الجمعة، 1 يونيو 2018

هل بقي عرب في المغرب الكبير بعد طرد الامويين و العباسيين والادارسة؟

هل بقي عرب في المغرب الكبير بعد طرد الامويين و العباسيين والادارسة؟

يقول المؤرخ ابو عبد الله المقدسي البشاري وهو من سنة 991 ميلادي في كتابه احسن التقاسیم في معرفة الأقالیم   عند ذكره لبلاد المغرب الاسلامي الكبير ان سكانه تغلب عليهم بياض البشرة و العيون الزرق و الملونة و  كلامهم لا يفهم وان هذا الاقليم الغالب على اهله هم البرابرة '' الامازيغ''
مقتبس من الكتاب 

وكلّما قرب من مغرب الشمس كان  اشدّ بياضا وزرقة عيون وكثافة  في لحاهم.... ....  كبر وموضعهم بمدينة  سطيف وهم  مهّدوا الأمر لعبيد الله، والغالب على بوادي هذا الإقليم البربر أكثرهم بكورة السوس  وهم قوم على عمل الخوارزميّة  لا يفهم لسانهم ولا ترضى  طباعهم مع خسّة وشدّة سمعت ان أحدهم يشدّ وسطه بنفقته فيذهب الى الحجّ ويرجع وهي معه فحينئذ تزوّج واقلّ من لا يزور بيت المقدس منهم 

لاابط للاكلاع على الكتاب 
للتحميل 



يحتج بعض القومجيين العروبيين على عروبة بلاد الامازيغ وان شمال افريقيا هي شعب خليط بين العرب و الامازيغ مستندين في كلامهم الى كتاب البلدان لليعقوبي المتوفي سنة في مصر سنة 284هـ (897 م) عاش في زمن الدولة العباسية وهو أحد مؤرخي أواخر القرن التاسع الميلادي عاصر المؤرخ بو عبد الله المقدسي البشاري الذي ذكر ان الغالب على سكان المغرب هم البربر "الامازيغ''
و الحقيقة انه عند مطالعتنا كتاب اليعقوبي نجده حقيقة يذكر تواجد بعض الفرق العربية في بلاد الامازيغ 

لكن القومجي العروبي  لا يقول لكم ان المؤرخ اليعقوبي ذكر تاريخ البلدان الى غاية وفاته 897 م و لم يكن يعرف قصة انقراض العرب بعد وفاته  بعد ثورة امازيغ كتامة على الاغالبة وهروبهم ومن معهم الى المشرق لهذا كلام اليعقوبي  لا يفيد في اثبات استمرارية الوجود العربي في بلاد الامازيغ 
فمثلا اليعقوبي قال في كتاب البلدان 

اطرابلس

ومن أطرابلس على الجادة العظمى إلى مدينة يقال لها: قابس «٣» - عظيمة على البحر المالح عامرة كثيرة الأشجار والثمار والعيون الجارية، وأهلها أخلاط من العرب والعجم والبربر، وبها عامل من قبل ابن الأغلب صاحب أفريقية- خمس مراحل عامرة يسكنها قوم من البربر من زناتة ولواتة والأفارقة الأول فأولها وبلة أول مرحلة من أطرابلس ثم صبرة وهي منزل بها أصنام حجارة قديمة ثم قصر بني حبان ثم بام وقب ثم الفاصلات ثم قابس.

القيروان 

وفي مدينة القيروان أخلاط من قريش ومن سائر بطون العرب من مضر وربيعة وقحطان وبها أصناف من العجم من أهل خراسان ومن كان وردها مع عمال بني هاشم من الجند وبها عجم من عجم البلد البربر والروم وأشباه ذلك.

ومن القيروان إلى سوسة «١» وهي على ساحل البحر المالح مرحلة وبها دار صناعة تعمل فيها المراكب وأهل سوسة أخلاط من الناس ومن القيروان إلى الموضع الذي يقال له الجزيرة مرحلة وهي جزيرة أبي شريك موغلة في البحر يحيط بها ماء البحر كثيرة التجارة وفيها قوم من رهط عمر بن الخطاب وسائر بطون العرب والعجم، ولها عدة مدن ليست بالعظام يتفرق فيها الناس وعاملها ينزل مدينة يقال لها البواسة بالقرب من إقليبية «٢» التي يركب منها إلى سقلية «٣» .

ومن القيروان إلى مدينة سفوطرة مرحلتان خفيفتان وهي مدينة كبيرة فيها قوم من قريش ومن قضاعة وغيرهم.

ومن القيروان إلى مدينة تونس «٤» وهي على ساحل البحر وبها دار صناعة وهي مدينة عظيمة منها كان حماد البربري مولى هارون الرشيد وهو صاحب اليمن.

وكان على تونس سور من لبن وطين وكان سورها مما يلي البحر بالحجارة فخالف أهلها على زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب وكان منهم منصور الطنبذي وحصين التجيبي والقريع البلوي فحاربهم فلما ظهر عليهم هدم سور المدينة بعد أن قتل فيهم


رابط كتاب  البلدان لليعقوبي النتوفي سنة 897 ميلادي 

https://shamela.ws/book/10808/185#p1

 





طيب اخي القارىء ماذا وقع بعد وفاة اليعقوبي سنة 897 ميلادي هل بقي للعرب وجود في بلاد الامازيغ ام انقرضوا؟؟؟

يقول ابن خلدون ان العرب بعد ان قضى عليهم الامازيغ  خاصة بعد ثورة كتامة على اخر العرب (الاغالبة) انقرضوا سنة 296 هجري  اي 909 ميلادي لم تبقى لهم قائمة وذهبت ريحهم الى الابد 
انظر كتاب ابن خلدون الجزء السادس تحقيق سهيل زكار الصفحة 149

 كلام ابن خلدون ينسف من يدعي في بلاد المغرب الامازيغي الكبير انه من اصل قرشي او يمني او من الاشراف العلويية الادارسة وغيرهم فقد انقرض جنس العرب كليا من بلدنا ابتداءا من سنة 909 ميلادي الى غاية دخول مجموعات بني هلال وبني سليم القرامطة في القرن 11 ميلادي والذي يزعم  انهم من العرب العدنانيين و هؤلاء ايضا لهم قصة اخرى تفيد ان اغلبهم تم القضاء عليه من قبل الدول الامازيغية في المغرب الكبير
وقد ذكرلنا المؤرخ ابن الاثير في القرن 12م  قصة انهزام العرب الاغالبة في تونس امام جيوش قبيلة كتامة الامازيغية ثم هروب العرب الى المشرق
انظر كتاب الكامل في التاريخ لابن الاثير الجزء 6 تخقيق الدكتور محمد يوسف الدقاق باب سنة 296 هجري
يمكن تقسيم تواجد العرب في بلاد الامازيغ الى مرحلتين المرحلة الاولى هي زمن الاحتلال الاموي اين عرفت تواجد عائلات عربية قليلة العدد مع الجنود و الجيش العربي الاموي و لكنها كانت اقلية بالنسبة للعدد الهائل للامازيغ و انتهت هذه المرحلة بثورات الامازيغ على العرب الامويين التي ادت الى انقراض اغلب العرب في بلاد الامازيغ 
المرحلة الثانية التي مر بها عرب الجيل الاول في شمال افريقية تتمثل في زمن دولة العباسيين الذين استطاعوا بسط نفوذهم في مناطق من تونس الحالية و منطقة الزيبان بالجزائر بفضل قبيلة ورفجومة الامازيغية التي افنت عرب قريش و بقايا الفهريين بالقيروان ثم نادت بحكم العباسيين الذين وطنوا قبيلة ورفجومة جزاء لهم بمدينة طبنة (جنوب باريكة) اول عاصمة للعباسيين في شمال افريقية ,لكن كثرة الثورات ضد هذا النظام العربي الجديد دفع بالعباسيين على التخلي عن افريقية و اسدال الحكم الى بنوالاغلب ( عرب من بنو تميم) الذين اسسوا امارة مستقلة اداريا عن بنو العباس لكن تابعين لهم روحيا , و كان نفوذهم محصور فقط في تونس و منطقة الزيبان جنوب قسنطينة 




اما جند امارة بنو الاغلب لم يكن من العرب فقط بل اغلبهم خليط من المرتزقة الامازيغ و الزنوج و غيرهم مما سرع بانهيار هذه الامارة لانعدام الوازع الديني و الوطني لهؤلاء الذين كان قتالهم من اجل المال و فقط.
اول عملية للتحرير الكبير كانت على يد اشاوس قبيلة كتامة التي تبنت المذهب الشيعي بحيث اسست جيش قام بابادة العرب الاغالبة (العباسيين)و الامازيغ الموالين لهم في كل مكان من الشرق الجزائري و تونس و انتهت هذه الحرب بعد الهزيمة النكراء لبنو الاغلب في معركة " الاربس" بنواحي الكاف بتونس بحيث كان على راس العرب الاغالبة اميرهم زيادة الله الثالث الذي جمع 80 الف جندي عربي و مرتزق من غير العرب و الذين ابيدو و قتلو تقتيلا ذريعا على يد اشاوس امازيغ كتامة الذين سحقوهم و ابادوهم عن بكرة ابيهم و كان ذلك سنة 909م ( 296 هجري) , اما اميرهم زيادة الله الثالث فر هاربا مع ذويه و مواليه الى المشرق دون رجعة خاتما بذلك تاريخ كله عار و خزي و طغيان للعرب الامويين والعباسيين في شمال افريقية الذين لم يستفد منهم سكان شمال افريقية في شيء سوى الحروب و الخراب و الفتن كما تنبا لذلك سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه و الذي منع اي عملية عسكرية من غزو او احتلال في زمنه ضد سكان افريقية و فعلا كان الرجل صادقا في رايه كما اثبته التاريخ.


انظر كتاب تاريخ الجزائر العام لعبد الرحمان الجيلالي الجزء 01 الصفحة 276 و 264 زهي وقائع منقولة من مراجع تاريخية اقدم




يتبين من خلال ما سبق ذكره انه قبل الغزوات الهلالية في القرن 11م لم يكن في بلاد المغرب الكبير عرب:
لم يبقى من العرب عامة في بلاد المغرب الامازيغي الا الفتات القليل جدا جدا من بعض الفرق العربية بعد ثورة الامازيغ وطردهم للعرب الامويين والاغالبة العباسيين ولم يعد للعرب اي وجود ما عدا بعض الافراد والعائلات التي فضلت البقاء في المغرب اوذابت واندمجت في الامازيغ ولم يعد لها اثر في نفس الوقت بقيت فرق اعرابية بدوية في اقصى شرق ليبيا تنجع في منطقة برقة وتمارس التجارة بين مصر وليبيا
وياكد هذا العلامة ابن خلدون حيث يقول في الجزء السادس الصفحة 6 ان العرب لم يكن لهم وجود في بلاد المغرب الى غاية غزوات بني هلال وبني سليم في القرن 11م

انظر الوثيقة 01:
يقول ابن خلدون عن إنقراض العرب جملة، وأصبحوا خولا للأعاجم ودولهم وذابوا فيها لذا سماهم "العرب المستعجمة"، بل إنه يقول أنهم أصبحوا إعاقة للدولة الإسلامية وعالة في الحروب، بل أصبحوا مهانين.
من هذه الشهادة نفهم أن ابن خلدون يرى ما قرأه عن العرب في كتب المؤرخين الأوائل الذين صنعوا هذه الخرافة المسماة العرب أصلا، وهذا واضح من تصوره لبنو أمية وحضارتهم التي قال عنها أنها انتقلت لهم عن طريق الفرس، إن تلك الخرافات التي قرأها مناقضة كما أتى تماما لحال العرب في عصره الذين كانوا مجرد خولا وعبيدا ومهانين في كل الاقطار التي يتجهون لها، فمن انقراض بنو امية المزعومين لم تكن لهم قائمة، بل كانوا منبوذين في كل الأقطار وبل كثيرا ما كان مدعي الأنساب العروبية من البربر (أمازيغ) وغيرهم هم سبب إعادة ذكرهم مثل انتساب زناتة للقيسية مثل ما فعل عبد المومن الكومي واتصل نسبه بأهل البيت، ونفس الفعل حاول فعله بنو مرين.

هاكم شهادة الرحالة والمؤرخين في القرن 11م و 12م  
والتي تاكد ان المغرب الكبير سكانه امازيغ ولا وجود للعرب:

اخوتي القراء  سناخذكم في جولة استكشافية لهوية سكان المغرب الامازيغي الكبير وذلك في القرن 10 مع الرحالة ابن المحوقل البغدادي و جولة اخرى مع الرحالة الشريف الادريسي في القرن 12 والهدف من ذلك لتتاكدوا ان الاحتلال الاموي والعباسي لم يبق منه شيئ ولم يبق للعرب كعرق اي اثر او تواجد في بلاد المغرب الامازيغي وهو ما ياكد كل تلك الروايات التي سبق ذكرها في الاجزاء السابقة

كذلك من خلال هذا الجزء سيمكننا التعرف على القبائل الامازيغية الكبرى ومناطق انتشارها في المغرب الامازيغي الكبير وهذا ليسهل عليكم فهم باقي الاحداث التاريخية في الاجزاء القادمة
قبل كل ذلك ننبه ان الكثير من اعداء الهوية الامازيغية المغاربية واعداء تاريخ الامازيغ يحاولون دائما خلط الاوراق والمفاهيم والتاريخ من اجل طمس هوية المغرب الامازيغي ومن هذه الاكاذيب المتداولة هو قولهم ان المغرب الكبير والامازيغ اختلطوا مع الرومان والبزنطيين والهدف من هذه التدليس والكذب هو القول ان بلاد الامازيغ بلاد مختلطة الاعراق والاجناس يقصدون (بلد بلا هوية)
والرد على هؤلاء كما يلي :
فحتى قبل الغزوات الاموية  والعباسية والهلالية كان الامازيغ مسيطرين على اغلب اراضيهم في المغرب الكبير
نعم عزيزي القارئ هناك من يحمل بطاقة تعريف مكتوب عليها جنسية جزائرية ولكنه يزايد  على تاريخ الجزائر كانه لا يملك حس الانتماء لهذه الارض وتاريخها ويتكلم و يقول في المنتديات عن بلاد الامازيغ وعن احتلال الرومان والبزنطيين ( حكموكم ...احتلوكم  1000 سنة....حاربوكم ) و كان هؤلاء ليسوا جزائريين  من المريخ او انهم  متاكدين  انهم  ليسوا امازيغ  مثل اغلبية هذا الشعب ؟؟؟
نقول لهؤلاء  من قال لكم ان الرومان حكمونا كلنا ؟ و من قال لك لمدة 1000 سنة ؟؟؟ و من قال لكم انهم كانوا يتواجدون بكثافة ؟؟ و من قال لكم انهم لم يختفوا ولم يبدهم ويطردهم الامازيغ كليا؟؟
خذ الاحتلال الفرنسي كمثال و الذي فاق احتلاله لبلادنا احتلال الرومان من حيث الاستيطان
يا من تدعي على الامازيغ انهم اختلطوا بالرومان  هل تعرف انت قبيلة جزائرية واحدة فقط من اصول فرنسية ؟
فاعلم يا مدعي ومشوه تاريخ الامازيغ انت لا تفقه في تاريخ هذه الامة شيء بل انت مجرد ضحية لاعداء هذه الامة لا اكثر و لا اقل.
و ننصحك بقرائة كتاب تاريخ الجزائر لمبارك الميلي الذي اكد من خلال مراجع عديدة الامازيغ تحت الحكم الروماني ظل اغلبهم متحرر ومستقل خاصة في جبال الاوراس وجرجرة والونشريس

انظر صورة من كتاب امبارك الميلي:


استكشاف بلاد المغرب الامازيغي في القرن 10 ميلادي:

بعد ان تاكدتم من خلال الاجزاء السابقة فناء الجيل الاول من العرب الامويين والقرشيين والعباسيين بعد ثورات الامازيغ عليهم فلم يعد لهم وجود على ارض بلاد المغرب الكبير كذلك بعد ان تاكدتم ان مايسمى الادارسة والاشراف في بلاد المغرب الامازيغي هؤلاء جميع اثبت التاريخ انهم لم يعد لهم وجود على ارض الامازيغ وان كل الذين انتسبوا اليهم ليسوا سوى عائلات وقبائل امازيغية  كانوا اتباع للدولة الادريسية ثم انتحلوا النسب الشريف زورا بعد سقوط هذه الاخيرة  ومن ذلك لم يعد في بلاد الامازيغ اي وجود عربي الى غاية القرن 10 ميلادي وهذا ما اكده الرحالة والجغرافي والمؤرخ (ابن المحوقل ) في كتابه صورة الارض
حيث بالاطلاع على هذه الشهادة الحية والمباشرة لذلك العصر يتضح جليا ان كل المغرب الامازيغي الكبير اهله ومدنه من الامازيغ وندعوا القارئ الكريم للتجول في ذلك العصر من خلال كتاب (ابن المحوقل)
رابط الكتاب صورة الارض لبن حوقل :


او من الرابط :

قم بجولة استكشافية للمغرب الكبير في القرن 10 ميلادي:

لا تبخل نفسك عزيزي القارئ وقم بجولة في بلاد المغرب الامازيغي في القرن 10 ميلادي مع ابن المحوقل لتتاكد ان هذه الارض التي تعيش فيها كانت وبقت ارض امازيغية رغم احتلال الاعراب الامويين كما يقول المثل ( راح الواد وما بقى فيه غير احجاره)

وهذه خريطة للمغرب الامازيغي الكبير من القرن 10 لابن المحوقل البغدادي

وهذا وصف لتلك الخريطة من كتاب ابن المحوقل البغدادي: (ص 67 و 68 من كتاب صورة الارض)


تكملة وصف الخريطة من كتاب صورة الارض لابن المحوقل:



كل المدن والقرى المعروفة حاليا في المغرب الكبير كانت موجودة و لها سكانها قبل غزوات بني هلال:

كانت تلك شهادة من القرن 10 ميلادي بمعنى انها قبل دخول بني هلال ومن معهم الى بلاد الامازيغ
حيث اكد في كتابة صورة الارض على ان كل تلك المدن ساكنتها من الامازيغ (البربر) وختم بالقول ان شعوب الامازيغ كثيرة لا يمكن لاحد الوقوف على عددهم وذكر ان قبيلة زناتة لوحدها فيها اكثر من ثلاثمئة الف بيت
مما يعني ان قبيلة زناتة لوحدها يمكن ان يصل عدد افرادها نساء ورجال وشيوخ واطفال الى اكثر من مليون ونصف باعتبار ان البيت يضم على اقل تقدير 5 افراد

انظر مقال من كتاب صورة الارض :

شهادة اخرى  من القرن 10 م على امازيغية بلاد المغرب الكبير:

في كتاب المسالك والممالك  للمؤرخ ابي القاسم ابن المحوقل يقول في الصفحة 97 ان احد بطون  صنهاجة لوحدها بالمغرب  ( بطن نوالة وخص) تملك من البيوت 300 الف وان عداد الامازيغ لا تحصى
300 الف بيت تساوي حوالي 1.5 مليون نسمة 
انظر الرابط السابق لكتاب صورة الارض :



حالة السكان والتركيبة السكانية بعد غزوات بني هلال في 1050م : 
واما بعد دخول بني هلال وبني سليم في حوالي 1050 ميلادي فهذه الغزوات لم تغير شيئ في التركيبة العرقية للمغرب الامازيغي
اخي القارئ قال ابن خلدون في كتابه (العبرفي اخبار العرب والعجم والبربر) الجزء السادس ان بلاد المغرب الكبير قبل غزوات بني هلال في القرن 11 ميلادي لم يكن بها عرب (انظر الوثيقة التالية)
صورة من كتاب ابن خلدون الجزء السادس الصفحة 6
هل تعلم لماذا لم يكن للعرب وجود في المغرب الكبير الجواب :
لان كل العرب الامويين والعباسيين ثار عليهم الامازيغ بسبب طغيانهم وتجبرهم على الناس وقامت معارك كبيرة بين الطرفين وانتهت بابادة وهروب كل العرب الامويين والعباسيين من بلاد المغرب الكبير وهي الحقائق التاريخية التي سنتاكد منها في الأجزاء التالية :
المهم كلكم في بلدان المغرب الكبير رايتم حملة التزوير الشرسة من قبل دعاة القومية العربية التي ظهرت منذ سنوات على مواقع التواصل الاجتماعيي و كيف اصبحت الكثير من قبائل الجزائر مثلا قبائل عربية النسب و الاصل من الشرق للغرب و من الشمال للجنوب و نفس الظاهرة موجودة في المغرب و تونس و ليبيا و حتى مصر , اما الدعامة الاساسية لتلك الانساب العربية تتمثل في قبيلة اسمها بنو هلال و بنو سليم و احفاد ادريس الثاني حفيد سيدنا علي رضي الله عنه و الذي اصبح بمثابة " نوح شمال افريقية " لكثرة الانتساب لهذه الشخصية عند من يطلقون على انفسهم اسم الاشراف او الشرفة و العلويين و الادارسة و المرابطين و آل البيت و حتى بعض الكلام التافه مثل " نحن احفاد الفاتحين العرب" ؟
اولا يجب ان تعرف عزيزي القارئ شيئ مهم جدا , هذه الانساب العربية غير معروفة تماما على ارض الميدان و الواقع فلو سالت ابناء اي قبيلة يقال انها ادريسية او هلالية ستجد اغلبهم لا يعرفون اسم ادريس الثاني او المدعوى هلال بن عامر بن صعصعة و لا هم يحزنون رغم ان فيهم من يعتقد فعلا انه عربي الاصل و جاء اجداده فعلا من جزيرة العرب لانه فقط يعتقد ان لسانه الدارج عبارة عن لسان عربي و ليس امازيغي ؟ و في احسن الاحوال يعتقد انه حفيد من يسميهم "الفاتحين العرب " الذين جلبوا لنا النور و الاسلام ؟ بل و ستكتشف ان اكثرهم لا يزالون محافظين على اللسان الامازيغي و يعرفون انهم امازيغ

حيث اباد الامازيغ اغلب العرب الامويين من الجيل الاول وطردوهم الى خارج بلاد المغرب الاوسط (الجزائر ) والمغرب الاقصى وهي ما تعرف بثورات الامازيغ سنواة 122-123 هـ/740-741 م و التي سجلت الهزيمة النكراء لفرسان و شجعان و حماة العرب الامويين أمام البطل الأمازيغي خالد بن حميد الزناتي ولم يبقى منهم بعد ذلك سوى القليل في القفار ونواحي القيروان وليبيا واسسسوا بمعية بعض الامازيغ دولة الاغالبة التابعة للحكم العباسي والتي لم تتعدى سيطرتها حدود القيروان كل هذه التفاصيل سنبينها بدقة ومن اقدم المراجع التي شهدت على هذه الوقائع التاريخية التي جعلت من الوجود العربي الاموي والعباسي منعدم في المغرب الكبير قبل غزوات بني هلال وبني سليم في القرن 11 ميلادي وهؤلاء أيضا سياتي الدور لدراسة تاريخهم وقصة فنائهم في بلدان المغرب الكبير فحتى بعد دخولهم الى ناحية افريقا اي تونس لم يكن عددهم يتجاوز 7 الاف فرد و بالتالي لم ياثروا في التركيبة العرقية لبلاد المغرب الامازيغي الكبير

وهنا سنضع لكم شهادة المؤرخ والرحالة الكبير (محمد الشريف الادريسي ) وهو من مؤرخي المنتصف الاول من القرن 12 ميلادي حيث توفي سنة 1164 ميلادي

هذا الرحالة المؤرخ كتب في منتصف القرن 12 م  كتاب اسمه (نزهة المشتاق في اختراق الافاق)
حيث وصف اغلب مناطق المغرب الامازيغي الكبير واكد على ان  اغلب السكان هم من الامازيغ وهذه شهادة رحالة جال في المغرب الكبير وراى بعينه التركيبة السكانية لشمال افريقية والتي يقول عنها ان الغالب على مدن المغرب الكبير هم الامازيغ
انتبهوا جيدا شهادة الرحالة الادريسي جائت بعد مئة سنة من دخول او غزوات بني هلال ومن جاء معهم مما يعني ان تلك الغزوات لم تغير شيئا في التركيبة العرقية لسكان شمال افريقيا
حيث قال الادريسي في الصفحة 221 و 222 من الجزء الاول من نزهة المشتاق:
ان كل مدن وقرى المغرب الكبير هم امازيغ وذكر منهم بلاد المغرب الاقصى ومنها بلاد صحراء نول لمطة وتازكغت و اغرنو وبلاد السوس الاقصى ومنها مدينة تارودنت وتيويوين  و تامامت وكذلك سجلماسة ودرعة  و داي وتادلة وقلعة مهدي بن توالة وفاس ومكناس وسلا وكل المراسي على البحر الاطلسي والبحر المتوسط ومدينة تلمسان ومدينة تطن وقرى  وصفروى ومغيلة  واقرسيف وكرناطة ووجدة ومليلة ووهران وتاهرت واشير وتنس وبرشك وجزائر بني مزغنة وتدلس وبجاية وجيجل ومليانة والقلعة والمسيلة والغدير ومقرة ونقاوس وطبنة وقسنطينة وتنجس وباغاي وتيفاش ودار مرين وبلزمة ودار ملول وميلة كل هذه المدن اهلها من الامازيغ


انظر صورة من كتاب الادريسي على الرابط التالي:


وهذا وصف لبعض مناطق المغرب الاقصى ومنه كثير:

وهذا وصف لمنطقة مليانة و الونشريس في الجزائر:
 
وهذا وصف لمنطقة المسيلة :

وهذا وصف لمنطقة تيهرت او تيارت :
وهذا وصف للمنطقة بين تيارت وتلمسان :

وهذا وصف لنواحي وهران وشرشال الامازيغيتان:

وهذا وصف لمنطقة الجزائر العاصمة :

وهذا وصف لمنطقة ميلة نواحي قسنطينة :

وهذا وصف لمنطقة بني زندوي :


وهذا وصف بمنطقة (اكجان) نواحي سطيف ووصف لكل المنطقة الممتدة من سطيف الى ما بعد عنابة :


وهذا وصف لمنطقة مازونة :



وهذا وصف لنواحي شرشال ايضا:



تعليق على شهادات الرحالة الادريسي في القرن 12 م حول هوية المغرب الكبير:

هذه بعض المقتطفات من كتاب الادرسي الذي يعتبر شاهد عيان لهوية سكان المغرب الامازيغي في القرن 12 اي بعد 150 سنة من الغزوات الهلالية وتبين ان التركيبة السكانية لم تتغير اطلاقا فالاغلبية الساحقة من سكان الجزائر والمغرب الامازيغي الكبير هم من الامازيغ
وقد كانت بعض جيوش الامازيغ في اواخر الدولة الاموية وفي ثوراتهم تعد بمئات الالاف :
انظر كتاب مفاخر البربر الصفحة 141: حيث يبين الكاتب ان جيش ابو حاتم بن يعقوب المغيلي الامازيغي ثار سنة 150 للهجرة وكان جنده مشكل من 315 الف راجل و 80 الف فارس وتغلب على افريقيا كلها
انظر صورة من كتاب مفاخر البربر:



وهذه خريطة توضيحية لتواجد القبايل الامازيغية ونفوذها أواخر العهد الموحدين الامازيغ في القرن 13 ميلادي


ثم جاء عصر ابن خلدون أي القرن 14م الذي ذكر العديد من قبائل الامازيغ وحدد مواقعهم والاحداث التاريخية التي سادت تلك الفترة
ومن خلال تاريخ ابن خلدون الذي ذكر القبائل الامازيغية الكبرى واماكن تواجدها نضع لكم الخريطة التالية:


ملاحظة هامة:
هذه الخريطة ستسهل على القارئ الكريم فهم مواقع الاحداث التاريخية و مواقع القبائل الامازيغية منخلال ما ذكره ابن خلدون في اواخر القرن 14 م وللاستزادة في المعلومات عن مختلف القبائل الامازيغية ندعوا القراء الى الاطلاع على كتاب مهم وقيم للمؤرخ بوزيان الدراجي هذا الكتاب المدعم بكل المصادر اللازمة:
انظر كتاب القبائل الامازيغية على الرابط التالي:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق