السبت، 9 يونيو 2018

الغزوات الهلالية انضم اليها ايضا العديد من القبائل الامازيغية الناقمة على الدولة الزيرية


 الغزوات الهلالية انضم اليها ايضا العديد من القبائل الامازيغية الناقمة على الدولة الزيرية

فمن هم هاؤلاء الامازيغ الذين زحفوا مع بني هلال الى افريقيا تونس وانتحلوا النسب الهلالي؟
بعدما اعطيناكم الدليل على كون فرقة الاثبج و هم اكبر فرقة في الهلاليين ليسوا هلاليين صرحاء بشهادة اقدم و اشهر نسابة العرب الذين لم يذكروهم قط و نسبهم مجهول في حقيقة الامر و ممكن جدا ان يكونوا من يهود جزيرة العرب الذين تحالفوا مع الاعراب الهلاليين كما لمحت له نتيجة تحليل عينة من بطن دريد الاثبجية الموجبة للتحور YSC76,
اليوم سنكلمكم على بعض الامازيغ الذين اكتشفهم ابن خلدون وسط هؤلاء الاعراب من بنو هلال و بنو سليم الذين جائوا مع الاعراب الغزاة أي امازيغ انتحلوا انساب هؤلاء الاعراب بسبب انضمامهم و تحالفهم معهم لمحاربة المعز ابن باديس الصنهاجي الذي حاربهم و اخرجهم من ديارهم في شرق ليبيا خاصة برقة قبل ذلك
للتذكير فالعرب عامة لم يبقى لهم اي وجود في بلاد المغرب الكبير بعد انهيار وطرد الامازيغ للامويين وللاغالبة العباسيين من تونس وانحصر وجودهم فقط نواحي غرب النيل او غرب مصر من خلال بعض الفرق البدوية التي كانت ناجعة في منطقة برقة شرق ليبيا (انظر موقع منطقة برقة)

 المنطقة الحمراء هي المجال الوحيد الذي بقت فيه بعض الفرق الاعرابية تنجع وتتنقل فيه بحثا عن الكلئ والتجارة مع القبايل الامازيغية هناك ومن هذه الفرق الاعرابية ذكر لنا ابن خلدون فرقة بن قرة بن هلال الاعرابية

قبل الغزوات الهلالية في القرن 11م لم يكن في بلاد المغرب الكبير عرب:
لم يبقى من العرب عامة في بلاد المغرب الامازيغي الا الفتات القليل جدا جدا من بعض الفرق الاعرابية بعد ثورة الامازيغ وطردهم للعرب الامويين والاغالبة العباسيين ولم يعد للعرب اي وجود ما عدا بعض الافراد والعائلات التي فضلت البقاء في المغرب اوذابت واندمجت في الامازيغ ولم يعد لها اثر في نفس الوقت بقيت فرق اعرابية بدوية في اقصى شرق ليبيا تنجع في منطقة برقة وتمارس التجارة بين مصر وليبيا
وياكد هذا العلامة ابن خلدون حيث يقول في الجزء السادس الصفحة 6 ان العرب لم يكن لهم وجود في بلاد المغرب الى غاية غزوات بني هلال وبني سليم في القرن 11م

انظر الوثيقة 01:


انضمام قبائل امازيغية لغزوة بني هلال لتونس:

ومع نزوح الهلاليين وغزوهم لافريقية (تونس) دخل مع هؤلاء الاعراب بعض الفرق الامازيغية ومنهم من نسب نفسه زيفا الى بني هلال
فأما اكبر فرقة امازيغية نسبت نفسها لبني هلال وبني سليم وشاركتهم الغزو هي فرقة ذباب DEBAB المنسوبة لبنو سليم بن منصور التي استوطنت قابس و طرابلس الى برقة بليبيا و هي اكبر فرقة منسوبة لبنو سليم بين ليبيا و تونس حاليا
بل و خرافة بنوسليم بهاذين البلدين متعلقة أساسا بهذه الفرقة أي ذباب بن سليم و لها بطون عدة و هؤلاء لم يتعرضوا للإبادة لا حقا مثل اغلبية بنوهلال, و من بين بطونها نكتفي بذكر فرقة النوايل ( لا علاقة لهم بأولاد نائل الخرشفيين في الجزائر) للعلم رئاسة ذباب بن سليم كانت فيهم و اخوانهم و هؤلاء هم النوايل الموجودين بتونس اليوم , استمعوا جيدا :
لقد ذكر ابن خلدون كل ما قيل في نسب ذباب بن سليم هؤلاء و بعد التحقيق اكتشف ابن خلدون نسبهم الحقيقي في قبيلة مسراتة احد بطون قبيلة هوارة الامازيغية بل و تأكد من ذلك من عند كبار النسابة و المحققين بعد دخوله لمصر ( الوثيقة 01+)
كتاب العبر لبن خلدون ج06 باب الخبر عن ذباب بن سليم صفحة 114

انظر ( الوثيقة 01+)
ويقول ابن خلدون ايضا ان بعض القبايل الامازيغية كانت مع اعراب بني سليم تسيطر على منطقة شرق وجنوب تونس بعد غزوات القرن 11 م ومن هؤلاء الامازيغ قبيلة بني يفرن و قبيلة هوارة الامازيغية حيث ياكد ابن خلدون انهم استعرب لسانهم واصبحوا يعيشون بنفس طبائع الاعراب من بني سليم وغلبت عليهم البداوة وحياة النجعة
انظر الوثيقة رقم 02
 سكان شرق ليبيا كانوا ومازالوا اصلهم امازيغ في اغلبيتهم:

و سأعطيكم دليل ثاني قوي جدا على ان سكان تلك المناطق (نواحي برقة) هم امازيغ الاصل واللسان و هو ما جاء في كتاب رحلة ابن الدين الاغواطي الذي كلفه سفير الولايات المتحدة الامريكية لدى الدولة العثمانية بالجزائر السيد وليام هودسون سنة 1825م بالقيام برحلة في شمال افريقية لدراسة اللغة الامازيغية او البربرية بحيث قابل الرحالة ابن الدين الاغواطي فرقة النوايل هؤلاء في ليبيا و وجدهم يتكلمون بلهجة ظنها قبطية أي لا يتكلمون بالعربية قط و بعد التحقيق وصل السفير وليام هودسون الى كون هؤلاء لا يتكلمون القبطية التي يعرفها هذا السفير جيدا لكن هي لغة امازيغية افسدتها مصطلحات فينيقية موروثة من العهد القديم و هذا هو نفس كلام و ملاحظات المؤرخ الروماني Strabon سترابون ( 64 ق.م – 23 ب.م ) الذي مر بشمال افريقية و وقف على فساد اللغة الامازيغية او البربرية بالفينيقية الكنعانية ( هؤلاء هم اول من تعرب من الامازيغ لفساد لسانهم الامازيغي ) في ليبيا بل و اكد السفير الأمريكي لدى الدولة العثمانية ان اللغة الامازيغية او البربرية هي الأكثر انتشار في شمال افريقية ذلك العهد اي في اوائل القرن 19م ( و ثيقة 03 و 04 )
كتاب رحلة ابن الدين الاغواطي تقديم و تصحيح ابوالقاسم سعد الله
الكتاب: رحلة الأغواطي الحاج ابن الدين في شمال إفريقيا والسودان والدرعية




انظر الوثيقة 03
انظر الوثيقة رقم 04



نعم عزيزي القارئ خرافة بنو هلال مبنية في الجزائر على فرقة الاثبج الفانية المجهولة في مسراتة احد بطون هوارة

المهم لنستمر في الكشف عن هوية الاعراب الغزاة للمغرب الكبير في القرن 11م:

فأما ثاني  فرقة سنكلمكم عنها اليوم هي اكبر فرقة في قبيلة جشم بن صعصعة أي اخوة بنوهلال , اسم هذه الفرقة هو بنو جابر بن جشم الذين استوطنوا المغرب الأقصى بأمر من الموحدين و الرئاسة فيهم لقبيلة ورديقة ( في نسخة بيروت ) او ورديغة ( في نسخة تونس) و هم نفسهم قبائل ورديغة الساكنين اليوم بمنطقة الشاوية في المغرب الاقصى ارض قبيلة برغواطة في غابر الازمان و من اهم بطون قبيلة ورديغة هؤلاء اليوم : عرش آيت الفاضل , عرش آيت احمد , عرش آيت عادت , عرش العشاشكة و غيرهم و كما تلاحظ عزيزي القارئ من بطون ورديغة اليوم تستنتج ان قبيلة بنو جابر بن جشم هم امازيغ انتحلوا هذا النسب الاعرابي كما نقل لنا ابن خلدون حيث رجح انهم امازيغ من قبيلة سدراتة اما من لواتة او من زناتة
 ( هناك قبيلتين باسم سدراتة ) ( وثيقة 05 ) باب الخبر عن بنو جابر بن جشم

انظر وثيقة 05:


هذه هي اهم قبيلة تنسب زيفا للاعراب الهلاليين وتستعمل من طرف صناع خرافة بنوهلال في المغرب الأقصى صدقوا او لا تصدقوا والارجح انهم من الامازيغ.
فأما الفرقة الثالثة فأمرها غير مهم لكن سنذكرها , هي فرقة لفجور التابعة لفرقة السعيد عتبة من بقايا رياح الهلالية فقد اكد ابن خلدون انهم امازيغ من لواتة و زناتة ( و وثيقة 06 ) .
باب الخبر عن رياح :

 انظر الوثيقة رقم06
انتباه المورخ ابن خلدون للانتماء الزائف الى بني هلال وبني سليم:
هذه بعض الحقائق المخفية من طرف صناع خرافة و كذبة بنوهلال و بنو سليم في شمال افريقية , و سننتقل بكم الى حقائق أخرى مخفية تماما و مسكوت عنها عمدا لخلق هذا العرق العربي الوهمي في الجزائر و شمال افريقية و الذي آثاره الجينية في بلادنا تكاد تكون منعدمة تماما كما سبق و بيناه في موضوع اخر

و قد ذكر لنا ابن خلدون بعض المحاولات للانتساب لبني سليم و هلال و اللتي زادت تدعما بعد انتشار سيرة بني هلال :
قال ابن خلدون في تاريخه ص : 227 المجلد السادس في باب الطبقة الرابعة من العرب المستعجمة أهل الجيل الناشيء:
وبقي في مواطنهم . ببرقة لهذا العهد أحياء بني جعفر، وكان شيخهم أوسط هذه المائة الثامنة أبو ذئب وأخوه حامد بن حميد وهم ينسبون في المغرب تارة في العزة ويزعمون أنهم من بني كعب سليم وتارة في الهيب كذلك، وتارة في فزارة،والصحيح في نسبهم أنهم من مسراتة إحدى بطون هوّارة

 انظر وثيقة 07.

خلاصة هذا الجزء:

هو ان الكثير من القبائل الامازيغية نواحي غرب ليبيا انتحلت النسب الهلالي والسليمي والعربي وانضمت الى الغزوات الهلالية في القرن 11م وذلك لعدة اسباب سياسية و اقتصادية (اقتسام مغانم الغزوات الاعرابية واقتطاع الاراضي وغير ذلك) وتدريجيا نسى ابناء هؤلاء اصولهم الحقيقية (الامازيغية) واصبح كثير منهم اليوم يدعى النسب العربي والهلالي والسلمي ولكن في حقيقته هم امازيغ وهذا هو ما اكده لا حقا كثير من النتائج في التحاليل الجينية لسكان المغرب الامازيغي الكبير حيث ظهرت اغلب العينات لمنتسبي الاصول العربية على السلالة الامازيغية وهو الموضوع الذي سنطرحه لا حقا ليعلم الجميع ان كل بلدان المغرب الكبير اغلبهم الساحقة حسب الدراسات الجينية هم امازيغ
المهم قبل ذلك انتظرونا في الجزء القادم وهو بداية قصة ابادة اغلب الاعراب الهلاليين والسلميين الذين غزو بلاد المغرب الكبير في القرن 11 م


هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكرا على هذا التقديم الرائع و المفيد لتاريخ يجهله الكثيرين
    و تحية عطرة لكل أكاديمي لنشر الحقائق التاريخية
    بارك ألله في أعماركم.

    ردحذف