السبت، 2 يونيو 2018

وقفة في جريمة الاعراب القرامطة في حق الحرم المكي وراي الائمة والمسلمين فيها


وقفة في  جريمة الاعراب القرامطة في حق الحرم المكي وراي الائمة والمسلمين فيها :

كما ذكرناه سابقا الاعراب الهلاليين وبني سليم واعراب اخرون لم نذكرهم ارتكبوا ابشع الجرائم في حق الاسلام والمسلمين قبل ان يغزوا بلاد المغرب الكبير وجريمتم البشعة هي غزوهم الحجاج في مكة المكرمة
العرب في  شبه الجزيرة العربية هم اول من تعرض لظلم بنوا هلال وبنوا سليم القرامطة:
لم يجد الخليفة العباسي انذاك سوى إبعاد الاعراب القرامطة في  شبه الجزيرة العربية  عن طريق الحج وكان ذلك بترحيلهم إلى بادية الشام وهناك استمرت غاراتهم على المدن والقرى والأرياف، يذكر الطبري عمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبها كبير القرامطه في الشام, يقول:إن أهل دمشق صالحوه على دفع الأموال, وكذلك فعل أهل حمص, ثم سار إلى حماة ومعرة النعمان وغيرهما, فقتل أهلها وقتل النساء والأطفال, ثم سار إلى بعلبك فقتل عامة أهلها حتى لم يبق منهم إلا اليسير, ثم سار إلى سلمية فحاربه أهلها ومنعوه الدخول, ثم انخدعوا بالأمان الذي أعطاه لهم وفتحوا له أبواب المدينة," فاعمل فيهم السيف ... ثم قتل البهائم, ثم قتل صبيان الكتاتيب, ثم خرج منها وليس بها عين تطرف, وسار فيما حوالي ذلك من القرى يقتل ويسبى ويحرق ويخيف السبيل".
ولذلك تم محاربتهم و ترحيلهم لثاني مرة وابعِدوا إلى صعيد مصر، وهناك أصبحوا على مقربة من مقر الحكم الفاطمي حتى لا يمكن لهم أن يثيروا الشغب وأن يهددوا استقراره منطقة شبه الجزيرة العربية وطرق الحجاج.
ذبحة الحرم وسرقة الحجر الاسود:
مر بنا أثناء سرد عقائد القرامطة أنهم كانوا يجحدون شعائر الإسلام كلها خصوصًا شعائر الحج والتي قالوا عنه أنها شعائر جاهلية وثنية لذلك فلقد عملوا دائمًا على قطع طريق حجاج العراق، وفتكوا عدة مرات بركب الحجيج، وكانوا يخططون لهدف أعلى إلا وهو تحويل الناس من التوجه للكعبة بمكة إلى بيت بمدينة [هجر] بناه أبو سعيد الجنابي، كما يبنى شكله وصورته وموقعه في المقال السابق
المهم دعى  القرامطة الناس للحج إلى كعبتهم المزوة بدلاً من الكعبة في مكة، ولما رأى أن الناس لا يستجيبون لكفره وضلاله احتار في أمره فجاءه إبليس لعنه الله وتمثل له في صورة ناصح أمين وقال له [إن الناس لن يأتوا إلى بيت هجر إلا إذا كان به [الحجر الأسود] الموجود بالكعبة، ولابد من سرقة هذا الهجر، فشرع أبو عبيد في خطت ولكنه اصطدم بقوة أوضاع الخليفة العباسي وقتها، وظل هكذا حتى مات وجاء من بعده ولده أبو طاهر القرمطي، وكان صاحب شخصية شريرة حاقدة في قمة الشجاعة والجراءة .
حدث أن وقع انقلاب على الخليفة العباسي المقتدر بالله عن طريق قائد جيشه ووزيره وعزلوه من منصبه وعينوا أخاه القاهر مكانه وحدثت اضطرابات شديدة بالأمصار الإسلامية، واستغل أبو طاهر هذا الفساد الواقع بين المسلمين لتنفيذ خطته الشيطانية الشريرة في سرقة الحجر الأسود .

مذبحة ثم سرقة:
خرج ركب الحجاج من كل مكان فوصلوا إلى مكة سالمين واجتمعوا كلهم في يوم التروية وهم لا يدرون بما هو مقدور لهم، حيث كان القرمطي الكافر و اتباعه من القبائل العربية القرمطية في انتظارهم فهجموا عليهم في يوم 8 ذي الحجة سنة 317 هـ فانتهبوا أموالهم واستباحوا دماءهم وقتلوا في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الحرم والكعبة أكثر من ثلاثين ألفًا من المسلمين والمجرم الكافر أبو طاهر جالس على باب الكعبة والرقاب تتطاير من حوله في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم من أشرف الأيام يوم التروية والكافر ينشد :

أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا

انظر صورة من مقال للامام الذهبي المتوفي سنة 1347 م 

الحجاج المسلمين يتعلقون باستار الكعبة وهم يقتلون:
كان القرمطي ومن معه من الاعراب القرامطة يقتل الحجاج واهل مكة والناس يفرون ويتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئًا بل يقتلون وهم كذلك.
فلم قضى الكافر المجرم فعلته الشنيعة بالحجاج أمر بأن تدفن القتلى في بئر زمزم ودفن كثيرًا منهم في أماكنهم في المسجد الحرام، ويا حبذا تلك القتلة، وذلك المدفن والقبر، وهدم قبة زمزم، وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها وشققها بين أصحابه، وأمر رجلاً أن يصعد على ميزاب الكعبة يقلعه فسقط على أم رأسه فمات في الحال، ثم أمر بعد ذلك بقلع الحجر الأسود فجاءه رجل فضربه بسلاحه، وهو يقول أين الطير الأبابيل أين الحجارة من سجيل؟ ثم قلع الحجر الأسود، وأخذوه إلى بلادهم وخرجوا وهم يقولون :

فلو كان هذا البيت لله ربنا لصب علينا النار من فوقنا صبًا
لأنا حججنا حجة جاهلية محللة لم تبق شرقًا ولا غربًا
وإنا تركنا بين زمزم والصفا جنائز لا تبغي سوى ربها ربًا

انظر كتاب محمد بن مالك الحمادي اليماني المتوفي سنة 470 هجري حوالي 1077
سرق الحجر الاسود لمدة 22 سنة :
حاول أمير مكة هو وأهل بيته وجنده أن يمنع القرامطة من أخذ الحجر الأسود وعرض عليه جميع ماله ليرد الحجر فأبى القرمطي اللعين فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته، ولم يستطع أحد أن يمنع تلك المجزرة البشعة ولا السرقة الشنيعة .
ظل الحجر الأسود موجودًا عند القرامطة بمدينة [هجر] طيلة اثني وعشرين سنة بعدها امر الحاكم الفاطمي في ذلك الوقت باعادته فاعادوه.

 أفضل من أرخ لهذا الحادث وأسهب في وصفه واستعص أطرافه، وبين غوامضه هم:
1.الشيخ محمد بن مالك الحمادي اليماني المتوفي سنة 470 هجري حوالي 1077 ميلادي وذلك في كتابه(كشف اسرار الباطنية واخبار القرامطة وكيفية مذهبهم وبيان اعتقادهم
رابط الكتاب:

2. قاضي القضاء عبد الجبار الهمداني (المتوفى سنة 415 أو 416) أي أنه عاصر بعض من شهد حادث هجوم القرامطة واقتلاعهم الحجر الأسود، وقد أورد القاضي عبد الجبار وصفه لهذا الحادث في كتابه (تثبيت دلائل النبوة)،
رابط كتاب تثبيت دلائل النبوة:


3.كما عاصر الحادث نفسه وأورد مختصرا له كل من أبي الحسن المسعودي (المتوفى سنة 345) في كتابة (التنبيه والإشراف.
4.وثابت بن سنان بن قرة الصابر (المتوفى سنة 365) في تأريخه عن القرامطة.
ومن اراد الاطلاع على تفاصيل هذه الأحداث ومن شارك فيها عليه بقرائة المصادر الاربعة :

 القرامطة كفار عند كل علماء الاسلام :
لعلمكم ان كل علماء الامة في السابق واللاحق افتوا بكفر هؤلاء القرامطة نظرا لفعلتهم الشنيعة و اعلانهم الكفر البواح جهارا نهارا وفي هذا الخصوص بقول الامام ابن كثير عنهم ( الجزء الحادي عشر الصفحة 160 ) 
قال عنهم :
انهم الحد واكفر من كل كفار الارض وانهم شر من اليهود والنصارى والمجوز وعبدة الاصنام
انظر مقال ابن كثير في ما يلي:
هؤلاء الاعراب القرامطة سيعاقبهم الله في الدنيا والاخرة:
وقال ابن الكثير ايضا في الجزء الحادي عشر الصفحة 160 ان هؤلاء الاعراب القرامطة سوف يعاقبهم الله في الدنيا والاخرة جزاءا لشناعة افعالهم ولانهم من اعظم الملحدين الكافرين 


من حكم الله تعالي انه كتب العذاب في الدنيا لهؤلاء الاعراب القرامطة قبل عذاب الاخرة:

ونبشركم اخوتي القراء ان هؤلاء الاعراب القرامطة لم تمر فعلتهم دون عقاب في الدنيا فقد كتب الله عليهم العذاب والذل على ايدي الامازيغ يوم رماهم الفاطميين الشيعة الى بلاد المغرب الامازيغي فسبحان الذي استدرجهم الى عذاب الدنيا والخزي قبل ان ياتيهم عذاب يوم القيامة
نعم اخوتنا في الاسلام  اذلهم الله وافنى فسدتهم وجهالهم على يد الدول الامازيغية الموحدية والحفصية و خاصة الدولة المرينية حيث وصل بزعمائهم الذل والهوان زمن السلطان ابوا عنان المريني انهم كانوا يطلبون منه ان يجعلهم عبيدا عنده وان لا يفنيهم

هذا ما سنراه في الاجزاء القادمة ان شاء الله والسلام عليكم جميعا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق