الاثنين، 8 أبريل 2024

اصل سكان وسط سهل المتيجة ( البليدة بنو خليل و بني ميسرة و بنو صالح بني مسعود)

 

اصل سكان وسط سهل المتيجة 

( البليدة بنو خليل و بني ميسرة و بنو صالح بني مسعود)



سنتكلم  في هذا الجزء الثاني على قبائل قلب متيجة  جنوب العاصمة الجزائر التي أصبحت اليوم اكبر منطقة من حيث الكثافة السكانية في كامل الجزائر و هم بنو خليل و بني ميسرة او ميصرة و بنو صالح و نتوقف عند بني مسعود اذا نبدئ على بركة الله بذكر قبيلة بنو خليل و نختم بقبيلة بني مسعود .

قبيلة بنو خليل هي التي تتوسط و تحتل اكبر مساحة من متيجة و تستحوذ على اغلب أراضيها المحصورة بين واد الحراش شرقا و واد الشفة غربا ( الشفة تحريف للاسم الأصلي "شفّث" و معناه الزبد الذي يأتي به  الواد بالامازيغية ) و من فحص مدينة الجزائر العاصمة شمالا الى  مدينة البليدة جنوبا و تعتبر ارضهم اغنى ارض في الجزائر من ناحية المفهوم العقاري لانها تمثل اغلب ارض ولاية الجزائر العاصمة  ( وثيقة 01)



 و بنو خليل هم امازيغ اقحاح من صنهاجة  كما هو معروف ( وثيقة 02)



و انوه بالخطاء الفادح الذي جاء في كتاب قبائل المغرب ص331 للمؤرخ المغربي عبد الوهاب بن منصور الذي  كان يعتقد ان بنو خليل يستوطنون بين تيزي وزو و بجاية و في الحقيقة الامر يتعلق بقبيلة أخرى اسمها آيت خليلي او بني خليلي احد قبائل زواوة ( وثيقة 03)



اما بنو خليل الصنهاجيين موطنهم هو متيجة و سبب هذه الأخطاء هو تكاسل المؤرخين الجزائريين الذين اهملوا تماما توثيق أصول القبائل الجزائرية منذ الاستقلال , و لاحظوا انه كان نصف قبيلة بنو خليل الصنهاجيين بمتيجة محافظين على اللسان الامازيغي و نصفهم مستعرب ( تسميهم فرنسا عرب مثل كل المستعربين) لغاية القرن 19م  أي تماما مثل حلف الخشنة  تقريبا ( وثيقة 04)



 و من بطونها نذكر بني تامو و بني مراد و أولاد فايت و أولاد شبل و أولاد يعيش و لمعالمة و لمخادمة و الخرايسية و أولاد سي سليمان و أولاد بالحاجي و بني كينة و غيرهم من الفرق التي لا تعد و لا تحصى  اما مواطن قبيلة بنو خليل الامازيغية الصنهاجية فهي كثيرة جدا  نذكر منها بوفاريك ( من اوفريك التي تعني الكبش بالامازيغية المحلية و سبب التسمية هو سوق الكباش ببوفاريك)  و الدويرة و الشراقة و لمعالمة و لمخادمة و بير توتة و جزء من بير خادم و القليعة و مقطع خيرة و أولاد فايت و بابا حسن و سوق علي و سطاوالي  و الدواود ( نسبتا للمرابط سيدي داود)  و الحطاطبة و الدكاكنة و السويدانية و بن شعوة و عين قالة و حوش دشيوة والبدارنة و بن شعبان و قرواو  و زاوية سيدي الحبشي و واد الرمان او واد سيدي الكبير( أولاد سلطان)......  أي من فحص مدينة الجزائر لغاية جبال متيجة المطلة على مدينة البليدة و هذه اغلب أراضي ولاية الجزائر العاصمة و جزء كبير من شمال ولاية البليدة و جزء من جنوبها و اقصى شرق ولاية تيبازة المتمثلة في القليعة و الدواودة ( وثيقة 05 و 06) .




اما قبيلة الزرادلة  المسكوت عنها عمدا , ارضهم هي نفسها دائرة زرالدة اقصى غرب ولاية الجزائر العاصمة  المحصورة بين سيدي فرج شرقا و واد مازافران غربا و ارض بنو خليل جنوبا ( المعالمة ) و الكثير من الغرباء يطلقون عليها اسم زرالدة مثلما دونها الاستعمار الفرنسي و هذا خطاء اما سكان المنطقة يطلقون عليها ليومنا هذا اسم زرادلة و هذا هو الصحيح بالفعل و الزرادلة صيغة جمع للزردالي أي المنتمي لزردال جد القبيلة الامازيغية  المشهورة  بنو زردال احد شعوب بنو بادين من أمم زناتة العظيمة ( وثيقة 07)


و كان احد اشهر قادتهم اسمه عبد الله بن مسلم هو من تحرك مع قومه في صف المولى أبو يعقوب والد السلطان أبو حمو الثاني لاحتلال مدينة الجزائر التي كانت تحت حكم بنو مرين و ذلك حوالي سنة 760 هجري و هذه هي بداية تاريخ قبيلة الزرادلة او بنو زردال في منطقة الجزائر العاصمة بعدما كانت المواطن  الأولى لهذه الفرقة من بنو زردال  بواد درعة و سجلماسة شرق المغرب الأقصى ( وثيقة 08) .


اما قبيلة بني ميسرا او ميصرا كما تنطق فهي احد اعرق و اقدم قبائل الاطلس البليدي الذي يسميه ابن خلدون جبال صنهاجة  المطلة على متيجة و الممتد من جبال بوزقزة و جبل بوعروس شرقا  لغاية جبال منطقة واد جر المطلة على ارض حجوط غربا  ( وثيقة 09)



 و ارضهم أي بني ميسرا محصورة بين واد الحراش و ارض قبيلة ملوان شرقا و واد المقطع لزرق و ارض بني صالح (جبل الشريعة) و بني مسعود ( الحمدانية) غربا و كامل الجبل المطل على بوينان و ارض بني بويعقوب و عرش وزرة جنوبا  و ارض قبيلة غلاي و فروخة ( كلاهما أي غلاي و فروخة من بني صالح) و بنو خليل شمالا

( وثيقة 10 و 11 ) .





و من فرق قبيلة بني ميسرة فرقة الشرفة (  فيهمعزون و ايث مومن و راضي و تالا وحرحار و الطراديين و أولاد عزيز و غيرهم )  و المرابطين ( فيهم لمرابطين و فرعون و غيرهم )  و فرقة أولاد اعراب ( فيهم اسلان و الحندق و القرايبية و العبودة و الحنوشيين و غيرهم ) و فرقة أولاد عباد ( فيهم أولاد زيان و الطرايشية و غيرهم) راجع ( وثيقة 12)


 و فرقة بني رباح لخدادوة ( فيهم القساسمية و غيرهم) و فرقة بني قينع ( فيهم اقنتور و خرور و ايث بو هراوة و البراهمية و معمر و ايزيان و و ايث احمد واعلي الذين منهم عائلة بودالي ) و فرقة بني موسى الواد ( فيهم بوهراوة و العش و غيرهم) و فرقة بني موسى الجبل ( فيهم بو قنانة و أولاد الحاج و غيرهم) 

راجع ( الوثيقة 13)


  و فرقة تاغزوت ( فيهم احلوق و ايغيل علي و الاغ وزرو و بوفراقة و غيرهم) و فرقة زوقاية ( فيهم المرابطين و الكواهي التي تعني رتبة عسكرية عند الاتراك, و المرج و غيرهم ) راجع (الوثيقة 14).


اما فرقة ملوان تتكون من عشيرة بوجبار و تاوسرت و اقنيورا و تحامولت  و هؤلاء من قبيلة ملوانة الصنهاجية مندرجين في بني ميسرا الصنهاجيين ( وثيقة 15 و 16) .





اما الفرق الموجودة في منطقة بوينان هم بني قينع و فرقة بو عينان و فرقة تباينت ( وثيقة 17 )


و فرقة تفاحة و فرقة حوالة بني رباح و فرقة بني موسى ( وثيقة 18) 


و فرقة شعاب الطكوك و فرقة الصفصاف ( وثيقة 19)



 و فرقة عمروسة ( وثيقة 20)


 و كل هذه الفرق معبر عنها في خارطة قبلية تعبر عن كل فرق بني ميسرة  ( وثيقة 21)


 من مجهود الأستاذ رابح خدوسي  الذي نشكره جزيل الشكر على عمله الرائع مع تمنياتنا ان نرى مثل هذه الاعمال لصالح كل قبيلة جزائرية من أبنائها المثقفين بشرط ان يعفوا انفسهم من مرض القومية العربية الهدامة لمجتمعنا و التي فرقتنا و أحدثت الشقاق و الفتنة بين أبناء الجزائر  .

قبيلة بني صالح العريقة في البليدة هم كذلك من صنهاجة اول من ذكرهم ابن حوقل ( وثيقة 22)


 و من فرقهم عرش بني صالح و غلاي و فروخة  ( وثيقة 23)



 اما موطنهم يمتد من جبل الشريعة الذي في سفحه مدينة البليدة جنوبا الى شمال مدينة البليدة  شمالا و بين واد الشفة غربا الى واد سيدي الكبير غربا ( وثيقة 24)



علما ان هناك  قبيلة بني صالح في الشرق الجزائري  في ولاية جيجل و سكيكدة و اخرى بين عنابة و قالمة و سوق اهراس و هناك أيضا آيت صالح في مشدالة بالبويرة, فأما الموجودين في سكيكدة لديهم نفس الأصول مع بني صالح الموجودين في عنابة ( وثيقة 25)


 و هم امازيغ اقحاح كانوا ناطقين بالامازيغية لغاية القرن 19م ( وثيقة 26)


 اما إخوانهم بني صالح بين عنابة و قالمة استعربوا قبل القرن 19م و هؤلاء هم احفاد صالح بن يوسف بن عبد القوي امير بنو توجين الذين فروا من بلاد صنهاجة قرب جبال المدية و لحقوا بأفريقية ( تونس) ثم ادخلهم الموحدون من جديد للشرق الجزائري اين استوطنوا  بضواحي قسنطينة  كما قال ابن خلدون أي يقصد جبل بني صالح بين عنابة و قالمة و جزء من سوق اهراس و لأيامنا هذه لا يزال أبناء بني صالح بين عنابة و قالمة يحتفظون في ذاكرتهم الشعبية انهم دخلوا للمنطقة من تونس ( وثيقة 27)


 اما  عرش ايت صالح بمشدالة يعتقدون انهم من بني صالح البليديين الصنهاجيين , اما بني صالح الموجودين بشرق مدينة جيجل ( سيدي عبد العزيز) هم امازيغ كما هو معروف لكن اصولهم مختلف فيها و هناك من يرجح انهم من نفس أصول بني صالح سكيكدة و بذلك يكون نسبهم في بنو توجين  و ربما هم من لواتة الذين استوطنوا جبال البابور كما ذكر ابن خلدون لان هناك قبيلة بنفس الاسم أي بنو صالح من زنارة من لواتة ذكرهم القلقشندي و لله اعلم .

 هناك شيء مهم جدا لم يتفطن له الكثير من الباحثين و هو كلام المؤرخ أبو القاسم الزياني ( 1734م – 1833م ) مؤرخ و وزير الدولة العلوية و ابن خلدون زمانه , حيث قال ان البليدة أسسها امير صنهاجة ( دون ذكر هل هو زيري او بلكين او امير اخر؟ ) سنة 345 هجري ( وثيقة 28)


  أي قبل تأسيس مدينة الجزائر من طرف بلكين او بولوغين و يقصد بها دون شك مدينة قزرونة  او متيجة التي يقطعها واد سيدي الكبير ( واد الرمان او اغزر امقران ) و هي نفسها حي خزرونة شمال مدينة البليدة و التي ذكرها الادريسي في القرن 12م ( وثيقة 29)



 و هذا الكلام أي كلام المؤرخ أبو القاسم الزياني  يدل  مرة أخرى على نسب قبائل البليدة مثل بني صالح و بني ميصرا و غلاي و فروخة و غيرهم الى صنهاجة و يدل على ان المدينة التي أسسها سيدي احمد لكبير على ضفاف نفس الواد مع بعض المهاجرين الاندلسيين ما هي الا امتداد لمدينة البليدة العريقة التي كان اسمها متيجة و قزرونة ( خزرونة) و البليدة حسب أبو القاسم الزياني  , اما الرحالة البريطاني طوماس شو ( القرن17م) اكد انها نفسها مدينة " بيدا كولونيا" ( لاحظوا التشابه مع بليدة)  التي ذكرها حين تكلم كذلك على مدينة المدية التي قال فيها هي نفسها " لاميديا" و هو على حق لان المدية نسبتا لقبيلة لمدية الصنهاجية و كلام طوماس شو يعتمد  على خريطة العالم القديم التي رسمها الجغرافي و الفلكي كلوديوس بطليموس الاغريقي الذي عاش في مصر و هو عالم من اهل القرن 02م  ( وثيقة 30)


 أي اسم البليدة اقدم من عصر سيدي الكبير في حقيقة الامر و هذا ما لا يقال لطمس هوية المنطقة .

و اضيف في نهاية الكلام عن بني صالح بفروعها الثلاثة أي فروخة و غلاي و بني صالح انهم كانوا محافظين على اللسان الامازيغي ما عدى فرع فروخة الذي استعرب لغاية القرن 19م اما اليوم اكثرهم مستعربين ما عدى كبار السن بسبب اهمال الدولة للغة الامازيغية  ( وثيقة 31) .



اما بني مسعود الذين من مواطنهم مدينة الحمدانية المشهورة بمطاعم الشواء على ضفاف واد الشفة في الطرق الوطني رقم واحد الرابط بين المدية و البليدة و المحصورين بين قبيلة وزرة جنوبا و بني صالح شمالا و بني ميصرة شرقا  و قبيلة موزاية غربا ( وثيقة 32)


 فهم امازيغ اقحاح كان اغلبهم محافظ على اللسان الامازيغي في القرن 19م ( وثيقة 33)


  و ليومنا هذا كبارهم يتكلمونها, و هم كذلك أي بني مسعود ينتسبون لصنهاجة كما اكد الدكتور المؤرخ و الباحث رابح خدوسي ابن المنطقة و المنحدر من بني ميصرا  ( وثيقة 34)


 و من فرقهم الجروول و جراش و الغبار و أولاد تافحي و أولاد سيدي سالم و أولاد عمر و أولاد بو علي و العنصر ..... يتبع بالكلام على قبيلة مزغنة و باقي قبائل متيجة .

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق