزائر تاركين نسائهم و اطفالهم غنيمة لامازيغ بنوا مرين

صور




ثم يضيف لنا ابن القنفذ القسنطيني في كتابه الفارسية في مبادي الدولة الحفصية وهو مؤرخ معاصر لابن خلدون ان امازيغ بنوحفص بقيادة الامير الفضل اخرجوا بنو مرين من قصبة قسنطينة و حاولوا اخراج بنومرين ايضا من بجاية بمساعدة اهلها ( قبيلة بجاوة او بجاية والامازيغ الحماديين الصنهاجيين) , لكن تلك المحاولات كانت فاشلة لان ابن القنفذ اخبرنا بان الامير ابو اسحاق الحفصي ( نسبه الصحيح في قبيلة مصمودة الامازيغية) حاول مرة ثانية سنة 760 هجري السيطرة على مدينة قسنطينة التي كان فيها بنو مرين ايضا و دامت هذه المحاولة زمنا طويلا و دائما فيها بنومرين ( بسبب اعادة غزوها من طرف السلطان ابو عنان المريني) , ثم يقول لنا ابن القنفذ ( وثيقة 08) ان نفس الامير الحفصي رحل الى مدينة بجاية لمحاربة من فيها من بنومرين أيضا اين حاصرهم لمدة خمسة سنوات كان خلالها حاجب الخلافة الحفصية ابن تافراجين يمده بالمدد من تونس حتى فتح بجاية اي سنة 765 او 766 هجري و بعدها مباشرة رحل الاميرالامازيغي ابو اسحاق الحفصي اخ الأمير الفضل الى قسنطينة التي رجعت لحكم امازيغ بنو حفص بحيث كان اميرها ابي العباس الحفصي ابن اخ الامير ابو اسحاق الحفصي الذي دام حكمه لغاية سنة 770 هجري حين وافته المنية لكن سنة من قبل هذا اي سنة 769 هجري


 حاول امازيغ بنو زيان من بنوعبد الواد الزناتيين اجتياح بجاية بقيادة صاحب تلمسان ابوحمو موسى ( وثيقة 09) لكنه فشل للاستعمال بنوحفص ابن عم ابو حمو اي ابوزيان محمد عدوه اللدود الذي كان دوما يهزم ابن عمه في المعارك , و بعد هذه الهزيمة بقت قسنطينة و بجاية في يد الامازيغ الحفصيين كدار لهم و لسلطانهم.
لكن عادت قسنطينة و بجاية لحكم بنو مرين في عهد الخليفة أبو العباس احمد المريني و كان امير قسنطينة تلك الحقبة هو الأمير أبو إسحاق إبراهيم ( توفي بعد مرض عضال سنة 793 هجري) ابن الأمير ابي سالم المريني اب الخليفة أبو العباس احمد

للتنبيه :

(في هذه الحقبة بالذات كان ابن خلدون عاكف على كتابة العبر)

و يقول لنا ابن القنفذ القسنطيني ( وثيقة 10) ان الأمير الامازيغي أبو إسحاق والي قسنطينة اجتهد في حرب العصابات الإرهابية من بقايا اعراب رياح و صدهم عن ارض ولايته أي ارض قسنطينة سنة 792 هجري

و نختم لكم بما قاله ابن القنفذ ( وثيقة 10) ان بلد قسنطينة بلد سلطنة و ليس بلد مشيخة أي يؤكد عدم تواجد أي قبيلة امازيغية بمفردها او عربية او اعرابية تسيطر على المدينة فلو كان ذلك لأصبحت لقسنطينة مشيخة لكن قسنطينة هي دار للملوك الامازيغ و اقوامهم و ليس للأعراب ملك او سلطان في بلادنا منذ قدومهم بل هم مجرد اعراب بدو صعاليك يمارسون البلطجة و الحرابة على المسافرين أي انهم قطاع طرق

بعد ان تاكدتم ان البقايا المجهرية لاعراب بني هلال لم تسكن منطقة قسنطينة ابدا هنا نتوقف لأننا قمنا بمسح كل الفترة الزمنية ( من سنة 748 الى 792 هجري) التي سبقت كتابة مجلد العبر لبن خلدون ببعض السنوات و الفترة التي جاءت بعد إتمام ابن خلدون من كتابة مجلد العبر ( بين سنة 776 و 780 هجري ) بعدة سنوات بغض النظر على بعض الاضافات التي اضافها في طريقه الى مصر و المشرق بعد سنة 780هجري اين اتم كل الكتاب سنة 784 هجري كما دونه بنفسه في باب ولاية القضاء بمصر و هو آخر باب في كتابه ( الجزء07) حيث توفي ابن خلدون في مصر و نقلت اخر مخطوطة معدلة و مصححة له الى تركيا وما تزال موجودة الى يومنا هذا في مكتبة المخطوطات يوسف افندي

و نحن اعطيناكم الاخبارعن سكان قسنطينة و بجاية و حكامهم الامازيغ بدقة لغاية سنة 792 هجري , و كما تلاحظون كل الكلام في قسنطينة و بجاية على امازيغ بنومرين و بنو زيان من شعوب زناتة او على بنوحفص من مصمودة و قبل كل هؤلاء على كتامة و صنهاجة فبربكم اين هؤلاء العرب الذين اجتاحوا مدينة قسنطينة و بجاية و اصبحت دار لهم كما يزعم الكاذبون؟؟؟

و في النهاية التاريخ المفصل لقسنطينة و بجاية نجده في كتاب الفارسية لمبادئ الدولة الحفصية لصاحبه ابن القنفذ القسنطيني ابن قسنطينة هو المصدر الموثوق و الوحيد لانه شاهد عيان خلافا لابن خلدون حين نريد معرفة الهوية الحقيقية لسكان قسنطينة و بجاية زمن ابن خلدون أي منتصف القرن الثامن هجري 14 ميلادي و الحقيقة واضحة وضوح الشمس , تلك الجملة التي جاءت في كتاب العبر لبن خلدون و التي قال فيها ان قسنطينة و بجاية هي ديار للعرب لا أساس لها من الصحة لا في شكلها و لا في مضمونها لان مدينة قسنطينة و بجاية لم تكن في يوم من الأيام ديار للعرب اما الاعراب الذين كانوا يحومون حول هذه المدن تمت ابادتهم و طردهم للقفر و الصحراء من طرف ابوعنان المريني في ما يسمى بالحركة السعيدة لقسنطينة و الزاب سنة 758 هجري و يبيين لنا ان ابن خلدون كان بعيدا جغرافيا و جاهلا لتلك الاحداث في الشرق الجزائري و التي وثقها ابن الحاج النميري في كتابه فيض العباب .

اما من لا يزال متمسك بخرافة كون العرب الهلاليين سكنوا مدينة قسنطينة فليقل لنا من هم هؤلاء العرب و متى و كيف سكنوها و ما اسم سلطانهم الذي اجتاح مدينة قسنطينة و بجاية ؟؟
اعراب بني هلال كانت منذ دخولهم الى شمال افريقيا عبارة عن بدو رحل يحملون السلاح و يعرضون خدماتهم على الدولة الامازيغية التي استغلتهم كمرتزقة لجمع الضرائب من السكان المستقرين في القرى و المدن الامازيغية و كانت هذه الدول الامازيغية تعطي لهؤلاء الاعراب مناطق ومجالات معينة جغرافيا لا يجب تجاوزها عند جمع الضرائب  لهذا لا يجب ان يفهم من كلام ابن خلدون  الذي يقول ان مناطق قسنطينة او عنابة كانت مجالات للاعراب الهلاليين هذا لا يعني انهم سكنوها 
و للتذكير  في عهد الحكام العثمانيين هؤلاء المرتزقة الاعراب اذا اكثر عليهم الباي التركي الضغط و الاستبداد كانوا يجمعون انفسهم ويهربوا الى اقاصي الصحراء و احيانا يهربوا الى جنوب تونس و لا يبقى منهم الي اعرابي هذه الوقائع ذكرها لنا القنصل الامريكي وليام شارل في مذكراته التي ترجع الى سنة 1824 ميلادي 



المراجع"
تحميل كتاب فيض العباب و افاضة قداح الاداب لابن الحاج النميري 


كتاب الفارسية لمبادئ الدولة الحفصية لصاحبه ابن القنفذ القسنطيني ابن قسنطينة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق