استعانة بقايا اعراب الهلاليين بالصليبيين ضد الموحدين المسلمين والعقاب الثاني لهؤلاء الاعراب القرامطة:
بعد تلك الهزيمة الاولى
للاعراب الهلاليين في سطيف فر قائد هؤلاء الاعراب المجرم محرز بن زياد الرياحي مع بعض
العربان الذين سلموا من القتل في سطيف و التحقوا بمن تبقى من اعراب بنوهلال في تونس
وفي هذه الاجواء (سنة
548 هجري ) ساند الاعراب في نواحي افريقية ملك الفرنج في غزوه لمدينة بونة (عنابة
) ويبدو ان هذا التصرف المخزي كان انتقاما من الموحدين وهزيمتهم امام عبد المومن في
سطيف
انظر وثيقة 01 :
نقض
الاعراب الهلاليين اوعودهم للموحدين وهروبهم من قتال الكفار في الاندلس:
كما رايتم سابقا فبعـد
المعركة الاولى بسطيف والتي كادت ان تبيد الاعراب عن اخرهم لولا رافت عبد المومن بهم
ونيته الاستفادة منهم عسكريا لنقلهم الى المغرب الاقصى ومن ثم الى الاندلس و بعد كل
المحاولات والتوسلات التي أبداها عبد المؤمن لبقيا الاعراب خرجت معه اغلب بطون رياح
الهلالية في اتجاه المغرب مترنحين بين البقاء والهجرة ، لكنهم عادوا من الطريق ونفضوا
حلفهم وقالـوا ” ما غرض عبد المؤمن إلا إخراجنا من بلادنا وهذا يبين بوضوحان الهلاليين
الى غاية هذا العهد ما زالوا لا يؤمنون بالجهاد في سبيل الله ولا يهمهم امر الاسلام
او الدفاع عن اراضيه :
اقرا كتاب النويري ، نهاية
الأرب ، 24 ص174 .
انظر وثيقة 02 :
المعركة الثانية
او العقوبة الثانية للاعراب على يد الموحدين الامازيغ:
وبسبب مخالفة الاعراب
ونقضهم لعهودهم وهروبهم من جيش الموحدين وعودت كثير منهم الى نواحي تونس واستمرارهم
في الافساد في بلاد افريقيا وخاصة نواحي الصحراء وجنوب تونس أرسل عبد الموؤمن الموحدي
من يطاردهم وهزمهم في موقعة جبل القرن جنوبي القيروان سنة 555هـ/1160م
انظر كتاب نهاية الارب
للنويري الصفحة 174 الجزء 24
انظر وثيقة 03 :
اعدام وصلب زعيم
الاعراب الهلاليين (محرز بن زياد الرياحي)
عاود عليهم عبد المومن
الكومي الكرة بعد بضع سنوات بعدان خانوا عهودهم واعلنوا العصيان بحيث اجتاحت جيوش الموحدين
تونس كذلك من اجل محو آثار الصنهاجيين منها سنة 554 هجري و هنا جمع محرز بن زياد الرياحي
الهلالي زعيم الهلاليين الهارب من معركة سطيف
جمع كل الاعراب الهلاليين
و غيرهم لمواجهة الموحدين في ضواحي القيروان مما دفع بعبد المومن الكومي بارسال جيشه
من الامازيغ للقيروان حيث تقبضوا على هؤلاء الاعراب الهلاليين و اثخنوا فيهم بالقتل
و الذبح و سبي نساء الاعراب الهلاليين و غيرهم من العربان و هنا تم القاء القبض على
الارهابي محرز بن زياد الرياحي الهلالي زعيم قبائل بنوهلال الذي اعدمه الامازيغ و صلبوه
في القيروان .وثيقة 04
انظر كتاب ابن خلدون الجزء06
باب الخبر عن بني خراسان من صنهاجة
انظر الوثيقة 04
نفي بقايا
بني هلال بالقوة الى المغرب الاقصى والاندلس:
اما بقايا الهلاليين ممن
سلم نفسه لاسياده الجدد امازيغ الموحدين فقد تم نفيهم للمغرب الاقصى ثم الى الاندلس
و لم يتبقى من هؤلاء الهلاليين في تونس و الشرق الجزائري الا بعض الفرق الصغيرة التائهة الهاربة في اعماق الصحاري نواحي ليبيا والتي
ستتعرض هي الاخرى للقتل و الابادة و التشريد مستقبلا كما سنراه لا حقا في الاجزاء القادمة
وذلك بسبب خيانتهم لعهودهم ومحاولة الغدر بالامازيغ .
استسلام بقايا
الاعراب الهلاليين للامازيغ الموحدين وترحيلهم من الجزائر الى المغرب الاقصى:
المهم مرة اخرى أرجأ عبد
المؤمن القوة كورقة أخيرة وتغاضى عن ابادة بقايا الاعراب وظل يحتفظ بشعرة معاوية معهم
لغرض سياسي في نفسه (حملهم الى الاندلس لسد الثغور) ، وقبل اعتذارهم عندما جاءه فخد
من رياح وهم بني محمد بقيادة زعيمها يوسف بن مالك ألقوا بمقاليد الانقياد إليه وكذلك
استسلم له أعيان من قبائل الأثبج وزغبة وراحوا ” يمدون يد الاستتابة ويطلقون ألسنة
الإنابة ، ودخلت جشم في طاعته وقرروا الرحيل معه إلي المغرب الأقصى انظر كتاب بروفنسال
، مجموع رسائل موحدية ، ص119
انظر وثيقة 05
تخطيط الموحدين
لنقل بقايا الاعراب الهلاليين الى المغرب الاقصى ثم الى الاندلس:
حيث قابل عبد المؤمن بقايا
الاعراب المنهزمين مرة اخرى بقبولٍ حسنٍ عندما طلبوا الأمان معللاً ذلك ” بالرفق بالجهال
ومقابلة البعيد بالتقريب والإسهال ،(اقرا كتاب بروفنسال ، مجموع رسائل موحدية ، ص29
.)
قبل عبد المؤمن اعتذاراتهم
واعتبر أن استخدامهم في الجهاد بالأندلس سيكون بمثابة تكفير لهم عما قاموا به من تصرفات
غير محمودة في الماضي أخبر بذلك الموحدين في قرطبة بقوله : (وكنا أعلمناكم أن العرب
… يُرجي لهم أن يتلافوا زللهم ، ويستدركوا خطئهم ، بغزو جزيرة الأندلس)
انظر كتاب بروفنسال ،
مجموع رسائل موحدية ، ص111-112 .
انظر وثيقة 06
كثير من القراء يتسائل
ربما لماذا لم يفني الموحدين الامازيغ للاعراب الهلاليين ومن معهم والجواب واضح هو
رغبة عبد المومن الموحدي في استعمال بقايا الاعراب الهلاليين في حرب الصليبيين بالاندلس
هو السبب الوحيد الذي جعل عبدالمؤمن الموحدي يتريث و لا يبيد كل من تبقى من بني هلال
والهدف واضح هو تخطيطه لحملهم الى الاندلس لمحاربة الصليبيين وتعمير الفراغات في الاندلس
وتقوية الدولة الاسلامية هناك باعداد بشرية جديدة خاصة ان التحركات والهجومات الصليبية
اصبحت تشكل خطر حقيقي على بلاد الاندلس والمسلمين هناك
ظهرتْ فكرةُ الاستعانةِ
بالعربِ من هلال وسليم لقتالِ نصارى الأندلسِ في ظِلِّ دُولِ الطَّوائِفِ، لكنَّ مخاوفَ
حُكَّامِ الأندلسِ المُتناحرين من انتقالِ الفَوضى التي أحدثَها العربُ في المغربِ
الأدنى وإفريقيةَ أَجَّلتْ مشروعَ دعوتِهم للجواز ، واستعانوا بالمُرابطين، ولمَّا
كان المُوحدون أكثرَ انفتاحًا علي الشَّرقِ من المُرابطين، قَرَّروا استقدامَ العربِ
إلي الغربِ الإسلاميِّ، وترويضهم لصالحِ القُوَّةِ الإسلاميَّةِ في مُواجهةِ النَّصارى
تبنَّي المُوحدُون نفسَ
السياسةِ بمبادرةٍ مِنْ أَوَّلِ خُلفاءهم عبد المؤمن بن علي؛ فاحتفظُوا بفيلَقِ النصارى
الأجنبيِّ علي أثرِ انتصارِهِمْ عليه، وجدَّدُوا في النَّهجِ ذاتِهِ عندما أضافُوا
عنصرَ العربِ إلي المنظومةِ العسكريَّةِ، حيثُ أبعدوهم عن إفريقية (تونس) والمغرب والأوسط،(الجزائر)
وأنزلوهم في أخصب الأراضي المغربية بالسهول الأطلسية، ثم استقدموا (الغز الأتراك) من
أقصي التُّخُومِ اللِّيبيَّةِ
لهذا نقول ان الجيش الموحدي
كان يخوض معاركه في الاندلس مشكلا من اغلبية عناصر امازيغية وجزء منه من الاعراب وجزء
من الغز الاتراك وحتى من فيلق من النصارى الموالين .
الى القاء في الجزء السابع
والعشرون (27)
والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق