الاثنين، 8 أبريل 2024

اصل سكان غرب المتيجة قبيلة (مزغنة و موزاية و سوماتة و حجوط و بني مناد قبائل شنوة و بني مناصر)

اصل سكان غرب المتيجة قبائل (مزغنة و موزاية و سوماتة و

 حجوط و بني مناد قبائل شنوة و بني مناصر)

 

موضوع قيد الانشاء



نواصل من حيث انتهينا و اليوم سنكلمكم على قبيلة مزغنة و موزاية و سوماتة و حجوط و بني مناد و اضيف لمحة بسيطة عن قبائل شنوة و بني مناصر لنختم الكلام على كامل سكان متيجة سواحلها مدنها و الاطلس البليدي أي اهم منطقة في دولة الجزائر بسبب تواجد عاصمة البلاد فيها و التي تعتبر اكبر منطقة من حيث الكثافة السكانية .

فأما قبيلة مزغنة التي أصبحت اشهر من نار على علم بفضل حملة التوعية التي قدناها منذ سنوات , فهي احدى قبائل  صنهاجة الامازيغية بالظبط من شعب بنو تلكاتة الذين اسسوا دولة صنهاجة و هم أي بنو مزغنة من أسسوا مدينة الجزائر الحالية تحت قيادة الامير بلكين او بولوغين بأمر من والده الملك زيري بن مناد الصنهاجي سنة 960م

( وثيقة 01)



 و تعود اصولهم القديمة الى جبال تابلاط حيث نجد ليومنا هذا قبيلة بني مزغنة التي تعد النواة الأولى لحلف بني سليمان الجبالة او الشراقة او بني خليفة ( وثيقة 02)



 و ما نستطيع ان نضيفه كمعلومة قلما يتداولها الباحثين هو ذكر مدينة ساسا من قبل الرحالة مارمول ( القرن 15م) بحيث مدينة ساسا او تيباسو تقع على ضفاف واد الحراش ( الذي كانت مياهه عذبة و شروب قديما ) و هذه المدينة أسسها قوم من الامازيغ السمر الذين جاؤوا قبل وصول الرومان و قبل بنو مزغنة الى المنطقة و اصلهم من ليبيا ( وثيقة 03)



 و من غير المستبعد انهم من شعب الغرامنت الصحراوي الليبي الذي تنحدر منه قبائل طوارق ليبيا و رجحت ذلك بسبب كون الطوارق صنهاجيين في غالبيتهم و نحن نلاحظ دائما هجرة قبائل صنهاجة نحو مواطن صنهاجة , ثم هؤلاء الامازيغ يتكلمون بنفس لسان قبيلة مزغنة كما اكد ذلك الرحالة مارمول ( كتب مزغان عوض مزغنة ) لكنهم تعرضوا للغزو من طرف قبيلة مزغنة التي اكتسحت المنطقة ابتداء من جبال تابلاط المقابلة لشرق العاصمة من جهة الجنوب .

اما  الرحالة ابن حوقل الكوردي في القرن العاشر ميلادي  اكد كذلك  على كون سكان مدينة الجزائر هم أساسا قبيلة بنو مزغنة  الامازيغية الصنهاجية , ثم ذكر انه هناك امازيغ كثر يسكنون الجبال التي تحيط بمدينة الجزائر دون التعريف بانتمائهم القبلي للأسف أي هل هم من مزغنة او من غيرها  ( وثيقة 04) ؟



 و هذا نفس كلام الرحالة الاصطخري الفارسي في القرن 10م الذي قال ان سكان مدينة الجزائر هم بنو مزغنة و حولهم امازيغ كثر ثم أضاف شيء مهم و هو كون مدينة الجزائر تشبه مدينة ناكور المغربية و كلاهما مجموعة مدن و قرى قريبة من بعضها البعض ( وثيقة 05)



و نجد نفس الكلام عند الرحالة الادريسي في القرن 12م حين يصف لنا ضواحي و جبال مدينة الجزائر بحيث يقول انها مسكونة بقبائل امازيغية كثيرة تتسم بالقوة و الحرمة ( في وثيقة 04), اما  هذه الجبال ( المرتفعات ) و ضواحي مدينة الجزائر  هي التي تسمى بفحص مدينة الجزائر و التي فيها اليوم حي بوزريعة و بني مسوس و زواوة شمال الشراقة غربا اما المرتفعات الوسطى فيها الابيار و بن عكنون و حيدرة و تيقصراين و المرادية و تيليملي و الزغارة ( هذا اسم لقبيلة من مصمودة  و هناك قبيلة من زناتة بنفس الاسم ) و الطاقارة و المدنية و بئر مراد رايس و جزء من بير خادم اما المرتفعات الشرقية فيها القبة و باش جراح و جزء من عين النعجة ثم تنخفض هذه المرتفعات في منطقة الخروبة

( الخروبة تعني العائلة عند امازيغ منطقة القبائل) غرب واد الحراش  اما الضواحي المنبسطة فهي أساسا جزء من حي الجزائر الوسطى حاليا ثم حي بلوزداد او بلكور سابقا  ثم حي حسين داي و كل هذه المرتفعات  و البسائط ضواحي مدينة الجزائر القديمة كانت بأحيائها الضخمة اليوم عبارة عن تلك قرى و مداشر صغيرة التي ذكرها ابن حوقل و الاصطخري و التي   تسمى بفحص الجزائر و الساكن بها يسمى بالفحصي ( و ليس الحفصي نسبتا للسلالة الحفصية المصمودية الامازيغية ) و هؤلاء هم من كانوا يزودون سكان مدينة الجزائر القديمة أي بنو مزغنة بمختلف المنتوجات الفلاحية و الحيوانية من حليب و مشتقاته و الدواجن و غيرها, اما مدينة الجزائر الحقيقية قبل زمن الاستعمار الفرنسي كانت محصورة بين باب الواد غربا و باب جديد شمالا و باب عزون شرقا و الساحل شمالا و لهذا استبعد ان يكون كل الفحصيين من قبيلة مزغنة وفقط  و لقد اعطيناكم مثال عن سكان مدينة " ساسا" الواقعة على ضفاف واد الحراش قرب الساحل الذين ينحدرون من امازيغ ليبيا ( من الغرامنت اجداد الطوارق السمر ) اما غالبية الفحصيين نتعرف عليهم في كلام ابن خلدون ( في الوثيقة 06)



حين ذكر الطبقة الأولى من صنهاجة حيث نجد ذكر لشعب تلكات  ( مكتوبة بنو ملكان و بنو بلكانة و بنو تلكاثة في نسخ و مواضع أخرى ) و الاصح اسمهم بنو تلكات  او بنو تلكاتة  كما ذكرهم ابن حوقل ( وثيقة 07)



 و قال أي ابن خلدون ان مواطنهم هي المسيلة و حمزة ( البويرة) و المدية و مليانة  و الجزائر كان يجاورهم بنو يزيد ( الذين سكنوا ضواحي حمزة) و حصين ( سكنوا ضواحي آشير جنوب التيطري) و العطاف ( سكنوا غرب مليانة ) و الثعالبة ( سكنوا في وسط متيجة جنوب مدينة الجزائر)  ثم قال ابن خلدون ان شعب بنو تلكات او تلكاتة بن كرت هؤلاء تجاورهم قبائل كثرية  من صنهاجة من اعقابهم أي المنحدرين منهم مثل  قبيلة ونوغة ( شمال غرب مدينة المسيلة  و جنوب شرق ولاية البويرة ) و بنو مزغنة ( سكان مدينة الجزائر ) و بنو جعد ( غرب مدينة البويرة او حمزة في الاخضرية و عين بسام) و بنو متنان ( مندمجين في بنو جعد )  بنو عثمان ( و منهم بني بوعثمان مندرجين في بني سليمان الجبالة او بني خليفة بتابلاط ) و بنو خليل الذين يحيطون بكامل فحص مدينة الجزائر  ثم يذكر قبيلة بطوية ( موطنها في المغرب الأقصى منطقة الريف ثم دخلت فرقة منها الى منطقة وهران و الأرجح ان اصلهم القديم من المغرب الأوسط ) ثم قبيلة بنو يفرن الصنهاجية ( ذكرهم ابن حوقل بصيغة بنو يفرين ) التي لديها نفس الاسم مع قبيلة بنويفرن الزناتية  و قبيلة أخرى اسمها بنو ملكانة التي منها تنحدر قبيلة بجاية و بني كسيلة و قبائل أخرى ضواحي بجاية, و يتقدم كل هؤلاء بنو تلكانة  ( و ليس تلكاتة القبيلة الام ) الذين ينحدر منهم آل بنو زيري بن مناد  أصحاب الملك في صنهاجة و موطنهم هو مدينة آشير  التي هم من اسسوها أيام الدولة الفاطمية او العبيدية جنوب التيطري ( الكاف لخضر ولاية المدية )  لكن يا سادة يا محترمين ليست هذه كلها فرق بنو تلكاتة بل هناك فرق أخرى لم يذكرها ابن خلدون  نجد ذكرها عند ابن حوقل 

( في الوثيقة 08)



 الذي ذكر لنا قبيلة آل زيري بن مناد بدقة و اسمها مساطة ( أي من بنو تلكانة احد بطون بنو تلكاتة بن كرت ) و قبائل أخرى من بنو تلكاتة هي بنو يسوه و بنو ايمكيتن و بنو ايتوتين و بنو ابتروين و بنو ابوازين و بنو اسوالة و بني ورتاف و بنو ايزقارن  و هذه طبقات قديمة جدا يستحيل ان نعرف مواطنها و احفادهم اليوم لكن نظريا مواطنهم هي نفس مواطن شعب بنو تلكاتة أي المسيلة و فحص الجزائر و آشير و قلعة بني حماد و ربما القيروان و المهدية و قسنطينة و بجاية و فاس و لا استبعد الاندلس كذلك و لخصت لكم شجرة انساب كل هذه القبائل الصنهاجية في الوثيقة 09



 و من هذا الكلام كله نستنتج ان سكان فحص مدينة الجزائر المتمثل في عدة قرى و مداشر ينتسبون هم كذلك لشعب بنو تلكات ( او تلكاتة)  بن كرت بن صنهاج الاكبر من الطبقة الأولى لصنهاجة  اما سكان مدينة الجزائر هم أساسا أبناء عمومتهم أي من بنو مزغنة احد بطون بنو تلكات ( او تلكاتة ) بن كرت بن صنهاج الأكبر و لا مانع لوجود فحصيين ( أي سكان ضاحية الجزائر القديمة) من بنو مزغنة انفسهم  و حتى من جيرانهم بنوخليل ,و هذه الطبقة أي بنو تلكات ( او تلكاتة ) بن كرت بن صنهاج الأكبر هم اول من استعرب في شعب صنهاجة بسبب تأسيسهم للدولة الزيرية ثم الحمادية و هذا ما نراه في ارض الواقع فقبائل بنو مزغنة ( مدينة الجزائر) و بنو خليل ( اغلب ارض ولاية الجزائر)  و بنو جعد و بنو متنان  ( الاخضرية و عين بسام ) و بنو لمدية ( مدينة المدية ) و بنو مليانة ( مدينة مليانة ) و صنهاجة منطقة البويرة  ( مدينة حمزة و سور الغزلان ) و المسيلة  و بنو ونوغة ( شمال غرب المسيلة) هم اقدم و اكثر استعراب من أبناء عمومتهم الصنهاجيين لغاية القرن 19م مثل بني ميسرة و حلف بني موسى  و حلف الخشنة و ملوانة و موزاية و صنهاجة المغرب الأقصى و غيرهم من الذين لم يشاركوا في تأسيس الدول و الذين حافظوا على اللسان الامازيغي لغاية القرن 19م بل و لغاية أيامنا هذه عند كبار السن و نفس الملاحظة تنطبق على قبائل شعب زناتة التي شاركت في تأسيس دول زناتة مثل دولة مغراوة و دولة بنو يفرن و دولة بنو مرين و دولة بنو عبد الواد فكل هؤلاء استعربوا قديما لانهم مثل صنهاجة اسسوا دول إسلامية لغتها الرسمية هي العربية و ذلك منذ اكثر من 10 قرون و ليس بالأمس فقط و كل هذا الكلام لكي تفهموا عامل تأثير الدولة على لسان البشر   , اما ثاني اقوى عامل في تعريب لسان هذه الشعوب هو انتحال الانساب العربية الحميرية في قبائل صنهاجة و الانساب العدنانية في قبائل زناتة بدوافع سياسية و استراتيجية محضة ولدتها الحروب الطائفية بين بنو امية و بنو القحطان و دولة الفاطميين من اجل تشكيل حلف صنهاجي فاطمي كتامي قحطاني شيعي ضد حلف اموي زناتي سني ثم انتحال الانساب الشريفة في زمن العثمانيين من طرف نفس هؤلاء تقريبا ( لحق بهم غيرهم ) من اجل التهرب من دفع الضرائب للأتراك  فلا يخدعنكم احد بخرافة العرق العربي الوهمي و لا كذبة الفينيقيين الجديدة (القديمة) التي من اجلها يحاول أعداء هذه الامة تفسير انتشار الدارجة ( خليط من العربية و الامازيغية و لغات أخرى ) لدى الشعب الجزائري لتفرقتهم من إخوانهم المحافظين على الامازيغية و بث الأحقاد و الشقاق بينهما فاحذروا من هؤلاء , اما اسم مدينة الجزائر الحقيقي و المعروف لدى عامة الشعب هو " ادزاير" البعيد عن كلمة " الجزائر "  فكلمة  ادزيري يقصد بها المنتمي لدولة زيري ابن مناد الصنهاجي فلا يخدعنكم احد , و هنا انهي كلامي على قبيلة بنو مزغنة و سكان فحص ( أي ضاحية) مدينة الجزائر القديمة المنتسبين الى شعب بنو تلكات ( او تلكاتة ) بن كرت بن صنهاج الأكبر ..

اما قبيلة موزاية  هم امازيغ اقحاح محافظين لغاية القرن 19م و لغاية أيامنا هذه عند كبار السن ( وثيقة 10)



 اما نسبهم فهناك تلميح فقط في كتاب العبر لبن خلدون ج07 باب خروج محمد بن يوسف بحيث نفهم من سياق الكلام ان جبل موصاية او موزاية ( الامازيغ ينطقون الصاد زايا مثل بنو مصاب ينطقونها بنو مزاب ) من بلاد مليكش الصنهاجيين ( وثيقة 11)



رغم كون الأرض التاريخية لمليكش تقع شرق متيجة أي عرش موزاية من مليكش من صنهاجة ( وربما كانوا في شرق متيجة ثم انتقلوا الى جبل الناظور غرب واد الشفة) و هذا ليس غريب أي هم فعلا من صنهاجة فجبالهم التي تقع الى غرب واد الشفة هي جزء من سلسلة جبلية يسميها ابن خلدون بجبال صنهاجة ( اما وطن صنهاجة يتمثل في البلاد الممتدة من جبال المدية لغاية سور الغزلان مرورا بارض بني سليمان و التي في قبلتها الحضنة و جبال غمرة أي جبال أولاد نايل) ثم من فونولوجيا التسمية نلاحظ ان الكثير من قبائل صنهاجة في المنطقة تبدء بحرف الميم مثل مزغنة و ملوانة و ميصرا و مليانة و لمدية  ( لامها اصلية ) و ينطقها الكثير مدية مباشرتا و كذلك مليكش و ملكانة ( منهم بنو بجاية و بني كسيلة ).... و من فرق موزاية نذكر ( وثيقة 12) بني علي و بني قنان و الشمامعة و اهل الزاوية و اهل آنفوف و اهل بوعلام  و اضيف لهم بني عطلي و زدينة و أولاد حسين و أولاد سي عمار و تاحيلارس و الفكايرية

 اما مواطنهم فهي كامل الجبل الذي يسمى بجبل الناظور الذي يقابل جبل مدينة المدية جنوبا و في جبل الناضور هذا توجد بحيرة الضاية الشهيرة و السياحية, ثم الى الشمال نجد البسيط المحصور بين  واد الشفة شرقا و واد السبت او واد بورومي غربا لغاية التلول التي نجد فيها قبر الرومية المشهور  ( وثيقة 13).



اما قبيلة سوماتة فهؤلاء امازيغ اقحاح من شعوب نفزاوة  من امازيغ البتر ( وثيقة 14)



علما ان المواطن الأولى لنفزاوة تمتد من طرابلس و غرب ليبيا الى جنوب تونس و واد سوف لغاية الاوراس و هؤلاء أي نفزاوة هم قوم طارق ابن زياد النفزي الورفجومي ( وثيقة 15 و 16)




 

و سوماتة موجودين أيضا بتونس ضواحي القيروان و المغرب الأقصى ضواحي تيطوان , اما سوماتة الاطلس البليدي فمن الأرجح ان دولة الموحدين بقيادة عبد المومن الكومي هي من استقدمتهم لغرب متيجة كحزام امني ضد قبائل صنهاجة لمنعهم من التوغل غربا و التي كانت في حرب ضروس مع الموحدين ( وثيقة 16 مكرر)



 و مواطن سوماتة اليوم هي مدينة واد جر و مدينة حمام ريغة و بوركيكة و حمر العين مع غيرهم و تمزقيدة قرب المدية ( مع موزاية)  و العفرون و مدينة موزاية ( مع قبيلة موزاية ) و بومدفع و عين الرمانة ( مع موزاية)  و واد السمار قرب المدية ..., و فرقهم كثيرة عددها 17 فرقة مقسمة الى مجموعة واد جر فيها فرقة أولاد محمود و فرقة بن حمود و فرقة أصحاب الساحل  و فرقة المعايف و فرقة الدحامنية و فرقة الحشم ( ربما من بنو توجين مندرجين فقط في سوماتة) و فرقة بوجمعة و فرقة بو مومن ( النصف الأول) , اما المجموعة الثانية هي مجموعة دوار واد السبت فيها فرقة الزمول ( جيران بوحلوان و كلاهما قبائل مخزنية) و فرقة أولاد بن رخيسة و فرقة المحامرية و فرقة أولاد احمد و فرقة الحمامرية و فرقة بو مومن ( النصف الثاني) و فرقة بني يخلف ( فرقتان) و فرقة بني مهران و فرقة أولاد سيدي رابح   ( وثيقة 17 )




اما ارضهم فهي محصورة بين ارض قبيلة وامري جنوبا و ارض قبيلة موزاية شرقا و ارض قبيلة حجوط شمالا و بوحلوان و بني مناد غربا ( وثيقة 18).



اما قبيلة حجوط ( قبيلة مخزنية قديمة ) فهي امازيغية مستعربة حاليا كما هو معروف  ( غالبا كل قبائل المخزن مستعربة  كليا او جزئيا  ) موطنهم محصور بين واد جر شرقا و واد الناظور غربا و من ارض سوماتة جنوبا الى البحر شمالا أي في قلب ما يسمى ببلاد السبت  ( وثيقة 19)



 لكن الاشكال في نسبهم الغير واضح فاذا طبقنا قاعدة الموطن و الحلف فهم جيران سوماتة و احلافهم و بهذا نرجح لهم نسب في نفزاوة ثم قبائل نفزاوة موجودة الى غرب هؤلاء مثل زاتيمة ( احد بطون نفزاوة) او ربما مغراوة لان قبائل مغراوة تبدء في الظهور ابتداء من غرب متيجة ؟ و هناك احتمال ضعيف ان يكونوا من ريغة أي من زناتة بسبب قربهم من حمام ريغة ؟  لكن اذا ركزنا على كلام ابن خلدون سنجد ذكر لامة عظيمة من لواتة كانت مواطنها جنوب مدينة تيهرت دخلت في حرب مع بنو وجديجن و مغراوة مما دفع بهم للانتقال الى جبل دراك و الانتشار منه لغاية الجبال المطلة على متيجة شمالا و هنا نفهم ان هذه الجبال هي جبال سوماتة و ليس غيرها أي قبيلة حجوط سيكونون حتما من لواتة  (وثيقة 20)



و انا شخصيا ارجح ذلك بسبب ما جاء في كتاب زهر البستان في دولة بنو زيان صفحة 154 بحيث هناك ذكر لهروب قبيلة الثعالبة من بطش القائد المريني ابن خلوف الذي زحف من قسنطينة أي من الشرق على قبيلة مليكش شرق متيجة ثم وصل الى الثعالبة في وسط متيجة ( ارض بني خليل) ثم فرت الثعالبة الى قبيلة لواتة التي كانت حتما غرب متيجة أي وطن السبت حاليا  و ليس في مكان آخر لان شيخ الثعالبة بعد هذا الفرار و الاحتماء بقبيلة لواتة الامازيغية وصل الى مليانة لمقابلة السلطان أبو حمو الثاني لطلب  المساعدة منه ( وثيقة 21 )



 و اسهل طريق من غرب متيجة الى مليانة هو نفسه اليوم الطريق الوطني رقم 42 أ و الذي ينطلق من ارض حجوط ثم ارض سوماتة ثم الضواحي الشرقية لمليانة ( ارض بوحلوان القبيلة المخزنية الحديثة في المنطقة) , فمن هم هؤلاء اللواتة ان لم يكونوا هم حجوط نفسهم ؟ فالمنطقة أي غرب متيجة فيها سوماتة من نفزاوة و موزاية من صنهاجة و لهذا اقوى احتمال هو كون حجوط فرقة من لواتة و ليس من غيرها والله اعلم بذلك .

 ثم هذه القبيلة أي حجوط كان نصف أبنائها تقريبا محافظين على لسان اجدادهم الامازيغ و النصف الاخر مستعرب  لغاية القرن 19م مثل بنو خليل او حلف الخشنة مما يثبت اصولهم الامازيغية  دون ادنى شك 

( وثيقة 22)



 ثم قبيلة حجوط استقبلت هجرة بعض الفرق الصغيرة منها فرقة من الزناخرة ذوي الأصول الامازيغية البترية ( من زناتة كما يعرفها البعض و ربما من لواتة) و هؤلاء الزناخرة هم من العنصر المستعرب في قبيلة حجوط لغاية القرن 19م أي حجوط هؤلاء حتما من البتر لا جدال في ذلك و لا اعتقد ان نسبهم يخرج من نفزاوة او لواتة خاصة و المجال مفتوح للباحثين خاصة أبناء قبيلة حجوط , اما بقية العناصر المستعربة التي نزحت الى قبيلة حجوط من الجنوب هم فرقة بني علال ( ربما جاؤوا من غرب فرندة) و أولاد حميدان ( ربما هؤلاء من سنجاس جاؤوا من الجلفة ؟) علما ان قبيلة حجوط مقسمة الى فرقتان هي حجوط السواحلية و حجوط اللواطة و لا اعرف اصل هذه التسمية أي اللواطة هل يقصد بهم اللوطانيين أي التحاتة أي من يسكنون المناطقة المنخفضة او هل يقصد باللواطة اسم قبيلة " اللواتة" لأنه لا وجود لحجوط في الجبال أي الجبالة او الجبايلية  لكي يكون الفرع المتبقي في المناطق السفلة ليحمل اسم اللوطانيين ( مثل ريغة اللوطانية و ريغة الجبلية جنوب سطيف) ثم من يسكنون في المناطق المنخفضة هم حجوط السواحلية لان الساحل اكثر انخفاض من السهل  ( وثيقة 23 و 24 ).





اما اخر قبيلة نستطيع اضافتها لقبائل متيجة هي قبيلة بني مناد الامازيغية  المحافظة على لسانها الامازيغي لغاية القرن 19م و لأيامنا هذه خاصة عند كبار السن ( وثيقة 25)



 صحيح ان اغلب الباحثين الجزائريين و حتى المؤرخين الفرنسيين نسبوها الى صنهاجة ( وثيقة 26)  بحجة انهم من ذرية مناد الصنهاجي ( مناد بن منقوش بن صنهاج الأصغر ) لكن هذا خطاء لعدة أسباب, أولا مناد بن منقوش ( اب الملك  زيري و جد الملك بولوغين او بلكين ) هو ملك لجزء من افريقية ( أي تونس لغاية طرابلس بليبيا) و كامل المغرب الأوسط ( الجزائر) و و موالي  لأمارة الاغالبة و كلاهما شيعة للدولة العباسية  و ينحدر من قبيلة اسمها مساطة احد بطون تلكاتة, أي هو ملك و كامل ذريته هم أيضا ملوك و امراء انتشروا في مدينة آشير جنوب التيطري و تونس ( سكنوا القيروان و المهدية و منهم المعز ابن باديس الصنهاجي و ذريته ) و في قلعة بني حماد ( شمال شرق المسيلة) و في بجاية و حتى قسنطينة و تلمسان و فاس و منهم من استقر بالأندلس و ربما فيهم من هاجر الى المشرق و هؤلاء كلهم استعربوا منذ بداية عهدهم لانهم سيروا دول إسلامية لغتها الرسمية هي العربية و انقسموا الى عائلات تسكن المدن و ليس الريف ( مثل بني مناد ) و هم ابعد الناس من تشكيل قبيلة محافظة على الامازيغية و متماسكة تسكن الريف مثل باقي القبائل من الرعايا و العامة لانهم سلالة ملك زد على ذلك تلطخهم بانتحال الانساب الحميرية العربية منذ قرون خلت من طرف نسابة العرب و البربر الموالين لدولتهم  و من انتحل الانساب العربية يستحيل ان يكلم الناس بالامازيغية لأثبات صحة نسبه مثل كامل منتحلي الانساب العربية في الجزائر و شمال افريقية قديما و الذين لهم احفاد اليوم يعتقدون انهم فعلا عرب  .



اذا الى أي شعب ينتسب أبناء قبيلة بني مناد الامازيغية ؟

أولا  موطن بنو مناد ( في الوثيقة 27) يقع اقصى غرب متيجة (و غرب متيجة يسمى بلاد السبت) محصور بين ارض حجوط و سوماتة شرقا ( أي غرب واد الناظور) و بين ارض الزمول ( من سوماتة وثيقة 28) و بو حلوان ( تتكون من زمول سوماتة و القنطاس " وثيقة 29 "



 





أي سكان جبل القنطاس شمال جندل و هم من مغراوة الأصليين بالمنطقة أي بنو ورسيفان حسب ابن خلدون) و قبيلة ريغة جنوبا ( أي شمال جبل زكار و قبيلة ريغة من مغراوة أيضا ) و بين ارض بني مناصرة غربا ( أي شرق واد الحشم نسبتا لحشم بنو توجين او بنو راشد) و بين ارض قبائل شنوة الامازيغية شمالا ( تفصل بينهما غابة بو رويس) و التي كانت أي قبائل شنوة محافظة على لسان اجدادها الامازيغ لغاية القرن 19م بنسبة 100 % و ليومنا هذا ( وثيقة 30)



 و اسم شنوة هو اسم لجبل شنوة و ليس لقبيلة معينة ( فيهم 10 فرق لغاية القرن 19م تتفرع منهم 96 عائلة متعددة الأصول و ليسوا كلهم اصليين في المنطقة جاء اغلبهم في العهد العثماني فيهم من زواوة من بني غبرين كعنصر قديم و فيهم من بنو راشد يزعمون انهم مرابطين من آل البيت مثل غالبية بنو راشد في الغرب الجزائري و ربما فيهم  من بنو توجين و فيهم من صنهاجة كعنصر قديم و فيهم من مدجاجة من لواتة و غيرهم و يقال ان فيهم من المغرب الاقصى و اغلبهم أي قبائل شنوة من القبائل الامازيغية التي جاءت من غرب الوطن و لهذا يختلفون عن سكان منطقة القبائل)  و اغلب هذه القبائل من امازيغ البتر و ليس البرانيس اي بني مناد سيكون اغلبهم من البتر حتما, و من اهم قراهم أي بني مناد نجد قرية مراد و سيدي عمر و مدينة بو ركيكة ولاية تيبازة , اما الفرق التي تتكون منها قبيلة بني مناد ( في الوثيقة 27) هي بني مريتز و أولاد بن تيفور و أولاد سيدي عمر و أولاد بو ركيكة  و بن اردون و الجبابرة  نجد هذا الاسم أي الجبابرة من شرق البلاد لغربها و يقصد به المنحدرين من رجل اسمه جابر او عبد الجبار , و نسب بني مناد متعلق أساسا بالشعوب التي سكنت حول مدينة مليانة التاريخية ففي كلام ابن خلدون نجد ذكر لقبيلة بنو ورسيفان المغراوية  التي تغلب على ضاحية مليانة ( وثيقة 31)



و المدينة فهي لقبيلة مليانة الصنهاجية العتيقة اما الرحالة مارمول ( نهاية القرن 15م) فقد ذكر لنا ان اكثر سكان مليانة لعهده من زواوة و لهم ملاجئ في الجبال و يقصد بتلك الجبال سلسلة جبل زكار شمال مليانة لان جنوبها عبارة عن سهول ( وثيقة 32)



 , ثم بني مناد كانوا احلاف لقبيلة بني مناصر او ايت مناصر التاريخية التي تنحدر من حلف مغراوي زواوي و هي  تتكون من البطون الاتية بني عبد الله و بني حبيبة و حيونة ( حيولة؟) و لمعاين و ثاوريرة و تازمورت و ثيداف و بني بو صالح و مازر و تتحكم فيهم أربعة عائلات هم النجاجرة هم اقوى عائلة و أولاد بلحسان من زواوة و أولاد سيدي محمد الصغير من زواوة و أولاد سيدي موسى من مازر ( وثيقة 33 و 34)





  و هذا كله لكي نبين لكم ان العنصر الزواوي موجود فعلا في بني مناصر ( و ربما حتى العنصر المكلاتي أي من مكلاتة النفزاوية بسبب تواجد قرية مكلاتة في ارض بني مناصر) و انا شخصيا لا استبعد نفس التركيبة المغراوية الزواوية ( و ربما مكلاتة أيضا)  لبني مناد فمن كلام ابن خلدون نستنتج ان العنصر المغراوي سيكون حتما من بنو ورسيفان و هم العنصر الغالب في بني مناصر و بني مناد هذا بالإضافة الى العنصر الزواوي القديم جدا في المنطقة و حتى في جنوب غرب المنطقة أي جبال الونشريس العنصر الزواوي كان موجود في عهد الرحالة الادريسي الذي عاش في القرن 12م ( وثيقة 35)



 و لكل هذه الاسباب انا شخصيا استبعد النسب الصنهاجي لقبيلة بني مناد التي اعتبرها حلف مغراوي زواوي   و ربما فيهم من مكلاتة النفزاوي ( مثل سوماتة و زاتيمة النفزاويتان)  مثل إخوانهم و حلفائهم التاريخيين بني مناصر تشكلوا كلهم في العهد العثماني ابتداء من العناصر القديمة المذكورة سابقا و هذا لمن أراد البحث اكثر.

و بهذا انهينا الكلام على كامل قبائل متيجة و الاطلس البليدي من ولاية بومرداس الى البليدة و الجزائر و تيبازة  أي منطقة يسكناها اليوم خمسة ملايين و نصف مليون تقريبا من البشر اليوم و اغلب النازحين الى هذه المنطقة هم أساسا من منطقة القبائل و قلة من باقي الوطن ( إطارات الدولة)  أي هذه المنطقة تمثل 13 % من الشعب الجزائري و هؤلاء كلهم ( بما فيهم اغلب النازحين) امازيغ اقحاح  لهم تاريخ عظيم و بطولات مجيدة لا وجود لأي قبيلة عربية هلالية او غيرها في وسطهم  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق